الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمحاكمة إرهاب نظام الملالي أمام محكمة بلجيكية – الجلسة الثانية من محاكمة...

محاكمة إرهاب نظام الملالي أمام محكمة بلجيكية – الجلسة الثانية من محاكمة أنتويرب (2)

0Shares

جوليو ترتزي – وزير الخارجية الإيطالي في الفترة 2011-2013

المحاكمة التي تُجري هذه الأيام في أنتويرب في بلجيكا، هي محاكمة لدبلوماسي إرهابي تابع لنظام الملالي متهم ومدان بتهمة محاولة اغتيال من خلال تنفيذ هجوم مروع في فيلبينت منذ عامين ونصف العام، ألا وهو أسد الله أسدي. وهذه هي المرة الأولى التي تتوفر فيها معلومات محددة ضد دبلوماسي إيراني على رأس العمل خلال 40 عامًا من نظام حكم الجمهورية الإسلامية تُجبره على المثول أمام العدالة ومحاكمته على ما نُسب إليه.

والجدير بالذكر أن مثوله أمام القضاء البلجيكي في أنتويرب مرحلة مصيرية. ويجب أن تكون مرحلة مصيرية أيضًا في العلاقات بين جميع دول الاتحاد الأوروبي ونظام جمهورية إيران الإسلامية، نظرًا لأن هذه الجريمة التي ترمي إلى الاغتيال وسفك حمام من الدماء تحت ستار الدبلوماسية والحصانة الدبلوماسية، قد تمت بسبب التقاعس غير المسبوق.

ولهذا السبب أيضًا تعتبر هذه المحاكمة مرحلة مصيرية، لأننا نحن الأوروبيون والحكومات الأوروبية يجب علينا أن نتحرك ونفعل شيئًا، بشرط توافر الإرادة لكي يتسنى لنا الحيلولة دون قيام نظام الملالي بممارسات إرهابية مماثلة في المستقبل.

 

وفي هذه المحاكمة التاريخية، لأول مرة يجلس نظام الملالي في موقع المتهم بشكل رمزي ويُحاكم بنفسه باسم هذا التافه المجرم المزعوم بأنه دبلوماسي. ويتذرع أسدي بأنه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، بيد أن الحقيقة هي أن أبو جهل هذا يجهل بطبيعته القروسطية أنه لا وجود لأي نوع من الحصانة في حالة ارتكاب جرائم إرهابية.

 

ومن المؤكد أن وزارة مخابرات نظام الملالي وقوات حرس نظام الملالي، وعلى وجه التحديد قوة القدس الإرهابية هم المسؤولون عن هذه المؤامرة المروعة في فيلبينت. ولهذا السبب يجب بما لا يدع مجالًا للشك إدراجهم جميعًا في قائمة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمنظمات الإرهابية.

 

بهزاد نظيري

بهزاد نظيري

إن ما شهدناه في صباح اليوم الثاني للمحاكمة هو دفاع محاميي هؤلاء المرتزقة عديمي الإنسانية. ومن المؤكد أن محاميي هؤلاء الإرهابيين لديهم محامٍ لأن هذه الأرض هي أرض العدالة، ولذلك تفصل العدالة البلجيكية في هذه القضية، ولكن بطريقة أشبه بالرسوم الكاريكاتورية أو عدة مشاهد كاريكاتورية في الغالب، حتى تكونوا على علم بمشهد الدفاع، لأن جوهر القضية مثبت.

وحتى الآن بحلول اليوم الأول من المحاكمة في 27 نوفمبر على الأقل كانت وسائل الإعلام والصحافة قد تناولت جيدًا كل شيء وما تردد من شائعات وما تضمنته مختلف البيانات، بيد أننا شهدنا جميعًا لائحة اتهام مطولة ودقيقة مدعومة بأدلة وحقائق دامغة اعتبارًا من اليوم الأول للمحاكمة في 27 نوفمبر، وتحديدًا في الجزء الثاني من المحاكمة.

وعلى أي حال فإن المشهد المتغير منذ ذلك الوقت فصاعدا يعني أن نظام الملالي ومرتزقته يواجهون لائحة اتهام ناجمة عن تحقيقات استمرت لعامين ونصف العام، بمعنى أن نظام الملالي الإرهابي في وضع كارثي لا يُحسد عليه، ولذلك، رأينا اليوم هذين المحاميين اللذين كانا يتحدثان في المحكمة صباح اليوم بدءا في التقليل من أهمية الحدث وتصغيره بطريقة فاضحة تدعو للسخرية بسبب عجزهما عن إنكار أصل القضية.

 

بمعني أنهما اعترفا بأنه كانت هناك قنبلة ولكن حاولا أن يزعما أن هذه القنبلة ليست مدمرة بالقدر الذي يدعيه المدعين الخاصين. وقال هذان المحاميان، وهما محاميا أمير سعدوني ونسيمه نعامي : إن هذين المرتزقين اللذين استلما القنبلة من أسدي لنقلها إلى  فيلبينت، هما مرتزقة لوزارة مخابرات نظام الملالي، ولكن ليس بالقدر الذي ورد في القضية، إذ تم خداعهما وحصلا على أموال، ولكن ليس بهذا القدر، حيث أنهما قالا أنهما قد حصلا على أموال أقل.

وكما ترون، لهذا السبب أعرض لكم موقفًا مضحكًا وكاريكاتوريًا، لأن أصل القضية هو أن بضعة أفراد من مرتزقة نظام الملالي الإرهابي كانوا يسعون إلى تفجير قنبلة في فيلبينت وارتكاب مذبحة هنا، ولم ينكر المحاميان هذا الأمر لأنهما عجزا عن الإنكار نظرًا للأدلة الدامغة المدرجة في ملف القضية. وبناءً عليه، جاءا فقط لإخراج هذين المتهمين بطريقة أو بأخرى.

كما أن هذين الشخصين تحدثا كثيرًا في هذه المراحل من التحقيق عكس أسدي، واعترفا بأشياء كثيرة. ولاشك في أنهما لم يعترفا بكل شيء، ولكنهما تحدثا عمَّا يقلل من دورهم. وفي الواقع، حاولا إحالة القضية الرئيسية إلى أسدي نفسه، الذي لم يجرؤ على المثول أمام العدالة في هذه المحاكمة، وهذا دليل آخر على أنه الجاني الرئيسي.

لذلك، كلما تقدمت هذه المحاكمة، كلما رأينا بالصدفة ما يجب أن يتضح ويتضح بالفعل، ألا هو الدور الخاص الذي يلعبه نظام الملالي. أي التسلسل الهرمي للقيادة، وما قاله أحد المحامين صراحة هو أن من يجلس هنا في مقعد المتهم الأول ليس دبلوماسيًا إرهابيًا، وليس من يُدعى مرتزقًا أو موظفًا رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات حسب قولهم، بل هو نظام الملالي بأكمله.

كيمو ساسي – وزير وعضو سابق في البرلمان الفنلندي

يجب على الدول الأوروبية أن تتخذ إجراءات فعالة بعد ما حدث في فيلبينت. وقامت بعض الدول الأوروبية بطرد الدبلوماسيين الإيرانيين من بلادها. وأعتقد أن هذا يعني ضرورة أن تكون العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي وإيران محدودة، ويجب علينا تقليص سفارات نظام الملالي وأن نمنعها من ممارسة أنشطتها.

ولكن من المهم أيضًا إدراج قوة القدس الإرهابية في قائمة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمنظمات الإرهابية؛ بسبب هذه القضية. وبطبيعة الحال يجب فرض عقوبات اقتصادية على هؤلاء الأشخاص، ولاسيما المتورطون منهم في الأنشطة الإرهابية؛ على الأقل. ويجب معاقبتهم الآن وفورًا بسبب هذه القضية قبل محاكمتهم لاحقا في المحاكم بتهمة انتهاك حقوق الإنسان.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة