الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتمجاهدي خلق تٶسس لإيران الغد

مجاهدي خلق تٶسس لإيران الغد

0Shares

بقلم:فلاح هادي الجنابي

    

 

إلقاء نظرة على تأريخ النضال الوطني التحرري ضد الانظمة الدکتاتورية التي تعتمد على القمع و السجون و الاعدامات کوسائل من أجل ضمان إستمرارها و بقاءها، نجد هناك ثمة تمييزا خاصا للنضال الضاري الذي تخوضه منظمة مجاهدي خلق ضد جمهورية الملالي المتطرفين منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، فهذه الجمهورية التي قامت على أعقاب الثورة الايرانية بعد أن نجح التيار الديني المتشدد من الاستيلاء على الثورة و فرض نظام و دستور يلبي طموحاتها و تطلعاتها، وبعد أن قامت بتصفية معظم معارضيها و مناوئيها، إتجهت و بصورة خاصة للعمل من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق التي رفضت کل أساليب الترهيب و الترغيب، وقد وصل مستوى إستخدام العنف و القوة المفرطة ضد هذه المنظمة الى حد تنفيذ أحکام الاعدام بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار المنظمة، وهو الامر الذي أثار الاوساط المعنية بحقوق الانسان الى الحد الذي إعتبرتها منظمة العفو الدولية جريمة ضد الانسانية لابد من معاقبة مرتکبيها.

السلطة و الامکانيات المادية الواسعة و الارضية الدينية، کلها کانت وسائل إستخدمها نظام الملالي في صراعها ضد منظمة مجاهدي خلق بل وإنها قامت ببناء علاقاتها السياسية و الاقتصادية على شرط الابتعاد عن هذه المنظمة، وهو مادفع العديد من الاوساط للإقتناع من إن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت عمليا و لم يعد لها من دور و تأثير على الساحة الايرانية وهو أمر وجد صداه في الاعلام العربي و رددته العديد من المنابر من دون التحقق من مدى مصداقيته و مطابقته للأمر الواقع، لکن منظمة مجاهدي خلق أثبتت فعاليتها و قوة دورها و حضورها وخصوصا بعد أن قادت إنتفاضة 28 کانون الاول2017، وتمکنت و بإقتدار من تغيير معادلة الصراع بحيث تبرز کبديل سياسي ـ فکري قائم للنظام، وإن النشاطات السياسية و الفکرية المکثفة وخصوصا التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية، قد ساهمت في تعريف العالم کله ليس بمنظمة مجاهدي خلق فقط وانما بقضية الشعب الايراني و مدى الظلم الذي لحقه و يلحقب على يد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

اليوم، إذ تقيم منظمة مجاهدي خلق التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، والذي هو التجمع الثاني عشر لها في باريس حيث من المتوقع قدوم حشود ضخمة جدا من أبناء الجاليات الايرانية من مختلف أنحاء العالم، و حضور المئات من الشخصيات و الوفود السياسية من بلدان تقع في خمسة قارات، والتغطية الاعلامية و الاهتمام غير المسبوق بها و بمجرياتها، يمکن إعتباره بمثابة شهادة دولية بنجاح المنظمة في نضالها ضد نظام الملالي و تمکنها في نهاية المطاف من أن تٶسس لملامح بدايات عهد جديد لإيران و الشعب الايراني من أبرز سماته و مميزاته التعايش السلمي و التواصل مع شعوب و بلدان المنطقة و العالم منح الاولوية للحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان، وإن إقتران التجمع الثاني عشر للمقاومة الايرانية مع أحداث و تطورات تتجه کلها لغير صالح النظام، يعطي لهذا التجمع زخما و معنى و قوة إعتبارية خاصة في رسم ملامح إيران الغد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة