الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتمايحتاجه العراق حقاً

مايحتاجه العراق حقاً

0Shares

بقلم:سهى مازن القيسي

 

العراق الذي تزايدت مشاکله و تضاعفت بصورة غير طبيعية منذ إستشراء نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيه خصوصا بعد أن أسس ميليشيات طائفية تابعة له تخضع لأوامره و توجيهاته فقط، فقد صارت الامور تسير من سئ الى الاسوأ وطفقت تطفو مسائل و قضايا غريبة من نوعها و تصبح کظواهر لم يسبق وأن شهد العراق مثيلا لها خلال تأريخه المعاصر، وقد جاءت أزمة المياه الاخيرة على خلفية إنشاء سد"اليسو" الترکي، لتضاعف من معاناة الشعب العراقي وتضيف محنة أخرى الى قائمة المحن الاخرى التي يعاني منها، ومع ملاحظة السجال الدائر بين الاطراف السياسية المختلفة بعد الانتخابات الاخيرة من أجل تشکيل حکومة جديدة و المساعي المتباينة التي يبذلها النظام الايراني في السر و العلن، فإن ثمة ضبابية أکثر قتامة تظهر في الافق العراقي.

التدخلات الخارجية في الشٶون الداخلية العراقية وفي مقدمتها التدخلات الايرانية، ترکت و تترك آثارها و تداعياتها السلبية البالغة على مختلف الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية العراقية و إن بقائها و إستمرارها يعني بقاء الاوضاع السلبية على حالها وعدم إمکانية تحقيق خطوات عملية مٶثرة بإتجاه تحسينها، ولاشك من إن أکبر مشکلة تقف بوجه العراق هي مشکلة التدخلات الايرانية خصوصا مع الاخذ بنظر الاعتبار إن النظام الايراني يواجه أخطارا و تحديات و تهديدات جدية على أکثر من صعيد، وهو سيسعى کعادته لإستخدام نفوذه في العراق کوسيلة من أجل التصدي للأخطار و التحديات و التهديدات التي تواجهه، وإن تراجع أدائه الاقتصادي الى أبعد حد بعد إزدياد عدد الشرکات الاوربية و الروسية المنسحبة من إيران و وإرتفاع نسبة التضخم الى الحد الذي باتت تقترب فيه من ال80%، وإحتمال تفجر الاوضاع الداخلية، فإن النظام الايراني بحاجة الى ثمة سيناريو غريب من نوعه من أجل أن يبعد الانظار عن أوضاعه الداخلية المتأزمة التي صارت حديث الساعة، وبحسب العديد من المصادر فإن الساحة العراقية مرشحة أکثر من غيرها لکي تصبح مسرحا لهذا السيناريو خصوصا وإن المقاومة الايرانية في صدد إقامة التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية، في باريس في 30 من الشهر الجاري، والذي سيفضح أکثر الدور و التدخلات المشبوهة لهذا النظام في العراق.

النفوذ الايراني الذي يأخذ أشکالا و أنماطا مختلفة في داخل الاوساط السياسية العراقية على إختلاف إنتماءاتها المذهبية و العرقية حيث سبق وأن حذرت منه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي و وصفته بالاخطر من القنبلة الذرية مائة مرة، فإنه سوف يعمل المستحيل من أجل إبقاء دوره المعهود في العراق، ولهذا فإن الحاجة قد صارت قصوى الى حکومة وطنية لاتدين بالولاء إلا الى للشعب العراقي و العراق فقط، لکي تستطيع مواجهة التحديات القائمة ولاسيما دور النفوذ الايراني و تحجيمه و وضع حد له من أجل التأسيس لعراق جديد بحق على يد أبنائه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة