الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانماذا يعني عزل خامنئي لجعفري من قيادة الحرس الثوري وتعيين سلامي بديلا؟

ماذا يعني عزل خامنئي لجعفري من قيادة الحرس الثوري وتعيين سلامي بديلا؟

0Shares

نشر موقع ايلاف مقالا بشأن عزل خامنئي لقائد قوات الحرس السابق محمدعلي جعفري وتعيين حسين سلامي بديلا عنه بقلم د أسامة مهدي وذلك نقلا عن أحد مسؤولي المقاومة الإيرانية . وفيما يلي نص المقال:

 

د أسامة مهدي

إيلاف من لندن:

اعتبر مصدر إيراني عزل خامنئي "المفاجئ" لقائد الحرس الثوري الإيراني جعفري وتعيين سلامي بدلا عنه تأكيدا على فشل استراتيجية المرشد الاعلى في تصعيد القمع داخليا ضد الحراك الشعبي والتدخل والارهاب خارجيا.

وفي مفاجأة للمراقبين، أعلن المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي في 21 من الشهر الحالي قرارين منفصلين يقضيان بعزل اللواء محمد علي جعفري من قيادة الحرس الثوري وتعيين حسين سلامي خلفًا له بعد ترقيته لرتبه لواء. 

 

وضع مضطرب للحرس

 

وعن دوافع هذه الاجراءات اعتبر عضو في لجنة العلاقات الخارجية بـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في حديث مع "إيلاف" اليوم أن الوضع الداخلي لقوات الحرس "أصبح مضطربًا بعد إدراج الولايات المتحدة الاسبوع الماضي للحرس على لائحة الإرهاب، فجاء هذا التغيير الكبير في هذا الكيان الإرهابي الذي تديره الدولة ردة فعل أمام تلك الضربة التي تلقاها النظام وقوات الحرس".

وأشار الى انه في العرف العسكري، فإن عزل قائد من قوة مضروبة يشير إلى شدة وأهمية الضربة وفاعليتها، ففي الواقع كان إدراج الحرس على لائحة الإرهاب ضربة قاصمة للرأس وأن الإطاحة بقائدها نتيجة لهذه الضربة نفسها. واوضح ان إرسال جعفري للعمل الثقافي في مركز لا يؤبه به على الإطلاق في مهام هذه المؤسسة الإرهابية، حيث تم تعيينه مسؤولا عن إدارة المجمع الثقافي والاجتماعي (بقية الله). 

 

إجراء مذل

 

ووصف المسؤول في المجلس هذا التحول بأنه "مذل وحصل في خضم المعركة خاصة في الوقت التي بقي عام واحد من قيادة جعفري للحرس، حسب القرار الصادر عن خامنئي قبل عامين".

 

خامنئي مستعرضا تشكيلا للحرس

 

وعن دور محمد علي جعفري وموقعه في الحرس، وإلى ماذا يشير عزله، اوضح ان استراتيجية النظام في السنوات الأخيرة حيث ان مهمة الحرس وفق هذه الاستراتيجية وبشكل أساسي تتمثل في حماية الدكتاتورية المسماة الثورة الإسلامية، وأوكلت هذه الديكتاتورية حماية الحدود إلى الجيش، وانهمكت نفسها في ممارسة القمع في الداخل وتصدير الإرهاب إلى الخارج وخضع التنظيم الكلي للحرس لتغيير في جميع أنحاء البلاد مثل فيالق المحافظات وتنظيم البسيج التي خضعت كلها لإعادة بناء إستراتيجية خامنئي الجديدة لتمكينها من الدخول في قمع الشعب بأكمله وفي الوقت نفسه في حروب غير متكافئة الأمر، الذي كانت لدى جعفري خبرة فيه، فكانت هذه النقاط هي المحاور التي أبرزت أهمية جعفري في استراتيجية خامنئي.

 

نهاية استراتيجية فاشلة

 

واستدرك المسؤول المعارض قائلا لكن الآن فإن القائد الذي كان يطبق استراتيجية النظام قد جرد من منصبه فيما تشير الدلائل إلى أن هذه الخطوة أكثر من مجرد نقل وانما مفهومها هو الوصول إلى نهاية خط استراتيجي لسببين واضحين:

أولاً ان الانتفاضات داخل البلاد اذهبت سطوة الحرس أدراج الرياح خاصةً في العامين الماضيين، والآن أصبحت المبادرة في أيدي الناس ومعاقل الانتفاضة والعمال المضربين وليس الحرس.
وثانياً، إن التوسع الإقليمي للنظام قد وصل إلى طريق مسدود والآن مع إدراج الحرس في لائحة الجماعات الإرهابية، فإن الطريق الاقليمي المسدود للحرس قد ادى إلى هزيمة كاملة له.

وأوضح أن النتيجة الكلية لهذين المحورين هي الفشل التام لخط واستراتيجية مزيفة صممها خامنئي بمساعدة الحرسي جعفري ونفذها الأخير خلال كل هذه السنوات العشر الماضية.

 
سلامي من درجة دونية الى أعلى

 

وحول دلالات تعيين سلامي قائدا للحرس، اشار العضو الى انه يجب اعتبار قيمة الحرسي جعفري بالخط الذي كان عليه القيام به فقد كان خلال السنوات الأخيرة أحد أهم عناصر خامنئي والأكثر خضوعًا له وفي قوات الحرس كان له أيضًا مكانه الخاص.

وزاد قائلا انه "في كلام أوضح، كان وزن الحرسي جعفري يعادل وزن الخط الذي كان يمرره وأما الحرسي الثرثار وسليط اللسان حسين سلامي (على الرغم من كل الزوبعة التي يثيرها خلف منابر صلاة الجمعة وغيرها من المنابر) فهو لم يكن عنصراً يذكر وكان حرسيا بمرتبة ادنى في قوات الحرس.

واضاف انه في انتفاضة 2009 لعب الحرسي سلامي دورًا في قمع المواطنين المنتفضين ثم بعد اعتداء مرتزقة خامنئي على معسكر أشرف لعناصر مجاهدي خلق في العراق وقتل عدد منهم فقد ظهر الحرسي سلامي إلى الميدان بصفته رجل انقاذ للنظام ليعربد ويطلق عنتريات وأكاذيب في هزيمة مجاهدي خلق وتدميرها، ولكن بعد ذلك بوقت قصير، افتضحت أكاذيبه.

 

زوبعة في فنجان

 

وبين المسؤول انه يمكن القول إن جلوس سلامي على كرسي قيادة قوات الحرس يدل اولا على إفلاس النظام في هذا المجال وأظهر خامنئي بتعيينه ثانيا أنه يحتاج إلى زوبعة في فنجان أكثر من أي شيء آخر وهو الشيء الوحيد الذي يجيده سلامي ويعرضه في صلوات الجمعة.

واعتبر ان استبدال قائد قوات الحرس له معنى خاص بالنسبة للشعب الإيراني ومؤيدي المقاومة لانه ونتيجة لاستمرار نشاط معاقل الانتفاضة داخل البلاد فإن خط التخويف والترويع الذي كانت قوات الحرس تمارسه داخل إيران قد فشل كما فشلت سياسة إشعال الحروب وإطلاق الصواريخ وعرض الطوافات والقوارب للحرس.

 

جرس إسقاط النظام بدأ يدق

 

وشدد القيادي المعارض على انه مع إضعاف قوات الحرس فإن جرس إسقاط النظام قد بدأ يدق أكثر وأكثر وبما يلقي مسؤولية أكبر على عاتق كوادر ومعاقل الانتفاضة لتحقيق هذا الإسقاط.

وكان قد تم الاعلان في طهران الاحد الماضي أن المرشد الأعلى علي خامنئي أعفى اللواء محمد علي جعفري من منصبه كقائد للحرس الثوري الإيراني وعين مكانه حسين سلامي بعد أن رفع رتبته إلى لواء.

وقال خامنئي في بيان أنه "نظرا للضرورة في تغيير المناصب في قيادة حرس الثورة الإسلامية ولخدمة اللواء محمد علي جعفري على مدى السنوات العشر السابقة فقد تم منحك رتبة لواء وتعيينك قائدا لحرس الثورة". وأضاف أنه "تقديرا لخدمات الجنرال محمد علي جعفري الجليلة على مدى السنوات العشر  السابقة ورغبتي بأن تكون حاضرا في ميدان الثقافة والحرب الناعمة فقد منحناك مسؤولية إدارة المجمع الثقافي والاجتماعي (بقية الله)".

 

الحرس أداة ارهابية بيد النظام

 

ورأت مصادر أن هذا التطور في تغيير قيادة الحرس الثوري، يأتي بعد أيام من إدراج الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني في القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

وتتبع إدارة الرئيس الأميركي الحالي نهجا شديدا تجاه السلطات الإيرانية واتخذت مجموعة واسعة من الخطوات ضد طهران خاصة الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض حزم كبيرة من العقوبات عليها.

ويرى مراقبون أن تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، يمثل أحدث خطوة في حملة الضغط على إيران وخصوصاً أنه تصعيد يعرض للمحاكمة كل من يدعم الحرس الثوري إذ سيتم تباعاً إدراج عقوبات على أي مؤسسات مالية أو مصارف تتعامل مع الحرس الثوري.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبر في تصريحات صحفية، أن الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات للدولة الإيرانية.

كما يرى المراقبون أن الحرس الثوري يقود عدداً من النشاطات المزعزعة لاستقرار المنطقة من خلال دعمه لوكلاء إقليميين كحزب الله ولتورطه في مخططات إرهابية عدة.

يذكر أن القائد الحرسي الجديد حسين سلامي المولود العام 1960 في جولبايغان بمقاطعة أصفهان كان درس الهندسة الميكانيكية في جامعة إيران للعلوم والتكنولوجيا. 

وعندما بدأت الحرب بين إيران والعراق انضم إلى فيلق الحرس الثوري الإسلامي وبعد الحرب واصل دراسته وتخرج بدرجة الماجستير في إدارة الدفاع ثم تولى منصب قائد الحرس الثوري.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة