الأربعاء, أبريل 17, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرماذا يجري في سجن كوهردشت الرهيب في إيران؟

ماذا يجري في سجن كوهردشت الرهيب في إيران؟

0Shares

حرم جلاوزة خامنئي في سجن كوهردشت بمدينة كرج( 20كيلومتراً غربطهران) السجناء السياسيين من أية وسيلة للتكييف وذلك من أجل ممارسة المزيد من الضغوط عليهم حيث تفتقر القاعة 10 في الجناح 4 بسجن كوهردشت بمدينة كرج إلى أية وسيلة تكييف. ونظرا لإملاء المنافذ في هذا السجن بالأوراق المعدنية مما يتسبب في عدم إمكانية تبادل الهواء في القاعة، أصبح الحر في المكان لا يطاق مما أدى إلى تفاقم الحالة الصحية والأمراض التي أصيب بها السجناء السياسيون. واحتج السجناء السياسيون على هذا الوضع غير أن جلاوزة خامنئي ضربوا مطالبهم عرض الحائط.

ويعاني سجناء نظير آرش صادقي ومجيد أسدي في هذا الجناح من أمراض مختلفة كما وأن السجين الطاعن في العمر محمد بنازاده أميرخيزي لا يقدر على تحمل هذه الظروف نظرا لسنه ومرض قلبي أصيب به.

ماذا يجري في سجن كوهردشت؟

بعد هجوم حراس سجن كوهردشت على قاعة السجناء السياسيين (القاعة 12، الجناح 4) في تموز/ يوليو 2017 وتدمير وتخريب الممتلكات الشخصية للسجناء واقتيادهم إلى القاعة 10 في الجناح نفسه، أصبحت ظروف جديدة تسود هذا السجن وهي قائمة حتى يومنا هذا. وعقب هذا الحادث اللاإنساني، نقل 15سجينا بمدة أسبوعين إلى الزنزانة الانفرادية ويكاد أن يكون جميع ممتلكات السجناء تم تدميرها أو سلبها مما أسفر عن إضراب خاضه 20سجينا احتجاجا على ذلك حيث استغرق 40يوما. وحضر مرداني رئيس سجن كوهردشت في حينه بعد بضعة أيام من ذلك الحادث المخزي واللاإنساني أمام السجناء السياسيين وبقوله عبارة «هنا سجني» وأتحمل مسؤولية ذلك. وفي الواقع تحمل مرداني مسؤولية القضية بصفته رئيسا للسجن وجراء الضغوطات والردود الدولية والرأى العام، تم عزله من منصبه بعده بـ3أشهر أي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وذلك بهدف أن تقتصر جميع الإجراءات المشينة والمخزية والقعمية على شخصه. وتجدر الإشارة في هذا الشأن إلى ما لعبه هؤلاء الأفراد من دور مباشر في الانهيال على السجناء السياسيين بالضرب والشتم وممارسة الأذى والتعذيب بحقهم وهم أشخاص نظير: يوسف مردي (رئيس الاستخبارات في سجن كوهردشت في حينه والرئيس الراهن لاستخبارات سجن إيفين) ومقصود زلفعلي (رئيس وحدة حراسة سجن كوهردشت) وباقري (رئيس حرس سجن كوهردشت) وولي علي محمدي (المدير الحالي لسجن كوهردشت ورئيس جناح السجناء السياسيين).

ظروف القاعة 10 لسجن كوهردشت بمدينة كرج

في القاعة 10 بسجن كوهردشت (مكان احتجاز السجناء السياسيين) هناك 14غرفة بمساحة 6أمتار وهي تفتقر إلى وسائل وأدوات التدفئة والتكييف حيث أصيب جميع السجناء بالأنفلونزا في شتاء العام الماضي نتيجة البرد القارس. وفي الوقت نفسه توجد 3كاميرات مراقبة في كل غرفة كما توجد في كل قاعة فضلا عن المرافق الصحية والحمامات 54 من كاميرات المراقبة. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وبعد عزل مرداني من منصبه، أصبح شخص يدعى غلامرضا ضيايي رئيس سجن كوهردشت. وعندما استلم هذا المنصب كان السجناء السياسيون في القاعة الجديدة محرومين من الكتب والصحف والتلفزيون والراديو والثلاجة والتليفون والتشمس الدائم من الصباح حتى المساء. كما كانوا يحصلون على العنايات الطبية والأدوية والعلاج بكل صعوبة حيث كان لهم الأمر مستحيلا في بعض الحالات فضلا عن حرمانهم من الورق والقلم لفترة طويلة. وكان من المتوقع أن مجيء الرئيس الجديد في تلك الظروف يؤدي إلى تطبيع الأوضاع وإعادة الحقوق والإمكانيات الابتدائية المسلوبة للسجناء السياسيين وبناء على هذا الأساس وخلال فترة توليه منصب رئاسة السجن والتي بلغت 8أشهر كان السجناء يكررون له مطالبهم الحقة بأشكال مختلفة مرارا وتكرار غير أنه ضربها عرض الحائط مما أثبت أن ضيايي لم يستلم رئاسة سجن كوهردشت من أجل معالجة الأحداث التي وقعت هناك.

من هو غلامرضا ضيايي؟

وقدم ضيايي نفسه مرة للسجناء السياسيين أمامهم حيث كان يعمل أكثر من 20عاما في المجالات الأمنية والاستخبارية كما كان قد اعترف أمام جمع من السجناء العاديين أنه كان رئيسا لمعتقل كهريزك عام 2009 حيث أيد كلامه عدد من السجناء الأقدمين ممن كانوا قد احتجزوا في المعتقل في وقت سابق بعدما تعرفوا عليه. وكان معتقل كهريزك الرهيب، «معذبا» كان يتم اقتياد عدد من الشباب الإيرايين المحتجين في عام 2009 إلى هناك حيث قتل شباب نظير محمد كامراني وأمير جوادي‌فرد ومحسن روح‌الأميني في هذا المعتقل في العام نفسه تحت التعذيب كما تعرض عدد من السجناء للاعتداء عليهم والاغتصاب في المعتقل نفسه. وبالنتيجة ونظرا لما اعترف به غلامرضا ضيايي، كان هذا الشخص ضالعا في القتل والتعذيب بحق الأناس الأبرياء والمشاركين في التجمعات الاحتجاجاية في تلك الفترة بشكل مباشر.

كيفية تطبيق الإعدام في سجن كوهردشت بمدينة كرج

إن سجن كوهردشت هو السجن الوحيد لتنفيذ الإعدام في محافظتي طهران وألبرز حيث يتم نقل السجناء المحكوم عليهم بالإعدام إلى هذا السجن من بقية السجون في هاتين المحافظتين من أجل تنفيذ حكم الإعدام حيث يعدم أسبوعيا ما يتراوح بين 8 إلى 10سجناء في هذا السجن ويكشف عن جانب من نسبة المعدومين فقط. ويقبع في هذا السجن نحو 2000سجين حيث 90بالمائة منهم محكومون بالإعدام. وسجن كوهردشت الأمني للغاية هو مكان يعتبر وبحسب المدعي العام في طهران سجنا للسجناء «الذين انتهى بهم المطاف» أو سجنا للسجناء «المتروكين للنسيان». وكل أربعاء في سجن كوهردشت هو يوم تنفيذ الإعدام ويوم انتظار الأمهات وأفراد عوائل الضحايا خلف أبواب السجن لاستلام جثمان أعزائهم وهو يوم يتوقف فيه الزمن! ويشرف كل من ضيايي رئيس السجن و علي محمدي المدير الداخلي في السجن على العملية لتكون المجريات بشكل دقيق ومضبوط، ويلقي باقري رئيس حرس السجن حبل الشنق على رقبة الضحايا ويربطه بشدة حتى يحصل على كافة المبلغ النقدي للمكافأة لعمل لم يقبل أحد القيام به تماما بحسب ضباط وحراس السجن.

توزيع المخدرات في سجن كوهردشت

توزع عصابات المخدرات يوميا كمية كبيرة من المخدرات بين السجناء المساكين والقانطين والخائبين للأمل من أجل مواصلة الحياة حيث معظهم الشباب. ويتم القيام بذلك تحت إشراف مباشر للمديرين والمساعدين في السجن. ويبدو من كل ذلك أن رئاسة هكذا سجن وهو يشبه بمذبحة، تعتبر موقفا خاصا وخطيرا وحساسا في نفس الوقت بحيث أنه ومن خلال إلقاء نظرة على سجل غلامرضا ضيايي في القتل والقمع وممارسة الأذى والتعذيب في حق السجناء خلال السنوات المنصرمة واستمرار الضغوطات اللاإنسانية على السجناء السياسيين في سجن كوهردشت من جانبه، فيمكن الاطلاع على مدى كيفية المواصفات والصلاحيات الخاصة التي يؤكد عليها ويؤيدها مصطفى محبي رئيس منظمة السجون في محافظة طهران ووزارة المخابرات. غير أن ذلك ليس ظنا أو تكهنا وإنما ينسجم تماما مع ما سادت سجن كوهردشت من ظروف وأجواء منذ مجيء ضيايي، بحيث أن السجن وحتى الأجنحة العامة للسجن تحولت إلى جناح احترازي أو زنزانة انفرادية كبيرة أو بعبارة أخرى مخيم للموت البطيء حيث يتم حرمان السجناء السياسيين من كل شيء على وجه الخصوص ولا يحق لهم استخدام التلفزيون والراديو والصحف والكتاب وأية وسيلة يطلعون من خلالها على العالم الخارجي. كما يبدو أن الواجب الرئيسي لضيايي في هذه الفترة القصيرة منذ رئاسته في سجن كوهردشت هو فرض الحصر التام على السجناء السياسيين في سجن كوهردشت وهو واجب من المحتمل أن يتم تنظيمه وتخطيطه بشكل متناسق من قبل كل من منظمة السجون ووزارة المخابرات بهدف ممارسة الضغوط على السجناء والتعذيب الجسدي والنفسي بحقهم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة