الجمعة, مارس 29, 2024

مأزق نظام

0Shares

بقلم:ليلى محمود رضا

 

ليس هناك من کلـمة واحدة تختزل کل الاوضاع والمشاکل والازمات الوخيمة التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کما هو الحال مع کلمة"مأزق"، فهذا النظام يقف أمام مأزق فريد من نوعه، مأزق لاحل ولاخلاص منه أبدا إدا مابقي مستمرا في الحکم، مأزق لاتنفع معه أشباه وأنصاف الحلول، مأزق وصل الى العظام الايرانية ولم يعد هناك من حل إلا برحيل النظام أو إسقاطه إذ لايمکن أبدا القضاء على إرادة وعزم شعب يرنو ويطمح للتغيير.

الماضي المرير الذي واجهه الشعب الايراني طوال 40 عاما من حکم هذا النظام والذي وعوضا أن يرسم لهم ملامح مستقبل وغد أفضل وأکثر إشراقا فإنه قاد ويقود الشعب الايراني الى کل ماهو أسوأ وعلى مختلف الاصعدة، والذي يجب أن نلاحظه جيدا ونأخذه بنظر الاعتبار هو کما إن الشعب الايراني قد وصل الى ذروة معاناته بيد هذا النظام وطفح الکيل به ولم يعد بإمکانه المزيد من الصبر والسکوت عليه، فإن النظام يعيش في نفس الوقت أزمة عميقة مستعصية بکل الاتجاهات ويقف مکتوف الايدي ولم يعد بإمکانه القيام بأي شئ سوى إطلاق التصريحات العنترية التي لم يعد أحد يهتم بها کما في السابق، إذ صار هناك ثمة تصور بأن هذا النظام قد وصل لحافة الافلاس السياسي والفکري والاقتصادي.

هذا المأزق الذي يتخبط فيه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کانت زعيمة المقاومة الايرانية، السيدة مريم رجوي، قد تنبأت به وأکدت على إن النظام في طريق لکي يواجه شر أعماله ويصل الى نقطة اللاعودة وهو اليوم عندما يواجه المأزق الحالي، فکإنه يعلن للعالم بإنه قد اسقط في يده ولم يعد بإمکانه أن يتقدم خطوة واحدة للامام، فهو مصاب بحالة من الشلل بعد أن مصابا بکساح قبل ذلك وهو قطعا يمضي من سئ الى الاسوأ، لکن المشکلة إن اليوم ليس کالبارحة بأن يکون الشعب لوحده من يدفع ثمن مغامراته ومجازفاته الحمقاء، بل عليه أن يواجه نتائج وآثار وتداعيات أعماله ونشاطاته وسياساته غير الحکيمة والهوجاء.

أکثر وأکبر مشکلة يواجهها هذا النظام ويتخوف منها کثيرا جدا، هي إنه أمام مشکلة البديل الديمقراطي له والمطروح بقوة على الساحة الايرانية وإن المقاومة الايرانية هي کما هو معروف للعالم کله بصورة عامة وللشعب الايراني بصورة خاصة هي من تمثل وتجسد عن البديل الديمقراطي الوحيد المطروح للنظام خصوصا وإنا تعبر عن کافة أطياف وشرائح الشعب الايراني من أقصى إيران الى أقصاه، ولاريب من إن الاوضاع الحالية التي تواجهها إيران لايمکن أن تستمر طويلا فهي قابلة للإنفجار في أية لحظة وتٶسس لواقع جديد يختلف إختلافا جذريا عن الواقع الحالي واقع لايکون للنظام الحالي من أي وجود فيه!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة