الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتليست فضيحة وإنما هزيمة کبرى

ليست فضيحة وإنما هزيمة کبرى

0Shares

بقلم:منى سالم الجبوري

 

عندما تکثر الاخطاء ويزداد التعثر والفشل والاحباط لدى أي دولة أو طرف سياسي، وعندما يرتد الجهد المبذول ضد الخصم على هذه الدولة أو الطرف السياسي، ويتکرر ذلك بصورة ملفتة للنظر، فإن معنى ذلك إن هناك خلل فکري وبنيوي وأساسي في داخل تلك الدولة أو الطرف السياسي ولايمکن معالجته لأنه قد صار حالة مرضية أشبه بالغانغرينا، فلايفيد معه إلا البتر!

الهجوم الفاشل الذي دبرته المخابرات الايرانية بقيادة دبلوماسي في السفارة الايرانية بالنمسا وهو رهم الاعتقال حاليا في ألمانيا ومن الممکن تحويله لبلجيکا لمحاکمته، يمکن إعتباره فشلا نوعيا مميزا لابد لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يدفع ثمنه شاء أم أبى، والذي يصيب طهران بحالة من الاحباط والالم الشديد، هو إنها کانت قد قامت بعمليات تصفية مخابراتية إستهدفت معارضين سياسيين إيرانيين بارزين نظير الدکتور کاظم رجوي، ممثل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في سويسرا وفرنسا، وقد إستطاعت لأسباب مختلفة من أن تنأى بنفسها عن ذلك، لکن العملية الاخيرة التي کانت تستهدف المٶتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي ظهر واضحا إنه يلقى صدى وهوى غير مألوفا من جانب الشعب الايراني وإن النظام أراد أن يسد هذا الباب ولکنه وکما يقول المثل العراقي"جاء يکحلها فعماها"!

هذا الهجوم الفاشل الذي دبرته المخابرات الايرانية بناءا على أوامر صادرة من أعلى الهرم الايراني الحاکم، ذلك إن هکذا عملية حساسة وخطيرة لايمکن أبدا أن تقوم بتنفيذها المخابرات الايرانية من دون أوامر صريحة من أعلى الجهات، يمکن إعتباره بمثابة نکسة ليست مخابراتية وانما سياسية صريحة تضع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في موقف لايمکن أن تحسد عليه خصوصا وعندما يطالب الرئيس النمساوي روحاني بالتعاون فيما يتعلق بهذه العملية الارهابية والاکثر مدعاة ومبعث للسخرية أن الاخير يعد بالإيجاب!!

بنظر معظم المراقبين و المحللين السياسيين فإن هذا الهجوم الفاشل الذي سعى البعض لوصفه بالفاشل، ليس بفاشل فقط وانما هو أيضا بمثابة هزيمة سياسية جديدة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام المقاومة الايرانية التي تسببت في إحداث أکبر إرباك سياسي لهذا النظام وإحراجه ودفعه لزاوية ضيقة جدا، خصوصا إذا ماأعدنا للأذهان أن السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية الايرانية کانت قد أصدرت بيانات إحتجاجية ضد عقد المٶتمر السنوي للمقاومة الايرانية في باريس وطالبت الحکومة الفرنسية بمنع ذلك، وإن رفض الحکومة الفرنسية لهذا المطلب السخيف وإنعقاد التجمع دفع بالنظام لکي يمضي قدما في مخططه الارهابي هذا الذي إنفضح أخير وأضاف إنتصارا سياسيا جديدا للمقاومة الايرانية ضده.

 

أخبار ذات صلة:

الهجوم الفاشل على منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في باريس

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة