الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتلهذا ليست إيران کسوريا

لهذا ليست إيران کسوريا

0Shares

بقلم: فلاح هادي الجنابي

 

صار من سابع المستحيلات على النظام الديني المتطرف في إيران أن يتخلص من کابوس جريمته البشعة التي إرتکبها في صيف عام 1988، بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، رغم إنه قد بذل أقصى مافي وسعه من أجل ذلك، لکن مشکلة هذا النظام إنه لايعرف ماذا يعني الاصطدام بتنظيم ثوري منبثق من أعماق معاناة الشعب ويناضل من أجل المحرومين والمستعبدين، ولذلك فإنه لايجد هناك يوما ما يشعر بالراحة والطمأنينة مع وجود مناضلين لايکلون ولايملون في النضال من أجل التعريف بالقضية التي سقط هٶلاء ال 30 ألفا قبل 30 عاما من الان.

نظام الملالي وبعد إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي شملت 144 مدينة إيرانية ولازالت مستمرة بصورة إحتجاجات شعبية متواصلة، تأکد من إن نهايته باتت قريبة جدا لو لم يتدارك نفسه سريعا، ولذلك صار يسعى للعمل من أجل تخويف بلدان المنطقة والعالم بأن سقوطه سينقلب کارثة ووبالا على العالم کله، ەإن بقائه وإستمراره خير لهم، وهو بذلك يسعى من أجل التشکيك بالمقاومة الايرانية التي هي البديل الديمقراطي القائم له والإيحاء من إنها لاتستطيع الامساك بزمام الامور بعد سقوطه، في وقت أثبتت المقاومة خلاف ذلك وبصورة مستمرة، وإن عقدها لهذا الملتقى الکبير وللتجمع السنوي العام ولقيادتها الانتفاضة وأمورا أخرى کثيرة بنفس السياق، يعتبر بمثابة دليل عملي واقعي على إنها تمتلك کل مقومات ومٶهلات إدارة نظام سياسي يعبر عن آمال وطموحات الشعب الايراني.

المتقى الدولي الذي أقيم في 20 عاصمة ومدينة رئيسية في بلدان أوربا وأمريکا الشمالية، والذي کانت سمات الانتفاضات الشعبية في إيران وجذورها وآفاقها، موضوع المناقشات الاساسية ل«الذكرى الثلاثين لمجزرة 30،000 سجين سياسي في إيران – جذور الانتفاضات الشعبية وآفاقها»، حيث بادر بها أبناء الجاليات الإيرانية وأنصار المقاومة في أنحاء أوروبا وكذلك أمريكا الشمالية بشكل حي وعلى الهواء مباشرة في تواصل مع بعضهم البعض بطريقة مبتكرة ومتفاعلة بما يٶکد ويثبت إستحالة تحجيم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، خصوصا عندما تکون المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق هي من تمسك بزمام الامور وتقود الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.

هکذا ملتقى والطريقة والاسلوب التنظيمي رفيع المستوى، يدل على إن إيران لايمکن أبدا أن تکون کسوريا ولايمکن أن تکون وإن الايام ستثبت کيف إن المقاومة الايرانية ستسيطر على الاوضاع بسهولة بالغة جدا لأنها وبإختصار نابعة ومنبثقة من الشعب وتعمل وتناضل من أجله ولذلك فإنها تحظى بثقته الکاملة.

الحوار المتمدن

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة