الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوملماذا یقرع خامنئي طبل الانكماش الآن؟

لماذا یقرع خامنئي طبل الانكماش الآن؟

0Shares

أطلّ خامنئي یوم الثلاثاء 24 نوفمبر في اجتماع المجلس الاقتصادي، وتحدث صراحة عن العقوبات ومآلها بعد شهور من الصمت.

وأعرب خامنئي أولاً عن خوفه من اندلاع انتفاضة بالقول إن معيشة الناس آخذة في التدهور و«في الأشهر الأخيرة أضیف كورونا إلی قائمة المشاكل»، ثم أثار موضوع العقوبات في محاولة للعثور علی حل لها، وقال بإن هناك طريقتین، الأولى هي «إبطال مفعول العقوبات والتغلب عليها» والثانية «رفع العقوبات».

 

ثم أفصح عن کلمته الرئيسية وقال وهو یقرع طبل الانكماش: «جربنا طریقة رفع العقوبات مرة واحدة وتفاوضنا لعدة سنوات، لكننا لم نتوصل إلی نتیجة». وأضاف أن «هذا المسار قد يواجه صعوبات ومشاكل في البداية، لكن له نهاية طيبة»، في إشارة إلى مسار تخطي العقوبات وإبطال مفعولها.

 

ثم لخص کلامه في نقطتین قائلاً: «لدينا الكثير من القدرات والإمکانات لإبطال مفعول العقوبات، شريطة أن نرغب في القيام بذلك ونلج في قلب المشاكل».

 

السؤال هو ما هي القدرات والإمکانات التي يؤكد عليها خامنئي؟ بدلاً من الإجابة على هذا السؤال، أعاد خامنئي تکرار أقاولیه العامة المطروقة علی مرّ السنین، وتحدث عن حل «عجز الموازنة» و«استثمار الحكومة والمؤسسات العامة» و«تحقیق الطفرة في الإنتاج» و«دعم الفئات الفقیرة»، ولم یمتنع طبعاً عن تکرار عبارة «اقتصاد المقاومة»، التي أصبحت موضع سخریة وازدراء جراء کثرة تکرارها من قبل وسائل الإعلام الحکومیة.

 

ثم هاجم خامنئي ثلاث دول أوروبية (فرنسا وبریطانیا وألمانیا) لإیصال رسالته بشکل ضمني قائلاً: «لديهم أکثر تدخلات خاطئة في الشؤون الإقليمية، لکنهم يقولون لنا ألا نتدخل في المنطقة. ویقولون لا ینبغي أن یکون لدیکم صواریخ بينما تمتلك بريطانيا وفرنسا صواريخ نووية مدمرة وتسیر ألمانيا على هذا الطريق».

 

هذا هو أساس الجدل الذي بناء عليه يرفض خامنئي التفاوض وإبرام اتفاق جديد، الأمر الذي یذکرنا بما حدث عام 2018 عندما حاولت فرنسا -قبیل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي-  منع الولايات المتحدة من الانسحاب من خلال جلب النظام الإیراني إلى طاولة المفاوضات لإكمال الاتفاق النووي بحل قضيتي النشاط الصاروخي والتدخلات الإقليمية.

 

لکن النظام عارض التخلي عن تدخلاته الإقليمية وأنشطته الصواريخة خلال زيارة لودريان لإيران، والتي كان من المفترض أن تكون مقدمة لزيارة ماكرون. نتيجة لذلك، رفض ماكرون السفر إلى إيران ، وعندما ذهب إلى الولايات المتحدة، لم يستطع الحصول على موافقة الولايات المتحدة للاستمرار في الاتفاق النووي، وبالتالي انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو 2018، وفرضت العقوبات علی النظام واحدة تلو الأخرى.

 

على أية حال، فإن خامنئي كما قال من قبل يعتبر المفاوضات مع الولايات المتحدة سماً مضاعفاً، ويقول بإنه لن یتفاوض ولن تكون هناك حرب.

 

لكن يبقى السؤال لماذا لم یتطرق خامنئي إلی هذا الموضوع حتی يومنا هذا ورفض الحدیث عنه في الأشهر والأسابيع الماضیة؟ ستتضح الإجابة في المستقبل القريب.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة