الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتلايمکن أن تمحى آثار جرائمهم

لايمکن أن تمحى آثار جرائمهم

0Shares

بقلم :  بشرى صادق رمضان

 

 

بذل و يبذل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جهودا مستميتة من أجل التستر على جرائمه و مجازره و إنتهاکاته و التغطية عليها بمختلف الطرق و الوسائل، ومع إن المجرم دائما يحوم حول الجريمة، فقد يکون من الممکن أن يتم النجاح في إخفا‌ء جريمة أو بضعة جرائم محددة لکن من المستحيل على وجه الاطلاق أن ينجح نظام تعود على إرتکاب الجرائم و المجازر و الانتهاکات بحق شعبه کما هو الحال مع النظام الايراني، في إخفاء جرائم و إنتهاکات مستمرة.

عندما قام هذا النظام في صيف عام 1988، بإرتکاب مجزرته الکبرى بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق وفي أجواء سرية، کان متيقن من أن جريمته الدموية هذه ستبقى طي الکتمان وإن أحدا لن يعلم به، لکن وعندما تمکنت المنظمة من فضح الجريمة و جعل العالم على إطلاع بها، ولأن المجتمع الدولي لم يتخذ موقفا قانونيا و أخلاقيا مطلوبا منه في ذلك الحين على الرغم من إن منظمة العفو الدولية قد إعتبرت في ذلك الحين الجريمة کجريمة ضد الانسانية و دعت الى محاسبة مرتکبيها، فإن ذلك شجع النظام لکي يتمادى أکثر في جرائمه و إنتهاکاته ظنا منه بأن الامر سيبقى على هذه الحالة، ولکن، کل شئ يدوم إلا الظلم، ولهذا فإن العد التنازلي لهذا النظام قد بدأ بعد حرکة المقاضاة التي قادتها زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، والخاصة بمحاکمة و محاسبة القادة و المسٶولين الايرانيين المتورطين في مجزرة صيف عام 1988، والتي أثمرت عن التمهيد لحراك شعبي في داخل إيران بنفس الاتجاه بالاضافة إن هذه الحرکة قد رافقتها ولأول مرة أحداث و تطورات لم تکن في صالح النظام، ولذلك فقد بدأت الاوساط و المحافل السياسية في العالم تسلط الاضواء على تلك المجزرة و على جرائم و إنتهاکات أخرى کشفت عنها السيدة رجوي تباعا.

اليوم وبعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، التي قادتها منظمة مجاهدي خلق، وبعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، و مع إستمرار الاحتجاجات الشعبية و تزايد المطالب الداخلية و الدولية بمحاسبة النظام الايراني على الجرائم و الانتهاکات التي إرتکبها بحق الشعب و المعارضة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق خصوصا، فإن مخاوف النظام قد تزايدت بصورة ملحوظة ولذلك فإنه سعى منذ فترة ولايزال يسعى من أجل إخفاء آثار جرائمه وبشکل خاص مجزرة 1988، حيث أشار تقرير مشترك لمنظمتي العفو الدولية والعدالة من أجل إيران بشأن تدمير متعمد لمقابر جماعية لضحايا مجزرة عام 1988 من قبل النظام الإيراني لاخفاء معالم الجريمة. لکن الحقيقة التي فاتت النظام و قادته من إنهم سوف تتم مساءلتهم بعد سقوطهم عن کل التفاصيل المتعلقة بالجرائم التي إرتکبوها إذ لايمکن أبدا أن تمحى آثار جرائمهم بعد أن عرفهم على حقيقتهم، ومن الواضح سيتم فضح هذا النظام شر فضيحة في التجمع السنوي الضخم للمقاومة الايرانية الذي من المزمع عقده في باريس في 30 حزيران، ويتم فيه التطرق لکافة جرائم و إنتهاکات النظام وبشکل خاص لمجزرة عام 1988، التي لن تذهب أبدا دماءها هدرا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة