الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانكورونا وتسونامي الفقر في إيران والرعب من غضب الجياع

كورونا وتسونامي الفقر في إيران والرعب من غضب الجياع

0Shares

تتحدث العديد من وسائل الإعلام وعناصر الزمرتين الحاكمتين في إيران هذه الأيام التي تعاني فيها البلاد من أزمة كورونا، عن تصاعد صراع أبناء الوطن مع الفقر والحرمان، خوفًا من الغضب المتزايد للجياع.

فعلى سبيل المثال، تحدثت صحيفة "مستقل" في 29 أبريل 2020، في إشارتها إلى حاجة الإنسان للغذاء والدور الرئيسي للغذاء في حياة الإنسان، عن حدوث فقر غذائي في البلاد.

حيث تشير إلى أن إيران في ظل حكم الملالي تصنف من بين البلدان الأقل من المتوسط فقرًا من حيث الفقر الغذائي، وأن العديد من أبناء الوطن يعانون من الجوع والفقر الغذائي، واستنتجت الصحيفة أن مثل هذه الظروف سوف تتسبب في تدفق فيضان ضخم من الجياع. 

 

 كما أشارت صحيفة "جهان صنعت" في 29 أبريل 2020، إلى العواقب الاقتصادية لأزمة كورونا، وكتبت نقلًا عن ذراع البحث في مجلس شورى الملالي: "لقد أصبحت الكعكة الاقتصادية للبلاد أصغر وسوف تتسبب في حدوث عواقب وخيمة لمختلف شرائح الدخل مثل ارتفاع البطالة وانتشار الفقر وارتفاع التضخم.

والضحايا الرئيسيون هم القرى منخفضة الدخل وأولئك الذين لم يسلموا من الأزمات الاقتصادية قط، ودائمًا ما يكونون في طليعة المتضررين. ومن المتوقع أن تظهر أبعاد جديدة للأزمة الحالية على اقتصاد البلاد في الأشهر المقبلة، ويبدأ الناس فصلًا جديدًا من المشاكل والتحديات الاقتصادية".

 وعلى الرغم من التقليل من عدد الفقراء في محافظة سيستان وبلوجستان، يرى عضو مجلس شورى الملالي عن زاهدان أن الفقراء في هذه المحافظة  يشكلون ثلاثة أرباع السكان، ويقول في هذا الصدد: «إن حوالي 74 في المائة من المواطنين في محافظة  سيستان وبلوجستان يعيشون تحت خط فقر الأمن الغذائي، وليس لديهم عمل ثابت وأغلبهم يعملون بأجر يومي». (وكالة "إيلنا" للأنباء، 24 أبريل 2020)    

وفيما يتعلق بالفجوة الطبقية في محافظة خوزستان، قال المحافظ: "إن توزيع الثروة في خوزستان غير عادل والفجوة الطبقية في المحافظة خطيرة". (وكالة "فارس" للأنباء، 24 أبريل 2020) 

    

بالإضافة إلى ذلك، نشرت صحيفة "شرق" مقالًا في 26 أبريل 2020حول "صدمة الفقر وصدمة النوم في الآبار" ، وفي إشارتها إلى تقرير حول نوم سكان جنوب طهران في السراديب والكهوف طرحت السؤال التالي على لسان خبير في الحكومة:

  "من الواضح أن الناس لم يلجأوا إلى مثل هذه الحياة كالنوم في السراديب والكهوف باختيارهم،  بل إن السبب الرئيسي الذي دفعهم إلى ذلك هو الفقر.  والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو: لماذا يضطر بلدٌ يتمتع بهذه الثروة الضخمة إلى أن يرضى بأن يعيش شعبه مثل هذه الحياة؟   

وتنبأت صحيفة "آرمان" في 25 أبريل 2020 بحدوث تسونامي الفقر في عام 2020.    

وفي ظل تفشي الفقر، وخاصة الفقر الناجم عن أزمة كورونا، تتظاهر حكومة حسن روحاني بأنها تولي اهتمامًا بالفقراء من خلال منح قرض متدني للغاية قدره مليون تومان بشكل غوغائي.   

وتأتي خطوة روحاني الغوغائية هذه في وقت يقع فيه العديد من أهم مصادر الدخل في البلاد، والتي يملكها الشعب الإيراني، في قبضة المؤسسات الحكومية ومكتب خامنئي، ويمكننا أن نحل بها مشاكل الشعب خلال الأزمات.

 ويعيش الناس في مأزق الفقر لدرجة أنهم مضطرون إلى الخروج من منازلهم للعمل معرضين صحتهم للخطر، على الرغم من أنه يجب عليهم من حيث المبدأ أن يبقوا في منازلهم حفاظًا على صحتهم في حالة الحجر الصحي. 

وفي بعض مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، يدلي بعض المواطنين بتصريحات عن ضرورة تواجدهم في الشوارع تفوق طاقة البشر على سماعها.    

فعلى سبيل المثال، أجاب أحد العمال الذين تدفقوا في الشوارع بحثًا عن فرصة للعمل، في رده على سؤال أحد الصحفيين حول ما ينوي فعله في حالة إصابته بفيروس كورونا، قائلًا:

"لا أمل لي سوى أن أُصاب بفيروس كورونا في أسرع وقت، أي أن 90 في المائة منّا يأملون في أن يصابوا بالفيروس في أقرب وقت، أي أننا لا يمكننا الانتحار، فالأمر صعب للغاية، وفكّرنا في الانتحار عدة مرات، وكل يوم نتمنى الموت، لأنه لا توجد حياة، فهذه الحياة لا تعتبر حياة، وهل هذه حياة؟   

 لماذا يضطر هذا المسكين إلى أن يتمنى الموت مصابًا بوباء كورونا بدلًا من أن يحاول ألا يصاب بهذا الوباء؟   

هل يجوز أن يعيش الشعب الإيراني في الفقر والعوز بدلًا من العيش في رفاهية والتمتع برأس المال الوطني، وأن يتوق البعض إلى الموت المبكر؟

وفي حديث يدمي القلب، تقول أم فقدت ابنها وتحمل على عاتقها إعالة أبنائها: «أعيش وحيدة مع 6 أبناء، وقتل زوجي وابني وليس لدي بطاقة شخصية ولا أحصل على إعانات، وليس لي أحدٌ سوى الله».

والآن أعيش وحيدة مع 6 فتيات، وقطعوا الكهرباء عن منزلنا حاليًا، وأموت في عذابي وبؤسي، فنحن الآن جائعون ولا نملك شيئًا لنأكله، فانظر إلى الثلاجة ، فهي فارغة ونحن جائعون، فماذا أفعل لأعيل 6 فتيات؟ 

 وفي حين أن الغالبية العظمى من الناس يعانون من  الفقر، ويضطر الكثيرون منهم إلى العمل، على الرغم من خطورة مرض كورونا على صحتهم، بيد أن اللصوص المنتسبين لنظام الحكم ليس لديهم أي مشكلة ويعيشون في منازلهم في رغد العيش، وحتى في حالة استمرار الأزمة فأنهم يمكنهم الاستمرار في حياة الرفاهية دون أدنى مشكلة.    

وعلى الرغم من أن حصة الشعب الإيراني من أصول البلاد هي الفقر والجوع، ومعظم الناس بحاجة إلى الدعم ويتطلعون إلى الحصول على حزمة غذائية، إلا أن جزءا كبيرا من الأصول التي يملكها الشعب محتجزة لدى المؤسسات التابعة لمقر خامنئي. وهي الأموال التي يتم إنفاقها على حزب الله اللبناني وغيرهم من المرتزقة الذين يضطلعون بالممارسات الإرهابية بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق.

ويفيد تقرير التلفزيون الحكومي أن الجمعية الخيرية لحزب الله أنشأت 64 مركزًا للرعاية الاجتماعية والصحية في مختلف مناطق لبنان. وقد حددت هذه المراكز 16 ألف أسرة محتاجة وتقدم لهم المساعدات مثل المستلزمات الصحية لمواجهة وباء كورونا والمواد الغذائية والسلع .

وفي وقت سابق، اعترف حسن نصر الله، قائد القوة الإرهابية المسماه بحزب الله، في خطابه بأن نظام الملالي يوفر كافة احتياجات هذه المجموعة الإرهابية من الأسلحة والأموال والغذاء وكل شيء.

 نعم، إن الاقتصاد الفاسد والتربح الريعي ولصوصية المؤسسات التابعة لعلي خامنئي هم السبب في تفشي الفقر في البلاد. الفقر الذي سيتحول باعتراف إحدى وسائل الإعلام الحكومية إلى شرارة الانتفاضة والاحتجاجات في الأيام المقبلة.   

ومن المؤكد أن الاحتجاجات ستكون أكثر حدة وعنفًا هذه المرة، ويمكن وصفها بأنها الحركة الاحتجاجية الكبرى في البلاد، حيث سيشارك فيها معظم الطبقات الدنيا والمتوسطة في المجتمع. (صحيفة "جهان صنعت" ، 22 أبريل 2020)

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة