الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتكورونا في إيران؛ السجناء السياسيون ومكافحة فيروس كورونا ولاية الفقيه

كورونا في إيران؛ السجناء السياسيون ومكافحة فيروس كورونا ولاية الفقيه

0Shares

كانت سجون ومعتقلات نظام الملالي أحد أكبر المراكز تضررًا بفيروس كورونا بسبب التقاعس الإجرامي لزعماء نظام الملالي، لدرجة أنه كما تفيد التقارير الواردة، أُصيب العديد من السجناء بهذا الفيروس ولاسيما السجناء السياسيين في سجن طهران الكبير (فشافويه) وإيفين وجوهردشت والسجن المركزي في كرج وقزلحصار وأورمية وشيبان بالأهواز وسجن كاشان.  

وكانت السياسات القمعية لنظام الملالي وانعدام الحد الأدنى من الرعاية الصحية، وكثافة السجناء من الأسباب الرئيسية لتفشي الفيروس على نطاق واسع وسريع في هذه السجون، مما يهدد الآن حياة الآلاف من السجناء.

 أخذ المصابين إلى المجهول بدلًا من حجرهم صحيًا

وبموجب اعتراف مسؤولي نظام الملالي في السجون، فإن السجون استقبلت أعدادًا من السجناء تفوق طاقتها بأضعاف مضاعفه لدرجة أن العديد منهم يضطر إلى النوم في الممرات وبجوار المراحيض على الأرض. فيما لم يوفر نظام الملالي لهم أدنى الإمكانيات. إذ لا توجد كمامات ولا مطهرات. كما أن السجناء في قزلحصار محرومون حتى من الصابون والمنظفات.

كما أن الوضع في سجن فشافويه حرج للغاية لدرجة أنه تم حجر العديد من السجناء صحيًا بسبب الإصابة بفيروس كورونا، ومن بينهم أمير حسين مرادي، وهو سجين سياسي حُكم عليه بالإعدام في محاكم نظام الملالي بالإضافة إلى سجينين آخرين من الانتفاضة، وتم نقله إلى المستشفى، ولكن تمت عودته بعد يوم واحد ونقله إلى مكان مجهول.

وفي سجن شيبان بالأهواز أيضًا تم نقل سجينين سياسيين إلى الحجر الصحي التابع للسجن، ولكن لم تتوافر معلومات لدينا عنهم.

كما توفي سجين واحد على الأقل إثر إصابته بفيروس كورونا في سجن أرومية، وتم نقل 5 أفراد آخرين إلى المراكز العلاجية.

هذا وتجاهل نظام الملالي متعمدًا عددًا كبيرًا من السجناء المصابين بفيروس كورونا في سجون إيفين وقزلحصار وسجن كاشان ولم ينقلهم إلى الحجر الصحي حتى الآن وأبقى عليهم بين السجناء الآخرين. 

وأفادت وكالة "هرانا" للأنباء في 11 مارس 2020 أن عدد السجناء السياسيين المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا والذين تأكد من إصابتهم بالفيروس في سجون البلاد في تصاعد مستمر. وكانت هذه الوكالة قد ذكرت في وقت سابق في تقرير حول نقل 20 شخصًا من السجناء بسبب الإعلان عن إيجابية نتيجة اختبار أحدهم والاشتباه في إصابة الآخرين بفيروس كورونا لإرسالهم إلى مستشفى "يافت آباد" ونقلهم إلى الجناح رقم 11 في العنبر 1 بسجن فشافويه. 

وأشارت وكالة "هرانا" في تقريرها إلى "بيئة السجن المغلقة والتغذية السيئة، وانعدام المرافق الصحية والطبية اللازمة، والتكدس السكاني المرتفع، وأعلنت عن ظهور حالات مشكوك في إصابتها بفيروس كورونا في بعض السجون، ومخاوف أسر السجناء، وأضافت: 

"طالب السجناء في بعض السجون بتوفير الإمكانيات الصحية اللازمة وحجر الأفراد المشتبه في إصابتهم بالفيروس صحيًا، وهددوا بالإضراب عن الطعام في حالة التمادي في تجاهلهم".  (المصدر نفسه)

كما حذر جاويد رحمان، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالشؤون الإيرانية، من التهديدات الإجرامية للسجناء السياسيين وانتقد مسؤولي نظام الملالي الذين يحولون دون منحهم الإجازة،  وطالب بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين". 

إضراب 30 سجينًا عن الطعام في سجن كرج المركزي

قام 30 شخصًا من السجناء في سجن كرج المركزي بالإضراب عن الطعام منذ يوم الأربعاء الموافق 11 مارس 2020 احتجاجًا على امتناع نظام الملالي عن توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية والحماية في خضم تفشي فيروس كورونا المميت.

وبسبب تفشي مرض كورونا في هذا السجن تم بحلول يوم الأربعاء ليلًا نقل 5 سجناء مصابين بفيروس كورونا من صالة السجناء رقم 6 فقط، إلى خارج السجن.

ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعالة لمنع تفشي فيروس كورونا، وعلى الرغم من جميع المناشدات رفضت حكومة الملالي، إطلاق سراح السجناء.

وبهذه الطريقة وبالتضحية بحياتهم يعرب السجناء المضربون عن  الطعام في سجن كرج المركزي عن رفض السلوك اللاإنساني الذي ينتهجه جلادو ولاية الفقيه. 

 الضغينة الحيوانية ضد سجناء مجاهدي خلق والمناضلين

إن الأزمة في السجون متفاقمة لدرجة أن العناصر المنتمية لنظام الملالي اضطرت إلى أن تحذر النظام من المزيد من الفضائح. فعلى سبيل المثال، طالب عبدالكريم حسين زاده، رئيس الكتلة البرلمانية لحقوق المواطنة في مجلس شورى الملالي، في رسالة لوزير الصحة بمنح السجناء إجازة حتى لا يضطر النظام إلى تحمل العواقب السياسية والاجتماعية لذلك". ( اعتماد آنلاين، 10 مارس 2020)

كما اعترفت بروانه سلحشوري، عضوة مجلس شورى الملالي بأن: "جميع السجناء يعيشون في وضع خطير نظرًا لتفشي فيروس كورونا على نطاق واسع في إيران، وأن البيئة في السجون غير مقبولة صحيًا على الإطلاق في ظل الظروف العادية أيضًا، وطالبت بمنح إجازة للسجناء السياسيين".  (اعتماد 11 مارس 2020) 

وبسبب الوضع الحرج للسجناء السياسيين، اضطر النظام في 9 مارس 2020 إلى الإعلان في تعميم على لسان جلاد السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي عن أنه سوف يمنح إجازة للسجناء، إلا أنه نظرًا لأن نظام الملالي يعاني من جروح عميقة بسبب صمود وعدم استسلام السجناء السياسيين لمجاهدي خلق والمناضلين انتهز الفرصة بحقد هستيري وعرّض حياة السجناء السياسيين للخطر بالإهمال عمدًا متذرعًا بتفشي وباء كورونا. وهذا هو السبب في أنه حصر هذه الفرصة على السجناء الذين تبقى من فترة حبسهم أقل من 5 سنوات وحجب هذه الفرصة عن السجناء السياسيين المناضلين ومجاهدي خلق المحكوم عليهم بالحبس لفترات طويلة ويتعين عليهم قضاء سنوات عديدة في السجن، على الرغم من المناورات الشكلية لمنح إجازات للسجناء.   

 مكافحة فيروسين قاتلين 

لكن السجناء السياسيين بالتعاون مع قطاعات الشعب الأخرى عقدوا العزم على تخريب هذه المؤامرة على رأس نظام الملالي بالصمود والنضال ضد فيروس ولاية الفقيه وفيروس كورونا.  فهم يحاربون اثنين من الفيروسات القاتلة في آن واحد.

وجدير بالذكر أن رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، حذرت في هذا الصدد من تفشي وباء كورونا في السجون الإيرانية، وطالبت الأمين العام ومجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغيرهم من المرجعيات الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان، بسرعة التصرف لإنقاذ حياة السجناء والمحافظة على صحتهم والحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كبرى. 

كما أكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، مرة أخرى يوم الأربعاء الموافق 11 مارس 2020 ضرورة الإسراع في إطلاق سراح السجناء ولاسيما السجناء السياسيين دون قيد أو شرط ودون أي ضمان، بسبب الأوضاع غير الإنسانية في سجون نظام الملالي، وإلا فإن كارثة وباء كورونا لن ترحم سجون نظام الملالي .    

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة