الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوم كارثة وطنية لتفشي وباء كورونا واعترافات صادمة

كارثة وطنية لتفشي وباء كورونا واعترافات صادمة

0Shares

على مدى عدة أيام متتالية، أعلن أن الإحصاء الرسمي لنظام الملالي بشأن وفيات كورونا يتجاوز الـ 300 شخص، وأعلن في يوم الأربعاء أن عدد الوفيات 312 شخصًا.

وعلى الرغم من أن هذا الإحصاء أقل من الإحصاء الحقيقي بعدة أضعاف، وأن الإحصاء الحقيقي يبلغ ضعف الإحصاء الرسمي بمقدار مرتين ونصف، على حد قول مرداني، عضو مقر مكافحة وباء كورونا، بيد أن هذا الإحصاء المفبرك يشير أيضًا إلى أبعاد الكارثة التي تشبه الانهيارات الجليدية وتزداد باطراد.

هذا وأدلى نمكي، وزير الصحة في حكومة روحاني باعترافات مهمة يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 تتعلق بأبعاد كارثة تفشي وباء كورونا وموقف نظام الملالي منها؛ تستحق التوقف عندها، حيث أنه قال حول أبعاد هذه الكارثة ما يلي:

اعترافات صادمة لوزير الصحة

o زادت احتمالات العدوى بالفيروس بمقدار 10 مرات، … ومن بين مخاوفي هو أننا، لا قدر الله، نسقط في حفرة ضيقة ومظلمة، الخروج منها في غاية الصعوبة.

o إذا لم يتم حل مشاكلنا، فلن نتمكن من القضاء على هذا الوباء في بلادنا، وسوف نستمر في جمع جثث الموتى والمصابين من قاع النهر. 

o اعلموا أيها الناس أنني لا استطيع وحدي القضاء على هذا الوباء.

o قالوا إنه بحلول منتصف شهر مايو ستتم إضافة العديد من الحافلات ولم تُضف حافلة واحدة.

o اعلموا أيها الناس أنه إذا تقرر يومًا فشل وزارة الصحة في إدارة هذه الجائحة، فسوف أكشف النقاب عن الحقيقة وأفضح من كانوا السبب في ذلك.

مغزى تصريحات نمكي

يمكننا أن نستنتج من هذه التصريحات الخطيرة ما يلي:

o تخلى وزير الصحة والعلاج عن مسؤليته في مواجهة أبعاد الكارثة، وأن المنظومة الصحية برمتها ووزارة الصحة تحطمتا تحت أنقاض الكارثة ومنهوكة القوى في ظل إدارته.  

o الاعتراف بأنهم لم يفعلوا أقل ما يمكن فعله لمكافحة وباء كورونا أو تقليص آثاره، مثل توقف الرحلات الجوية إلى الصين أو زيادة عدد حافلات المدينة.

o الاعتراف بحيل نظام الملالي وتستره على الكارثة منذ بداية وصول الفيروس إلى البلاد من الصين.

واعترف نمكي بأنه كان على علم بتفشي وباء كورونا في البلاد منذ منتصف يناير 2020، ومع أنه يكشف الآن عن ذلك، إلا أنه مازال هناك الكثير من الحقائق التي لا يريد الإفصاح عنها.

فتصريحه بأنه سوف يكشف النقاب عن الحقائق ويفضح المتسببين الحقيقيين في الكارثة، وغير ذلك، إذا أُلقي باللوم على وزارة الصحة في تفشي هذا الوباء لأمر بربري إلى حد بعيد. فجماهير الشعب التي تساقطت على الأرض مثل أوراق الشجر في فصل الخريف خلال الـ 8 شهور الماضية بسبب هذا الوباء، وكل هذا العدد من الوفيات لم يثنيه عن صمته ليكشف الحقيقة، ولن يكشف عن الحقيقة إلا عندما يتم إلقاء اللوم عليه، وهنا تتجلى أنانية نمكي وأمثاله من الجبناء في مصداقية المثل العربي "أنا ومن بعدي الطوفان".

وهذه هي طبيعة العصابة الحاكمة المناهضة للشعب التي لا تشعر بآلام أبناء الوطن قيد أنملة، وكل ما هو سائد في إيران لا شيء سوى البربرية والبحث عن المصلحة، في ظل حكم الملالي. 

ارتياع روحاني

بالإضافة إلى اعترافات نمكي، تشير تصريحات روحاني يوم الاثنين حول كارثة تفشي وباء كورونا إلى أبعاد أخرى للواقع المروع لكارثة كورونا.

وأبعاد هذه الكارثة خطيرة للغاية لدرجة أن روحاني لم يعد قادرًا على التستر عليها رغم كل ما لديه من قدرة على الاحتيال والوقاحة.

بيد أنه في الوقت نفسه، وجه كلمة لمسؤولي نظام الملالي معربًا عن استيائه من فشل النظام في السيطرة على المراقبة؛

يطالبهم فيها بالتحدث مع أبناء الوطن بثقافة واحدة، بمعنى أنه لا يجب عليهم أن يكشفوا عن جميع الحقائق.

كما دعا مسؤولي الصحة إلى الاستفادة من تجربة جميع الدول، متساءلًا: لماذا استطاعوا مكافحة هذا الوباء في وقت قياسي؟.

هذا وتتناقض تصريحاته هذه تمامًا مع مزاعمه السخيفة سابقًا، حيث كان يقول إن البلدان الأخرى تطلع إلى أن تحذو حذو إيران في القضاء على وباء كورونا وتتسائل: كيف استطاعت إيران بهذه الروعة أن تقضي على هذا الوباء؟

وفي خطاباته اللاحقة، غيّر روحاني نبرة تصريحاته التي أدلى بها، ووجه كلمة لمسؤولي الصحة، قال فيها: ​​" لا يجب أن نقول أننا ليس لدينا أسرَّة خالية في أي مكان في البلاد.

لا تقولوا للناس أنه لا توجد أسرة خالية، وتطالبونهم بالبقاء في الشارع".

كما وجه روحاني كلمة لهؤلاء المديرين، قال فيها: "لا يجب أن يتحدث منكم أحد بطريقة يشعر منها الناس أن الحكومة لا تستخدم كل قدراتها لمكافحة هذا الوباء".

ومع كل ذلك، فإن أبعاد الكارثة خطيرة للغاية لدرجة أن مديري نظام الملالي الذين يعانون هم أنفسهم وعائلاتهم وأقاربهم من الكارثة، لا يمكنهم الصمت والوقوف مكتوفي الأيدي، واستمر الكشف عن الفضائح بدءًا من الإشارة إلى عدم واقعية الإحصاء الذي أعلن عنه نظام الملالي وصولًا إلى عدم وجود حل سوى في إغلاق طهران والبلاد برمتها بشكل كامل لمدة أسبوعين. 

ومن المؤكد أن هذه هي بوادر بداية نهاية سوء استغلال نظام الملالي لتفشي وباء كورونا في البلاد وانهيار موجة كورونا على رأسه، وما كان يُعتبر حتى الآن نعمة وفرصة يكشف تدريجيًا عن وجهه الخطير للمتشددين الحاكمين الذين لطالما رزقوا على حساب آلام شعبنا ومعاناته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة