الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتقضية حياة أو موت

قضية حياة أو موت

0Shares

بقلم :  عبدالله جابر اللامي

 

بعد أن مرت أربعة عقود بالتمام والکمال على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو وقت طويل جدا لإختبار مدى نجاح أو فشل نظام أو بيان کونه جيدا أم سيئا، لکن وعندما نرى إنه وبعد کل هذه الاعوام الطويلة يخرج الشعب الايراني وهو يهتف بشعار"الموت للديکتاتور" و"عدونا هنا وليس في أمريکا"، وعندما نجد إن هناك أعدادا من المنتفضين المعتقلين يتم قتلهم وتصفيتهم في السجون ويزعمون إنهم قد إنتحروا، فإن ذلك بمثابة إقرار عملي من جانب الشعب الايراني بعدم صلاحية هذا النظام ووجوب التخلص منه نهائيا.

بطبيعة الحال فإن الکلام أعلاه لايعني بأي شکل من الاشکال بأن النظام قد کان صالحا وجيدا خلال أعوام خلت وصار فجأة سيئا بعد مضي أربعة عقود، بل إنه کان سيئا منذ تأسيسه ذلك إن الشعب قد عانى طوال کل تلك الاعوام من ظلمه وجبروته ولم يذق طعم الهناء والرفاه والاستقرار، وقد کانت منظمة مجاهدي خلق بمثابة اسطرلاب يحدد وجهات وإتجاهات هذا النظام وسياق وإتجاهات مخطتاته ومٶامراته وجرائمه ومجازره وإنتهاکاته بحق أبناء الشعب الايراني وفضحها وکشفها أمام العالم کله.

إعلان عدم صلاحية هذا النظام لحکم الشعب الايراني وکونه مجرد إمتداد للنظام الديکتاتوري الملکي السابق ولکن تحت عباءة الدين والدين منه برئ براءة الذئب من دم يوسف، حقيقة کشفت عنها منظمة مجاهدي خلق منذ البداية وخاضت صراعا مريرا من جراء ذلك وقدمت أکثر من 120 ألف شهيد على ضريح الحرية من أجل مستقبل أفضل للشعب الايراني، ولعل مجزرة صيف عام 1988، التي ذهب ضحيتها أکثر من 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، واحدا من أهم الصفحات المٶلمة جدا ولکن في نفس الوقت المشرقة والمجيدة التي تدل على مدى تفاني المنظمة في إخلاصها للشعب الايراني وإصرارها على مقارعته الى النهاية.

صراع منظمة مجاهدي خلق ضد النظام الايراني لم يکن ولايمکن أن يکون صراعا تقليديا کأي صراع أو إختلاف بين نظام سياسي ومعارضة وطنية محددة ضده، وإنما هو صراع حياة أو موت، لأن هذا النظام لايٶمن إطلاقا بالحرية والديمقراطية ويرى في معارضيه أعداء يجب قتلهم وتصفيتهم ليس في داخل إيران فقط وحتى في خارجها ولو في أقصى العالم وإن عمليات التفجير والاغتيالات المنظمة التي قام ويقوم بها هذا النظام ضد معارضيه وبشکل خاص ضد منظمة مجاهدي خلق، حقيقة قائمة وماثلة للعيان والتي کان آخرها وليس أخيرها العملية الارهابية التي قادها السکرتير الثالث للسفارة الايرانية ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس، ولهذا فإنه لاعلاج لهذا النظام"العقرب" إلا السحق والقضاء المبرم عليه لکي ينعم الشعب الايراني بحياته وحريته.

وكالة سولابرس

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة