الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانقصة الأصوات الباطلة وأجراس الخطر - تقرير إخباري

قصة الأصوات الباطلة وأجراس الخطر – تقرير إخباري

0Shares

يعتبر نظام الملالي الحاكم في إيران من بين أكثر الأنظمة الديكتاتورية خبرةً في العالم في هندسة الانتخابات. وجعلتهم خبرتهم في الديكتاتورية وهندسة مختلف الانتخابات على مدى 40 عامًا أكثر الأنظمة خداعًا في هذا المجال. بيد أنه على الرغم من تمتع نظام الملالي بهذا القدر من الخبرة، إلا أنه عاجز عن نشر الإحصاءات النهائية لمثل هذه الانتخابات.

وتم الإعلان عن أن عدد من تتوفر فيهم شروط التصويت يبلغ 59,310,307 فرد، ويبلغ العدد المهندَّس 28,750,736 فرد. وندرك في هذه الإحصائية العامة أن أكثر من 51 في المائة من المواطنين قاطعوا هذه الانتخابات. ولا شك في أن الولي الفقيه نفسه هو من قام بهندسة هذا الإحصاء.

يرجى معرفة المزيد: نسبة المشاركة أقل من 10في المائة – تقرير إخباري

 الأصوات الباطلة

والخضم اللاحق الأكثر ترويعًا لنظام الملالي هو الإعلان عن الأصوات الباطلة. إذ تفيد الإحصاءات التي أعلن عنها هذا النظام الفاشي أن عدد الأصوات الباطلة يبلغ 3,740,688 صوت. بمعنى أن حوالي 13 في المائة من الأصوات الملقاه في صناديق الاقتراع باطلة (قل إهانة للملالي الحاكمين). ودعونا نقرأ في هذا الصدد، ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الحكومية:

 كتب موقع "جماران" (19 يونيو 2021): " إن النقطة الجديرة بالملاحظة في الانتخابات الرئاسية الـ 13 هي عدد الأصوات الباطلة، والتي تعتبر في حد ذاتها منافسًا خطيرًا بالنسبة للمرشحين الآخرين، ولأول مرة نشهد هذا الحدث على مدى الـ 40 عامًا الأخيرة، وهو أمر جدير بالتأمل إلى حد بعيد. وبوصول نسبة الأصوات الباطلة إلى أكثر من 14 في المائة تم تسجيل أعلى نسبة مئوية من الأصوات الباطلة في تاريخ الانتخابات الإيرانية".

 وكتب موقع "عصر إيران" (20 يونيو 2021) تحت العنوان الرئيسي "من صميم قصة الـ 13 في المائة من الأصوات الباطلة": "صحيح أنه دائمًا ما كان هناك عدد من الأصوات الباطلة والمزورة في جميع الانتخابات خلال الـ 40 عامًا الماضية. ولم يصل هذا العدد إلى الرقم صفر على الإطلاق، ولكن النسبة المئوية لهذا الرقم كانت تتراوح ما بين 1 إلى 3 في المائة وأحيانًا 4 في المائة كحد أقصى قبل انتخابات 18 يونيو 2021، وهو أمر شائع ومقبول. بيد أن الأمر المدهش في الانتخابات الأخيرة، هو أن حوالي 13 في المائة من إجمالي الأصوات الباطلة وتفوقها على أصوات المرشحين المنافسين للمرشح الفائز واحتلالها المرتبة الثانية بين الأصوات أمر يلفت النظر إلى حد بعيد".

 وكتبت صحيفة "شرق"، (23 يونيو 2021) بقلم عباس آخوندي، مشيرةً إلى مقاطعة الإيرانيين العامة للانتخابات: " على الرغم من تشديد المسؤولين في البلاد وكذلك المؤسسات المرجعیة الإصلاحیة على ضرورة المشاركة في الانتخابات، إلا أن غالبية من تتوفر فيهم شروط التصويت أداروا ظهورهم لصناديق الاقتراع لأول مرة".

 وأشارت صحيفة "همدلي"، في عنوانها الرئيسي "أسرار انتخابات كرج" إلى أزمة نظام الملالي بشأن الأصوات الباطلة، وكتبت: " إن هذا التصويت من شأنه أن يصبح ظاهرة احتجاجية ويتسبب في حدوث كارثة. وأعتقد أننا يجب أن نسلط الضوء على الخطر الذي يحيق بمدينة كرج من الآن فصاعدًا، حيث أن إبراز ملف رئيسي المشؤوم في هذه المدينة مهم للغاية. إذ أنه كان المدعي العام لهذه المدينة والمجتمع يعرفه، وهو نموذج للشخص العاجز عن حل المشاكل الناجمة عن الأضرار. وبشكل عام، يعتبر التصويت الباطل في كرج في انتخابات مجلس المدينة، والمشاركة المتدنية والعدد الكبير للأصوات الباطلة في الانتخابات الرئاسية تصويتًا احتجاجيًا. ويجب أن يصبح سلوك أهالي كرج في المستقبل ظاهرة تسود البلاد سواء في كرج أو في طهران وغيرها من المدن".

كما كتبت صحيفة "شرق" (23 يونيو 2021) تحت عنوانها الرئيسي "تفوق الأصوات الباطلة على غيرها من الأصوات": " إن هذا الاستياء ومقاطعة الانتخابات علامة خطيرة للغاية على إحداث فجوة بين أبناء الوطن والسلطة، … إلخ. وهذا هو جرس الإنذار لكبار نظام الملالي".

وكتبت صحيفة "شرق" (23 يونيو 2021) عن الوضع في مدينة همدان، حيث كان المعمم رئيسي المدعي العام لهذه المدينة في يوم من الأيام: " تم الإعلان عن أن عدد الأصوات الباطلة في مدينة همدان يبلغ 20,453 صوتًا، وأن عدد الأصوات التي حصل عليها الفائز الأول في هذه المدينة يبلغ 20,282 صوتًا. كما أُعلن أن عدد الأصوات الباطلة في آراك يبلغ 28,565 صوتًا، في حين أن عدد الأصوات التي حصل عليها الفائز الأول يبلغ 14,560 صوتًا. كما أن الأصوات الباطلة في مجلس مدينة كرج احتلت المرتبة الأولى بين الأصوات، حيث بلغ عدد الأصوات الباطلة في انتخابات المجالس في كرج 38,888 صوتًا. وهذا العدد من الأصوات يفوق عدد الأصوات التي حصل عليها الفائز الأول بحوالي 16,000 صوت. لکن الأعضاء الـ 20 المنتخبین فی طهران حصلوا أیضًا على أصوات أقل من الأصوات الباطلة. والحقيقة هي إن حصول الأصوات الباطلة على المرتبة الأولى بين الأصوات في بعض المدن الكبرى، من قبيل كرج وآراك وهمدان، وعلى المرتبة الثانية في طهران لأمر غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الإيرانية. وهذا الأمر يعتبر جرس إنذار لكبار نظام الملالي".

 كما حذرت صحيفة "ستاره صبح" في مقالها من خطورة الاتجاه نحو مقاطعة الانتخابات، والأصوات الباطلة، وكتبت: "وصلت نسبة مشاركة المواطنين في طهران لانتخاب أعضاء المجالس إلى 26 في المائة، من بينهم 12 في المائة أصوات باطلة، أي أنه بحذف الأصوات الباطلة من إجمالي الأصوات، فإن النسبة المئوية للمشاركة في انتخاب أعضاء المجلس الـ 6 في العاصمة طهران تصل إلى 14 في المائة. وتدل هذه النسبة من المشاركة على استياء المواطنين وتجاهلهم لصناديق الاقتراع وتحديد مصيرهم. واستمرا هذا التوجه خطير للغاية".

 التحذيرات والتهديدات

قد يكون إعلام النتائج وهندسة الانتخابات أمر مجرب في سلطة الملالي، بيد أنه كما أدركت الصحف ووسائل الإعلام الحكومية جيدًا هذه المرة، فإن مقاطعة المواطنين العامة للانتخابات كانت غير مسبوقة لدرجة أنها دقت أجراس الخطر. وسوف ينطلق التحذير الذي سنسمعه في القريب العاجل من أرضية الشوارع.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة