السبت, أبريل 20, 2024

قشة طهران

0Shares

بقلم منى سالم الجبوري

هل يمكن للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع مجموعة دول 5+1، في تموز 2015، من أن يستمر بعد الانسحاب الاميركي منه؟ محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الايراني، يبحث عن إجابة شافية لهذا السٶال في جولته التي ستشمل بكين وموسكو وبروكسل، خصوصا وإن طهران قد غيرت من حدة لهجتها وصارت تظهر ميلا أكبرا للمحافظة على الاتفاق الذي جنت من ورائه مكاسب إقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة.

أم المشاكل بالنسبة للنظام في إيران، هي التداعيات والاثار التي سيخلفها الانسحاب الاميركي على الداخل الايراني، لاسيما وإن الاوضاع الاقتصادية الايرانية السيئة جدا ستتردى أكثر وهو ما يعني بأن الاوضاع المعيشية التي كان الشعب الايراني يحلم بتحسينها بعد الاتفاق قد تدهورت وأصبحت أكثر وخامة بعد الاتفاق، وقطعا فإنها ستسوء أكثر بعد الانسحاب الاميركي منه وإحتمالات إنهياره الواردة. ويبدو إن ظريف وهو يجد صعوبة في أن يظهر بسط سريرته كما كان الحال معه دائما، يريد الحصول على ضمانات لكي يهرع بها الى طهران ويربت بها على كتف الشعب الايراني كي يطمأن من إنه لا مزيد من شد أقوى للأحزمة على بطونهم الخاوية، لكن يبدو واضحا من إنه قد عاد بخفي حنين.

الاتفاق النووي الذي ساهم بإطالة اليد الايرانية لكي تصل الى منطقة فاصلة بين مشرق العرب ومغربهم عندما تمكنت من تدبير إنقلاب وسيطرت على مقاليد الامور في اليمن عن طريق الحوثيين الذين قتلوا فيما بعد شريكهم السابق علي عبدالله صالح، وهو الامر الذي أثبت أين وكيف ولماذا صرفت طهران المليارات الايرانية المجمدة التي أطلقها أوباما عن طيب خاطر لها!

الصينيون والروس والاوروبيون، يعرفون جيدا بأنه من الصعب جدا ضمان نظام كنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي له خبرة فائقة في اللعب على الاختلافات وتوظيفها لصالحه، كما إنه ليس من السهل أيضا قطع كل الخيوط مع واشنطن من أجل عيون نظام يعلم الجميع بالدور المريب الذي يقوم به في المنطقة بشكل خاص والى أي حد هو مكروه ومرفوض من جانب شعبه الذي يتطلع الى يوم ينهض فيه وهذا النظام قد صار في خبر كان.

ظريف كان يعلم جيدا بأن عليه أن يقدم مغريات وتنازلات في العواصم التي قد زارها، ولاسيما للأوروبيين، من أجل استمرار وديمومة الاتفاق ولو كان على كف عفريت من أجل ضمان أمن ومستقبل النظام، وعلى الرغم من إن النظام الايراني لم يقدم لحد الان التنازلات المطلوبة منه مرة أخرى، لكنه في نهاية المطاف مضطر لتقديمها عن طيب خاطر، غير المشكلة الكبيرة التي يبدو أن النظام يتجاهلها عن عمد، هو إنه سيكون هناك في إيران الكثير ممن يتساءلون؛ لماذا لم يتم تقديم هكذا مغريات وتنازلات لترامب ولو على سبيل التجربة، وهل إن على النظام أن يستمر في مراهنته على المزيد والمزيد من شد الاحزمة على بطن الشعب الايراني الجائع؟

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة