الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتقرار صائب ولکن مع دجالي طهران لايکفي

قرار صائب ولکن مع دجالي طهران لايکفي

0Shares

بقلم فلاح هادي الجنابي

     

من المهم دائما الاخذ بنظر الاعتبار بأن نظام الملالي في إيران هو نظام غريب من نوعه ودخيل وطارئ ليس على المجتمع الدولي فقط وإنما على الانسانية والتأريخ والحضارة أيضا، ذلك إن هدا النظام لم يتصرف ولن يتصرف أبدا کأي نظام سياسي ـ فکري ـ إجتماعي آخر في العالم بل إنه يشذ حتى عن الانظمة الديکتاتورية وينفرد عنها بخصائص ومميزات"أبشع"و"أقذر"ماتکون، ولذلك فإنه وعندما يتم إتخاذ مواقف أو إصدار قرارات ضد أو بخصوص هذا النظام من جانب المجتمع الدولية أو المنظمات المعنية بحقوق الانسان وغيرها، فإنه من الضروري جدا أن تأخذ ماقد سردناه على محمل الجد والاهمية.

لنظام الملالي تأريخ طويل وعريق ومميز جدا فيما يتعلق بمسألة حقوق الانسان عموما وحقوق المرأة والموقف منها خصوصا، ولعل أهم مايلفت النظر إنه لايقوم کبقية الانظمة الديکتاتورية المستبدة التي قد تلجأ الى التخفيف من ممارساتها وتهدئة الامور نسبيا أو قد تلجأ الى بعض الحيل والخدع من أجل التمويه على ممارساتها، بل إنه يجاهر بممارساته الوحشية ويفتخر بأساليبه وطرقه الوحشية البربرية من بتر الاعضاء وفقأ الاعين والجلد والرجم وقطع الآذان، الى جانب إنه يقوم بتنفيذ حملات الاعدام الوحشية في الاماکن العامة وبإستخدام الکرينات لکي يرى أکبر عدد ممکن من الناس عملية الاعدام، وهکذا نظام وحشي وقاتل لايمکن أبدا أن يفهم أية لغة أو خطاب حضاري معه، بل إن ذلك مضيعة للوقت والجهد معا ولذلك يجب أن يکون دائما هناك لغة خاص بهذا النظام تتناسب مع حجم وحشيته وخروجه عن العرف الانساني.

عندما يبادر البرلمان الأوروبي لإصدار قرار يدين وضع حقوق الإنسان في إيران، وطالب بالضغط على الحكومة الإيرانية لوقف قمع المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والناشطين في مجال البيئة وتعذيب السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي في إيران. فإن هذا القرار سيبقى مجرد حبر على ورق کبقية القرارات الدولية بهذا الخصوص ولاسيما عندما عندما يشير القرار الى حجم الانتهاکات ونوعيتها وشموليتها الملفتة للنظر حينما يشير الى: "الانتهاكات ضد الأقليات الدينية والعرقية، بمن فيهم القوميات الأذرية والكردية والعربية الأهوازية والبلوشية والمسلمين السنة والمسيحيين والبهائيين، وغيرهم ممن يعانون تمييزا في العمل والتعليم وحرية العبادة والأنشطة السياسية في إيران"، وهذا يعني بأن هذا النظام يبدو کجلاد بربري لايلوي على شئ في طريقة واسلوب تعامله مع مختلف فئات وإرائح وأطياف ومکونات الشعب الايراني، وإن الضرورة صارت ملحة جدا للإرتقاء بأسلوب وطريقة التعامل الدولي مع هذا النظام بحيث تصبح القرارات إلزامية ويتم الاخذ بنظر الاعتبار آلية خاصة لضمان تنفيذها وذلك هو أفضل شئ يمکن تقديمه للشعب الايراني.

الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة