الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالات عندما يحين أوان السقوط

عندما يحين أوان السقوط

0Shares

بقلم:فاتح المحمدي

 

من أهم معالم وأساسيات قون ومتانة أي نظام سياسي في العالم، إضافة الى قوة بنيته التحتية، هو أن تکون هناك خدمات عامة منظمة ونظام طبي متکامل ونظام تعليمي يتطور على الدوام وماإليه من أنظمة متشابهة بنفس السياق، ومن الواضح جدا إن الانظمة السياسية المستقرة في العالم والتي يحظى شعبها بأوضاع مرفهة وجيدة، هي تلك الانظمة التي تکون أنظمتها التي أشرنا إليها محکمة ومتينة ولاينقصها من خلل وتسير بشکل وصورة منتظمة.

في البلدان التي يواجه شعبها أوضاع سيئة على مختلف الاصعدة، نظير الصومال والعراق وإيران وسوريا واليمن وغيرها، فإن أول مايلفت النظر في هذه البلدان هو ضعف تلك الانظمة ووجود خلل فيها وعدم تطويرها وإيلائها الاهتمام اللازم والمطلوب، ولکن ومع الاخذ بنظر الاعتبار الأوضاع الإستثنائية في العراق وسوريا واليمن والصومال بسبب الاوضاع المتدهورة فيها، ولکن وعند النظر الى بلد کإيران حيث يدعي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بأنه يوفر کل المتطلبات الاساسية للشعب الايراني بل وحتى يزعم بأن هناك شعوب تسعى لإستنساخ هذا النظام، فإننا نجد الکثير من الامور العجيبة والغريبة فيه والتي تشير کلها الى ضعف هذه الانظمة أو تردي الخدمات التي تقدمها.

المدارس القديمة والمتهالکة في سائر أرجاء إيران وإنعدام الخدمات فيها أو إنها تعاني من نقص بهذا الصدد والاوضاع المعيشية المزرية التي يعاني منها المعلمين، الى جانب، أما فيما يخص النظام الطبي، فإن هناك شکاوي کثيرة بهذا الصدد في العديد من المستشفيات التي لم يستلم موظفوها وأطبائها رواتبهم الشهرية لأشهر عديدة مما دفع موظفي ومنتسبي هذه المستشفيات لبيع کلاهم أو أعضاء أخرى من أجسادهم الى جانب إن الاطباء صاروا لايهتمون بأداء أعمالهم بالشکل المطلوب لعدم إستلامهم رواتبهم، وهذا مايکون تأثيراته السلبية على المواطنين الايرانيين الذين ينتظرون تلقي الخدمات الطبية.

هذه الاوضاع الى جانب مايعانيه الشعب الايراني من مشکلة شحة المياه وإنقطاع التيار الکهربائي ومشاکل أخرى مشابهة، تبين بأن الاوضاع في إيران غير طبيعية وإن النظام الحاکم صار ممقوتا من جانب الشعب لأنه لايوفر أبسط المتطلبات الاساسية إضافة الى إنه يغبنه في حقوقه الاساسية، ومما لاشك فيه أن الحياة في ظل هکذا نظام وهکذا أوضاع تصبح جحيما لايطاق ولهذا فإن التعارض والمواجهة بينهما ستکون حتمية لأنه وعندما تصبح الاوضاع العامة في أي بلد سيئة وتتجه الى التدهور فإن ذلك يعني إنه أوان سقوط وإنتهاء هذا النظام، ومن هنا، فإن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي تقودها منظمة مجاهدي خلق ومستمرة لحد الان بشکل إحتجاجات وإضرابات متواصلة، تدعو الى إسقاط النظام لأنه الحل الذي لابد منه لإيران والشعب الايراني.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة