الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتعندما تصبح الديکتاتورية بديلا عن الوطن

عندما تصبح الديکتاتورية بديلا عن الوطن

0Shares

بقلم:سهى مازن القيسي

 

النظم الديکتاتورية والاستبدادية التي لاتٶمن بغير القمع وسيلة وسبيلا من أجل تحقيق أهدافها ومآربها، تشکل خطرا کبيرا على شعوبها لأنها تعتبر کل شئ مباحا لها، وإن کل ماتقوم به هو الصحيح ويجب القبول والاذعان به من جانب الشعب ولعل أهم وأخطر المشاکل التي يمکن أن تتسبب بها النظم الديکتاتورية هي أن تضع مصلحتها الضيقة کنظام فوق مصلحة الوطن والشعب فتبادر الى الاقدام على مبادرات وإجراءات تلحق أفدح الاضرار بالوطن والشعب من أجل ضمان إستمرار النظام.

الخطوة المشبوهة التي بادر فيها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى وضع بحر الخزر في المزايدة، أذهلت ليس الشعب الايراني فقط بل وحتى أوساط المراقبين السياسيين المختصين بالشأن الايراني عندما وجدوا أن هذا النظام لايتورع عن الاقدام على أي شئ من أجل تحقيق مصلحته الخاصة والتي توفر وتهيأ فرص وأجواء بقاءه وإستمراره.

هذه الخطوة التي تأتي في ظل فساد کبير ينخر نظام الجمهورية الايرانية نخرا الى جانب فشله الکبير في مختلف المجالات الاخرى، کتأکيد على إن هذا النظام کأي نظام ديکتاتوري آخر، لايهمه أي شئ سوى مصالحه الضيقة الخاصة وهو على إستعداد لأي شئ إلا المغامرة والمجازفة بمصالحه الخاصة لأن ذلك سيفتح الباب أمام سقوطه وهو الامر الذي لايرغب به أبدا کما أثبت ذلك عمليا طوال العقود الاربعة المنصرمة، وقد أجادت زعيمة المعارضة الايرانية الوصف عندما أکدت في تغريدة لها على موقعها بتويتر عندما قالت:" وضع بحر خزر في المزايدة،ضد المصالح الوطنية الإيرانية وللحفاظ والبقاء على حكم الملالي.بالنسبة إلى خميني وخامنئي وروحاني لا قيمة لا للمياه ولا للتربة ولا للثقافة ولا أرواح وثروات الشعب الإيراني.هناك أمر واحد مهم بالنسبة إليهم: الحفاظ والبقاء على حكم الملالي"، وقد بينت الحقيقة البشعة والکريهة لهذا النظام عندما شرحت ماهية هذه الخطوة المشبوهة والمرفوضة وطنيا وشعبيا مستطردة:" ماذا يفعل نظام محتل مالم يفعله الملالي مع إيران والشعب الإيراني؟ إنهم ومثل المغول، هم أسوأ المحتلين في التاريخ الإيراني. ولذلك، فإن الواجب الوطني والقومي لأي إيراني هو تحرير الوطن من سلطة الملالي وقوات الحرس وإقامة الديمقراطية وسيادة الشعب الإيراني"، والحقيقة إن النظام الايراني المحاصر بالمشاکل والازمات والذي يواجه بالاضافة لکل ذلك رفضا شعبيا قاطعا من خلال الاحتجاجات المستمرة منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي تسعى لإسقاطه والحق إن الشعب الايراني لايسعى عبثا لإسقاط هذا النظام بل لأنه فعلا يستحق ذلك لأنه جعل من نفسه بديلا للوطن والشعب وهو أبعد مايکون عن ذلك.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة