الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتعندما تصبح الجريمة قضية رأي عام

عندما تصبح الجريمة قضية رأي عام

0Shares

بقلم:مها أمين

 

من السر الى العلن ومن الظلام الى الانوار الساطعة ومن تحت أنقاض الکواليس على خشبة المسرح، هو مايجري لمجزرة صيف عام 1988 التي إرتکبتها السلطات الايرانية بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق کانوا يقضون فترات محکوميتهم، فقد تبين في النهاية بأن کل جهود طهران التي بذلتها على مختلف الاصعدة من أجل التکتم على هذه الجريمة، قد ذهبت سدى فصارت قضية رأي عام ليس على مستوى بل وعلى مستوى العالم.

في 20 عاصمة ومدينة رئيسية في أنحاء العالم، وفي وقت واحد جرت وقائع الملتقى الدولي للجاليات الايرانية من أجل إحياء الذکرى الثلاثين لمجزرة صيف عام 1988، ولاريب من إن القيام بهکذا ملتقى وبهذه الصورة غير الاعتيادية، لفتت أنظام العالم کله، خصوصا وإنه يطرح موضوع جريمة بشعة تم إرتکابها بحق 30 سجين سياسي بسبب مبادئهم التي تٶمن بالحرية والقيم الانسانية والحضارية والتواصل بين الشعوب.

مجزرة صيف عام 1988، التي صارت أشبه مايکون بکابوس مرعب يخيم على رٶوس کل القادة والمسٶولين الايرانيين الذي شارکوا في إرتکابها، تبدو من حيث تأثيراتها المحتملة على النظام الايراني وکأنها العاصفة العاتية التي أقلعت بقوة بوجه سفينة خرقاء في وسط المحيط، ولذلك فإن هناك حالة غير إعتيادية في طهران بين القادة والمسٶولين الايرانيين الذين صاروا مقتنعين بأن حملة المقاضاة التي قادتها زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، ماضية تأثيراتها وتداعياتها قدما للأمام بإتجاه طهران کالاعصار الجارف الذي ليس هناك من عاصم له إلا الله تعالى.

الخطأ الکبير الذي أقدم عليه النظام الايراني في صيف عام 1988، عندما نفذ حکما لاإنسانيا بحق 30 ألف سجين سياسي ليرتکب جريمة القرن بحق السجناء السياسيين، لم يعد هناك من شك بأنها سوف تلعب الدور الاکبر والاهم في تحديد مصيره، خصوصا وإن العالم وبفضل حرکة المقاضاة بقيادة السيدة رجوي ودور ونشاط المقاومة الايرانية بنفس الاتجاه والسياق، قد صار على إطلاع بالکثير من التفاصيل الصادمة والمٶلمة جدا لهذه المجزرة التي هي في الحقيقة وصمة عار بجبين الانسانية مالم يتم الانتصار لضحاياها والقصاص من مرتکبيها.

جولة الظالم والباطل قد ولت الى غير رجعة، فقد بدأت جولة المظلوم والحق الدامغ الذي لاسبيل لقهره أبدا، وإن على النظام الايراني أن يستعد لجولة الحسم التي لن تنتهي إلا بمثول کل الذين شارکوا في هذه المجزرة في أقفاص الاتهام لکي ينالوا جزائهم العادل.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة