الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوم علامات ثوران البركان في ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019

علامات ثوران البركان في ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019

0Shares

جذب عنوان "قطع الإنترنت، القتل الصامت" الذي نشره موقع منظمة العفو الدولية فیما یتعلق بانتفاضة نوفمبر 2019 في إیران، الكثير من الاهتمام، وقد أجاب خبراء وباحثو المنظمة، تحت هذا العنوان، بالنفي على سؤال ما إذا کان نظام الملالي قد تمکن من إخفاء القمع الدموي للمتظاهرین عن أعین العالم وارتکاب مجزرة صامتة.

 

یظهر الموقع الإخباري اليوم وبعد مرور عام علی انتفاضة نوفمبر 2019، أن النظام الإیراني قد فشل في إخفاء الجريمة الكبرى التي ارتكبها العام الماضي. في هذا الصدد، یدل عدد 1500 شهيد الذي أعلنت عنه المقاومة الإيرانية وأكدته وتناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة خلال العام الماضي، ونشر أسماء 828 شهيداً إلى جانب مئات من صور الشهداء التي کشفت وأعلنت عنها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في إطار عملية شاقة ومعقدة، بوضوح على حقيقة أن نظام الملالي قد انفضح وفشل فشلا ذریعاً في استراتيجيته الشريرة المتمثلة في ارتکاب الجریمة ومحاولة التستر علیها.

 

تماماً مثلما فشل في إغلاق ملف مجزرة عام 1988 إلی الأبد. فهذه الجریمة الکبری التي طالت السجناء السیاسیین عام 1988 لم یتم نسیانها أو العفو عنها، بل أعید فتح ملفها من جدید أمام أعین العالم بعد کل تلك السنوات، وشق طریقه إلى التقارير الرسمية للأمم المتحدة وغيرها من هيئات حقوق الإنسان الموثوقة بفضل الحراك الكبير من أجل تحقیق العدالة بشعار "لن نغفر ولن ننسی".

 

إلقاء نظرة على ما يحدث في هذه الأیام في مختلف المدن الإیرانیة من رشت إلى بهبهان وكرج ومن شيراز إلى خرم آباد وبروجرد وأبهر إلخ، وعلی قبور شهداء انتفاضة نوفمبر العظیمة وفي منازل عائلات الشهداء جراء منعها من زیارة قبور أبنائها وإقامة مراسم السجناء في الزنزانات، یثبت فشل مؤامرة النظام للتستر على الجريمة وإخفائها عبر التهديد وترهيب العائلات. فقد تعالت أصوات الأمهات المطالبة بالتقاضي وتحقیق العدالة من طهران وكرج إلى بروجرد وتحولت إلی صرخة مدویة عمّت أجواء إیران بالکامل.

 

وإذا أمعنا النظر ونظرنا إلى ما حدث بالأمس أمام مجلس شوری النظام، فسنرى تمازج الصرخات وتداخلها في بعضها البعض، حیث امتزجت صرخات الأمهات المطالبة بالتقاضي بصرخات غضب المنهوبین في سوق البورصة، الأمر الذي دقّ ناقوس الخطر لأولئك الذین ینعتون أنفسهم بسکان باستور وبهارستان، خاصة في ظل تردید الغاضبین لشعار "عدیمي الشرف عدیمي الشرف".

 

السؤال المطروح الآن هو كيف أن أكثر أنواع القمع وحشية وتعقيداً في العالم، الناشئ عن طبيعة نظام ولایة الفقیه البربریة، قد تصدع بهذا الشکل وفشل في مختلف المجالات؟

للإجابة لا بد من إجالة النظر فيما حدث طیلة أربعين عاماً من أعنف المواجهات بين الشعب والمقاومة الإيرانیة من جهة ونظام ولاية الفقيه من جهة. المقاومة التي دفعت ثمناً باهظاً وقدمت منظومة من الشهداء لإعداد سیاق ترتبط فيه كل حركة واحتجاج بشكل حتمي بقافلة المقاومة، حتی يبدو أن هذه المقاومة العظیمة قد وجهت المجتمع في کافة أنحاء إيران بحيث يصب كل مجری صغير في نهر المقاومة الهائج، وتتحول كل قطرة إلى بحر زاخر.

 

لذلك لا بد من القول إن ما تراكم في أعماق المجتمع خلال هذه المعركة الطويلة المحتدمة واجتیاز ألسنة النار وبحار الدم ومصاعب التضحية المستدامة، هو بركان تظهر علامات ثورانه الوشیکة هذه الأيام في کيلان وخرم آباد وكرج وبروجرد وقزوين وأبهر إلخ وأيضاً أمام مجلس شوری الرجعي وفي الشوارع والمصانع علی مستوی البلاد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة