الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قال لـ«المجلة» إن النظام لا يريد ولا...

عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قال لـ«المجلة» إن النظام لا يريد ولا يستطيع معالجة أبسط مشاكل إيران

0Shares

نشرت جريدة المجلة حوارا مع أحد اعضاء المقاومة الإيرانية حسين داعي الإسلام. وفيما يلي نص الحوار:

 

عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قال لـ«المجلة» إن النظام لا يريد ولا يستطيع معالجة أبسط مشاكل إيران
 
حسين داعي الإسلام: نظام الملالي دمر البنى التحتية وأهدر ثروات الشعب

 
* الهاجس الوحيد للنظام هو تعاظم الانتفاضات داخل البلاد وإسقاط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية
* الطريق الوحيد لوقف تدخلات النظام في المنطقة هو تغيير نظام ولاية الفقيه في إيران على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة

* السياسة الصحيحة تجاه النظام تكمن في إبداء الحزم والقطيعة من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي والاعتراف بحق الشعب الإيراني في تغيير النظام
 

التقت «المجلة» مع حسين داعي الإسلام، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو من الأعضاء القدامى في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأجرت معه حوارا مطولا تمحور حول مستقبل الاحتجاجات في إيران.
ويرى داعي الإسلام أن «السياسة الصحيحة تجاه نظام الملالي تكمن في إبداء الحزم والقطيعة من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي والاعتراف بالمقاومة الإيرانية»، مشيرا إلى أن «هذا النظام وخلال حكمه على مدار 40 عاماً من النهب والفساد والقمع وهدر ثروات الشعب الإيراني لإثارة الحروب خارج البلاد، قد دمّر البنى التحتية الاقتصادية كلها في إيران. وأعلن خبراء النظام في العلن أن النظام لا حل لديه لأزماته».
ويؤكد داعي الإسلام أن « المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يدعو إلى تأسيس جمهورية ديمقراطية وعلمانية في إيران على أساس فصل الدين عن الدولة والتعايش السلمي مع دول المنطقة».
ويعتقد أن «النظام وبسبب طبيعته القروسطية والإرهابية، لا يريد ولا يستطيع معالجة أبسط مشكلة من الشعب الإيراني، لذلك يعيش في المجتمع أكثر من 80 في المائة من الناس تحت خط الفقر، فقد ارتفعت نسب الفساد والنهب من قبل مسؤولي النظام ومؤسساته»… وفيما يلي نص الحوار…
 
* ما انعكاس الإضرابات والاحتجاجات في إيران على الوضع السياسي في البلاد؟

– انعكاس الاحتجاجات: إثبات مأزق النظام وعجزه عن معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الإيرانية وأن النظام آيل للسقوط. وكسر أجواء الرعب والخوف الذي ظل يحاول النظام فرضه على الشعب، وإثبات عجزه عن قمع معاقل الانتفاضة من أنصار المقاومة الإيرانية التي تلعب دوراً مفصلياً في توسيع الاحتجاجات. وخوف النظام الشديد من السقوط، حيث يحذر قادة النظام جميعهم من ذلك، وخامنئي نفسه قد حذر في خطابه يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) 2018 من ذلك، ووصفه بفتنة عام 1398 الإيراني (العام المقبل). وتفاقم الأزمة وتوسع الهوة والشرخة داخل النظام. وإثبات أكاذيب إعلام النظام والمساومين معه حيث كانوا يقولون إن النظام يحظى بقاعدة شعبية.
 
* كيف تقرأ تعاطي النظام الإيراني مع حالة التذمر والاستياء الشعبي المستمرة في إيران بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية نتيجة الغلاء وانهيار سعر العملة المحلية؟

– هذا النظام وخلال حكمه على مدار 40 عاماً في النهب والفساد والقمع وهدر ثروات الشعب الإيراني لإثارة الحروب خارج البلاد، قد دمّر البنى التحتية الاقتصادية كلها في إيران. وأعلن خبراء النظام في العلن أن النظام لا حل لديه لأزماته.
في العام الماضي لم يكن النظام قادراً على معالجة أي من قضايا الشعب وحاول فقط أن يتعامل مع الشعب بالقمع والقهر وأراد أن يعالج أزمة العملة باعتقال السماسرة وإعدام بعض الأفراد بدلا من أن يعالج المشكلة ولكن عادت أسعار العملة ترتفع من جديد.
أراد أن يعالج مطالب العمال على سبيل المثال في معمل قصب السكر في هفت تبه أو صناعة الفولاذ في الأهواز أو معمل هبكو في آراك باعتقال وحبس الناشطين العماليين ولكن الأزمة طفت على السطح من جديد.
لذلك يواصل النظام القمع في الداخل وخلق أزمات خارج البلاد وهذا في ذاته يؤدي إلى تشديد الأزمات الداخلية وعزلة النظام أكثر فأكثر مما يفتح الطريق أمام انتفاضة الشعب. ولذلك يجب دعم الاحتجاجات الشعبية ومطالب الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل تغيير النظام.
 
* هناك من رأى في استقالة وزير الخارجية جواد ظريف أزمة في نظام الملالي وانعكاس الصراع بين الأجنحة كيف تقرأونه؟

– خلال الخمسة أعوام والنصف الماضية، حاول ظريف أن يلبس النظام الكهنوتي الحاكم في إيران «لباس الاعتدال والوسطية» ويمهد الطريق لتجارة العالم مع هذا النظام وتصعيد الحرب والإرهاب. إن استقالة ظريف تبين تعاظم الأزمات والصراع على السلطة في داخل النظام، والمأزق الذي يعاني منه النظام على الصعيد الدولي. الفضيحة الأخيرة تكشف عن عمق الأزمة الداخلية للنظام. كما أن عودة ظريف ستصعّد الخلافات الداخلية للنظام.
هذه الحالة، كشفت غليان الأزمة داخل حكم الملالي.
وفيما يتعلق باستقالة ظريف، كتبت صحيفة «جوان» التابعة لقوات الحرس:
استقالة وزير الخارجية جاءت في أسوأ وقت، حيث أرسلت إشارات ذات مغزى للغربيين تُوصلهم إلى قناعة أنه إضافة إلى تأزم الوضع الاقتصادي والمعيشي في إيران، فإن الوضع السياسي لا سيما في رأس الحكم والحكومة يعاني من حالة متأزمة أيضاً.
 
* البطالة… الانتحار… المخدرات… الهجرة…. وغيرها من الظواهر والمشاكل الاجتماعية هل ستتحول إلى ثورة جياع؟ يعني هل يمكن أن نشهد تطور الاحتجاجات والإضرابات إلى ثورة حقيقية للجياع في إيران؟

– النظام وبسبب طبيعته القروسطية والإرهابية، لا يريد ولا يستطيع معالجة أبسط مشكلة من الشعب الإيراني، لذلك في المجتمع الذي يعيش أكثر من 80 في المائة من الناس تحت خط الفقر وفق اعتراف إعلام النظام وسلطاته وأن الفساد والنهب من قبل مسؤولي النظام ومؤسساته أخذت أبعاداً بعيدة، وعلى سبيل المثال انكشفت حالة واحدة في الأيام الأخيرة عن سرقة 6 مليارات و600 مليون يورو فقط في البتروكيماويات الإيرانية، فيجب توقع انتفاضة جيش الجياع بأبعاد أكبر من ذي قبل.
وحسب تقرير لـ«معاقل الانتفاضة» أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل البلاد، جرت فقط في شهر فبراير (شباط) الماضي ما لا يقل عن 248 حركة احتجاجية في 71 مدينة في إيران.
 
* إلى أي مدى تجد أن أحزاب المعارضة الإيرانية مستعدة لأي تغيير سياسي في إيران؟

– المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تم تأسيسه يوم 21 يوليو (تموز) 1981 في طهران، هو أقدم ائتلاف سياسي في تاريخ إيران المعاصر وهو يضم أكثر من خمسمائة عضو نصفهم من النساء وينتمي أعضاؤه إلى فصائل ومجموعات وشخصيات إيرانية مستقلة وانتخب المجلس السيدة مريم رجوي رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية وسيقوم المجلس بعد سقوط نظام الملالي بتشكيل حكومة ائتلافية تتولى السلطة لمدة أقصاها ستة أشهر وستكون مهامها الأولية إجراء انتخابات عامة وتشكيل مجلس وطني تأسيسي.
المجلس يدعو إلى تأسيس جمهورية ديمقراطية وعلمانية في إيران على أساس فصل الدين عن الدولة والتعايش السلمي مع دول المنطقة. وتعد الحركة المحورية في المجلس هي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مع 54 عاماً من النضال ضد ديكتاتوريتي الشاه والملالي، وهي تشكل محط أمل الشعب الإيراني وشعوب المنطقة لتحقيق إيران حرة ومسالمة.
أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية شكلوا معاقل للانتفاضة في مختلف المدن الإيرانية وهم يلعبون دوراً هاماً في إشعال فتيل الاحتجاجات الشعبية وتنظيمها والانتفاضة الإيرانية.
في 9 يناير (كانون الثاني) 2018 قال خامنئي إن قيادة الانتفاضات في العام الماضي كانت تتولاها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وبعد عام أيضا في يناير 2019 اعترف من جديد بدور مجاهدي خلق الإيرانية في تنظيم الاحتجاجات.
كما يؤكد قادة قوات الحرس والأجهزة الأمنية للنظام باستمرار دور معاقل الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق في تنظيم الانتفاضات.
وهذه المعاقل هي التي تعمل على توسيع نطاق الاحتجاجات وتنظيم الناس في مختلف المدن وستشكل القوة الضرورية لإسقاط النظام.
 
* اين الإصلاحيون مما يجري: خاتمي… موسوي… وأبطال الثورة الخضراء؟

– الإصلاحيون في نظام الملالي ما هم إلا سراب، وعماد النظام وحماته في إبرازهم بهدف تبرير سياسة المساومة مع النظام وإلا من الواضح جداً أن النظام لا يتحمل الإصلاح لأن أول خطوة للإصلاحات من شأنها أن تكون رفض ولاية الفقيه.
المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق أكدتا دوماً أن الأفعى لا تلد حمامة.
ومن هتافات المتظاهرين في إيران: «أيها الإصلاحيون وأيها الأصوليون انتهت اللعبة»، مما يعكس فشل لعبة الإصلاحيين في إيران.
الملا محمد خاتمي رئيس جمهورية الملالي الأسبق، كتب في حسابه على قناة «التلغرام» يوم 6 مارس (آذار): «نحن نواجه اليوم سؤالاً من المواطنين أنكم قد أخذتمونا إلى صناديق الاقتراع، فرجاء اعرضوا لنا حالة واحدة من الإصلاحات الحقيقية… من الصعب للغاية أن نعود ونقول للمواطنين تعالوا وأدلوا بأصواتكم…».
 
* الى اين تتجه إيران، في ظل محاولات روسيا الحد من حركتها في سوريا، والتحرك الأميركي لخنق أذرع إيران في العراق المتمثلة بالحشد، والدبلوماسية الخليجية؟

– الوضع المتفجر الذي يمر بالمجتمع الإيراني ومآزق النظام على الصعيدين الإقليمي والدولي، وضع حكم الملالي في أضعف وأوهن حالة، حيث باتت تدخلاته في المنطقة مستنقعاً له، لأن الشعب الإيراني يرفض صرف ثروات الشعب للقتل والمجازر بحق شعوب المنطقة، كما أن السياسة الدولية قد تغيرت تجاه النظام وأن استمرار تدخلاته في المنطقة يتسبب في عزلته دولياً أكثر من ذي قبل.
أهم تحول دولي فيما يتعلق بالنظام الإيراني كان مجيء الإدارة الأميركية الجديدة وتغيير سياسة المساومة الغربية وسياسة المنطقة تجاه نظام الملالي. لم تربح أي حكومة إيرانية منذ 200 عام بقدر ما ربح نظام الملالي من سياسة المساومة الغربية.
سياسة تصدير الإرهاب ونشر الحروب في المنطقة تلقت ضربة جادة بفضل احتجاجات الشعب الإيراني والتحالفات الإقليمية وتوقف سياسة المساومة. التوجه الدولي العام للتصدي لإرهاب النظام وسياساته لنشر الحروب في المنطقة، هذا ما برز في مؤتمر وارسو.
كما أن مساعي أوروبا للالتفاف على العقوبات الأميركية وعرض الآلية المالية الأوروبية الخاصة لم تجدِ نفعاً، ويقول خامنئي وغيره من مسؤولي النظام إن أوروبا لن تقدم لنا شيئا.
 
* هل يتخلى النظام الإيراني عن سلوكه المدمر في المنطقة؟

– هل يتخلى النظام عن سلوكه وهل يرضخ لتغيير السلوك؟ أجاب خامنئي قائلا في 10 مايو (آيار) 2017 إن أي تغيير في سلوك النظام يعني تغيير النظام. كما أكد خامنئي في خطاب آخر أن أميركا لن تقوم بضرب إيران ونحن لا نتفاوض معها.
 
* إذن ماذا يمكننا أن نستنتج من ذلك؟

– يمكن أن نستنتج التالي:
أولاً: النظام لن يتخلى قدر الإمكان عن تصدير الإرهاب ونشر الحروب في المنطقة لأن هذه التدخلات تشكل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية النظام للبقاء في السلطة.
ثانياً: الهاجس الوحيد للنظام هو تعاظم الانتفاضات داخل البلاد وإسقاط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
ثالثاً: الطريق الوحيد لوقف تدخلات النظام في المنطقة هو تغيير نظام ولاية الفقيه في إيران على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
رابعاً: السياسة الصحيحة تجاه النظام تكمن في إبداء الحزم والقطيعة من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي والاعتراف بحق الشعب الإيراني في تغيير النظام، وكذلك دعم الاحتجاجات والاعتراف بالمقاومة الإيرانية. وكما قالت السيدة مريم رجوي في رسالتها الموجهة إلى المتظاهرين بواشطن في 8 مارس:
حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة بحق الشعب الإيراني في المقاومة لإسقاط النظام الكهنوتي في إيران. الشعب الإيراني لن يتوقف عن سعيه لنيل الحرية. وبالتأكيد سيحصل عليها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة