الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةاحتجاجات إيرانعصيان تجار السوق.. قفزة جديدة في انتفاضة الشعب الإيراني

عصيان تجار السوق.. قفزة جديدة في انتفاضة الشعب الإيراني

0Shares

شهد يوم الإثنين 25حزيران/ يونيو 2018 احتجاجات وتظاهرات واسعة في سوق طهران والشوارع المحيطة به فضلا عن الإضراب العام لسوق طهران الرئيسي.

أبعاد التظاهرات

وبدأت احتجاجات طهران منذ مساء الأحد من علاءالدين منتهية إلى الإضراب العام لسوق طهران في نهاية المطاف يوم الإثنين.

وذهب اتساع هذه التظاهرات والاشتباكات أبعد من السوق وتجاره حيث شهدنا اشتباكات واسعة في طهران وما لا يقل عن 8مدن أخرى.

وتحولت الشعارات إلى شعارات سياسية واستهدف شعار ليسقط مبدأ ولاية الفقيه والموت للدكتاتور وعدونا هنا! رأس النظام. ومن ثم سمعنا شعارات نظير «ويل لكم عندما نتسلح».

وتعد حركة تجار السوق والمواطنين المدافعين عنهم تواصلا لانتفاضة كانون الثاني/ يناير بتفاوت وهي أن المجتمع وصل إلى نقطة الانفجار تحت ظروف محتقنة للغاية. لأن الضغط قصم ظهور جميع الشرائح في المجتمع والآن جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية خرجت إلى الساحة بشعار إسقاط النظام.

ولذلك يمكن القول: إن هذه الانتفاضة وهذه الحركة لا يمكن احتواؤها من قبل النظام لأن المواطنين يرون حياتهم وما يملكونه معرضة للدمار والفناء.

تفاوت بين حركة تجار السوق في طهران اليوم وانتفاضة كانون الثاني/ يناير؟

خصائص بارزة تتسم بها هذه الحركة:

  1. ظهر تجار السوق إلى الساحة مما يحمل معنى خاصا له في إيران سياسيا واجتماعيا وحتى تأريخيا. لأن السوق كان دائما من المراكز الهامة في التطورات السياسية حيث كان النظام يزعم أنه يتمتع بقاعدة شعبية فيه.
  2. لا يعد هذا الإضراب كإضرابات سابقة في السوق وإنما ترافقه احتجاجات بأقوى صورة. وعلى سبيل المثال يمكن القول إن حركة تجار السوق اليوم سرعان ما تحولت إلى شعارات نظير ليسقط مبدأ ولاية الفقيه والموت للدكتاتور.
  3. في انتفاضة كانون الثاني/ يناير كان المساكين والعاطلون عن العمل وجيش الجياع هم الذين ظهروا إلى الساحة. وفي هذه المرة رغم أنهم يعتبرون القوة الرئيسية أيضا ولكن تجار السوق والشرائح المتوسطة انضموا إليهم لأنهم بدأوا يفقدون كل ما يملكونه.
  4. وهكذا لم تعد شريحة وطبقة في المجتمع الإيراني اليوم لا تقف في وجه النظام وتنتفض ضده.

هل يمكن احتواء هذه الحركات من خلال القمع؟

لا! وبغض النظر عن عقبات وتحولات في أية انتفاضة وثورة مما يعد أمرا طبيعيا، غير أنه وكما تبين الأمر في انتفاضة كانون الثاني/ يناير لا يمكن احتواء هذه الحركة. كما شاهدنا أن المجتمع الإيراني لم يلزم الصمت منذ تلك الانتفاضة حتى اليوم ولو ليوم واحد، بدءا من الأهواز إلى مواطنينا العرب في خوزستان حتى المزارعين الفاقدين كل ما يملكونه في أصفهان وتجار السوق وأصحاب المحلات في كردستان إلى أهالي مدينة كازرون قاطبة وسائقي الشاحنات والعمال، ولم يمر يوم إلا تحدث فيها حالة عصيان وانتفاضة. لأن الأسباب والدوافع لانتفاضة كانون الثاني/ يناير تعززت ولم يتم إضعافها!

والآن ما تتم مشاهدته في شوارع طهران ليس إلا قفزة جديدة في تلك الانتفاضة ومن جانب آخر أثبت النظام خلال هذه الفترة أنه لا يملك حلا للمعالجة. ونموذج لعجز النظام عن ايجاد حل لمعالجة هذه الأزمة هو وضع العملة حيث تدهورت أمام أعين قائد النظام ورئيسه وكله يوما بعد يوم وبشكل تدريجي إلى أن وصلت إلى النقطة الحالية ورأى الكل أنهم لم يحركوا ساكنا من أجل معالجتها!

أزمة أخرى تضاف إلى بقية الأزمات الطاغية على النظام!

تدل تحاليل حكومية يرافقها الذعر والخوف على حقيقة أن الأجهزة الإعلامية للنظام نظير التلفزيون خاب أملها في توقع معالجة المشكلة وما تذعن به الأجهزة الإعلامية للنظام من ترتيبات بكل تأكيد ليست إلا ارتفاع نبرة الاحتجاجات والحركات الشعبية.

وفي مثل هذه الظروف لا يملكون إلا حلا واحدا وهو القمع وذلك بينما كل ما يمارسه النظام من قمع لاحتواء الانتفاضة، يشعل لهبها! مما يشكل مأزقا يبرز نفسه في مقدمة بقية المآزق والأزمات الطاغية على النظام بل يدفع المواطنين نحو المزيد من الحركة والتقدم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة