الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومعزل جعفري قائد قوات الحرس، هزيمة خط واستراتيجية

عزل جعفري قائد قوات الحرس، هزيمة خط واستراتيجية

0Shares

في مفاجئة للمراقبين، أعلن خامنئي في 21 أبريل، قرارين منفصلين، عزل بموجب واحد منهما جعفري من القيادة العامة لقوات الحرس، وفي القرار الثاني عيّن الحرسي حسين سلامي قائدًا لقوات الحرس خلفًا لجعفري بعد ترفيع رتبه إلى اللواء.  

لماذا قام خامنئي بتغيير قائد قوات الحرس في هذا الوقت؟
من الواضح أن الوضع الداخلي لقوات الحرس أصبح مضطربًا بعد إدراج الحرس على لائحة الإرهاب، ومثل هذا التغيير الكبير في هذا الكيان الإرهابي الذي تديره الدولة هو ردة فعل أمام الضربة التي تلقاها النظام وقوات الحرس.
في العرف العسكري إن عزل قائد من قوة مضروبة، يشير إلى شدة وأهمية الضربة وفاعليتها. في الواقع، كان إدراج الحرس على لائحة الإرهاب ضربة قاصمة للرأس وأن الإطاحة بقائدها نتيجة للضربة نفسها.
نقطة أخرى مهمة هي إرسال قائد الحرس الخائب للعمل الثقافي في معسكر دون، لا يؤبه به على الإطلاق في مهام هذه المؤسسة الإرهابية.
يتضح فهم أهمية هذه النقطة عندما يتم التأكيد على أن هذا التحول المذل حصل في خضم المعركة!
خاصة في الوقت التي بقي عام واحد من قيادة جعفري على الحرس حسب القرار الصادر عن خامنئي قبل عامين.

ما هو دور محمد علي جعفري وموقعه في الحرس وإلى ماذا يشير استبداله؟
كان الحرسي، محمد علي جعفري، الذي قضى 12 عامًا مسؤولاً عن قيادة الحرس العام (من 2007 إلى 2019) ، مؤشراً لاستراتيجية النظام في السنوات الأخيرة.
بناءً على هذه الاستراتيجية، فإن الحرس مهمته بشكل أساسي تتمثل في حماية الدكتاتورية المسماة الثورة الإسلامية، وأوكلت الديكتاتورية حماية الحدود إلى الجيش، وانهمكت نفسها في ممارسة القمع في الداخل وتصدير الإرهاب إلى الخارج. وخضع التنظيم الكلي للحرس لتغيير في جميع أنحاء البلاد، وفيالق المحافظات وتنظيم البسيج ، … خضعت كلها لإعادة بناء إستراتيجية خامنئي الجديدة لتمكينها من الدخول في قمع الشعب بأكمله وفي نفس الوقت للدخول في حروب غير متكافئة. الأمر الذي كان لدى جعفري خبرة في ذلك. كانت هذه النقاط هي المحاور التي أبرزت أهمية جعفري في الاستراتيجية الجديدة لخامنئي.
الآن القائد الذي كان  يطبق الإستراتيجية الجديدة للنظام، أعلن عن إحباطه! تشير الدلائل إلى أن هذه الخطوة أكثر من مجرد نقل، ومفهومها هو الوصول إلى نهاية خط استراتيجي.
لسببين واضحين:
أولاً، جعلت الانتفاضات داخل البلاد سطوة الحرس أن تذهب أدراج الرياح، خاصةً في العامين الماضيين، والآن أصبحت المبادرة في أيدي الناس ومعاقل الانتفاضة والعمال المضربين، وليس الحرس.
ثانياً، إن التوسع الإقليمي للنظام قد وصل إلى طريق مسدود والآن ، مع إدراج الحرس في لائحة الجماعات الإرهابية  فإن الطريق المسدود الإقليمي للحرس يؤدي إلى هزيمة كاملة له!
النتيجة الكلية لهذين المحورين هي الفشل التام لخط واستراتيجية مزيفة، صممها خامنئي بمساعدة الحرسي جعفري، ونفذه الأخير خلال كل هذه السنوات الاثنتي عشرة.

 

إلى ماذا يدل مجيء سلامي خلفًا له؟

يجب اعتبار قيمة الحرسي جعفري بالخط الذي كان عليه القيام به. في السنوات الأخيرة، كان جعفري أحد أهم عناصر خامنئي والأكثر خضوعًا له، وفي قوات الحرس كان له أيضًا مكانه الخاص.
في كلام أوضح، كان وزن الحرسي جعفري يعادل وزن الخط الذي كان يمرره.
وأما الحرسي الثرثار وسليط اللسان حسين سلامي (على الرغم من كل الزوبعة التي يثيرها خلف منابر صلاة الجمعة وغيرها من المنابر) فهو لم يكن عنصراً يذكر.
وكان حرسي دون في قوات الحرس.

وفي انتفاضة 2009  لعب الحرسي سلامي دورًا في قمع المواطنين المنتفضين، ثم بعد اعتداء مرتزقة خامنئي إلى معسكر أشرف وقتل عدد من مجاهدي خلق العزل ظهر الحرسي سلامي إلى الميدان بصفته رجل القش للنظام ليعربد ويطلق عنتريات وأكاذيب في هزيمة مجاهدي خلق و تدميرهم ولكن بعد ذلك بوقت قصير، افتضحت أكاذيبه.
ومع ذلك، فإنه يمكن القول إن جلوسه على كرسي قيادة قوات الحرس، أولا يدل على إفلاس النظام في هذا المجال ثانيا، أظهر خامنئي بتعيينه أنه يحتاج إلى زوبعة في فنجان أكثر من أي شيء آخر وهو الشيء الوحيد الذي يجيده سلامي ويعرضه في صلوات الجمعة.

 

رسالة استبدال قائد قوات الحرس

إن استبدال قائد قوات الحرس له معنى خاص بالنسبة للشعب الإيراني ومؤيدي المقاومة!
أولا: ونتيجة لاستمرار معاقل الانتفاضة داخل البلاد، فشل خط التخويف والترويع الذي كانت قوات الحرس تمارسه داخل إيران كما فشلت سياسة إشعال الحروب وإطلاق الصواريخ وعرض الطوافات والقوارب للحرس، نتيجة نشاطات منظمة مجاهدي خلق على الصعيد الدولي للكشف عن طبيعة قوات الحرس.
ثانيا: مع إضعاف قوات الحرس، دق جرس إسقاط النظام أكثر وأكثر ويلقي ذلك مسؤولية أكبر على عاتق كوادر ومعاقل الانتفاضة لتحقيق الإسقاط.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة