الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتلا عزاء للآفلين

لا عزاء للآفلين

0Shares

بقلم:غيداء العالم

 

على مر التأريخ، حيث تتابعت أحداث وتطورات مختلفة لازال العديد منها تهز الذاکرة الانسانية وتجذبها إليها، ومع قساوة وعنف تلك الاحداث والتطورات فإنها کانت تتٶکد للإنسانية بأن هناك سنن وقوانين ونواميس لايمکن تجاوزها وتخطيها خصوصا إذا ماجاء موعدها، ومن أهم تلك السنن التأريخية، مايتعلق بالثورات وحالات تغيير الانظمة السياسية ـ الفکرية والتي لايمکن مواجهتها مهما بذلت من جهود، وإن الثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الايرانية، نماذج حية تشهد على ذلك بجلاء.

مايجري اليوم في إيران، حيث ينتفض الشعب الايراني بوجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ويعلن عن رفضه القاطع لهذا النظام والرغبة الجامحة في تغييره وإسدال الستار على مرحلته التي ألحقت الکثير من الاضرار الفادحة بإيران والشعب الايراني، ولاريب من إن التطور التأريخي لنضال الشعب الايراني ضد هذا النظام الفريد من نوعه من حيث قمعه وإستبداده، قد وصل الى أعلى مراتبه منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي جسدت تحرکا ونشاطا عمليا وجديا بإتجاه التغيير الجذري في إيران والذي وصل الشعب الايراني الى قناعة کاملة من إنه غير ممکن مالم يتم إسقاط النظام.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، يواجه حالة إستثنائية غير مسبوقة منذ تأسيسه، حيث يطالب الشعب وبصورة واضحة وصريحة جدا بإسقاطه بعد أن ذاق الامرين منه ولاقى ماقد لاقى من مآسي ومصائب وأحداث مٶلمة على يديه، ولأن هذا النظام صار يعلم جيدا بأن مايريده الشعب ويطالب به في هذه الفترة يختلف تماما عن کل ماکان يطالب به خلال الفترات السابقة، خصوصا بعد أن صار واضحا للنظام والعالم کله بأن التحرکات والنشاطات الاحتجاجية ترتبط هذه المرة بمنظمة مجاهدي خلق، التي هي وبنظر المراقبين والمحللين السياسيين تعتبر بديلا سياسيا لها، فإن النظام يعرف مدى جديتها القصوى.

إستهداف التجمع السنوي لهذه السنة للمقاومة الايرانية في باريس، بعملية إرهابية أجهضتها المخابرات البلجيکية والالمانية، يجسد مدى خوف ورعب النظام الايراني من هذا التجمع ومن المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق التي تقف خلفه، وقد کان النظام يتصور بأن تفجير قاعة التجمع التي إکتضت ب100 ألف فرد، سوف يحد ويشل النضال المتواصل من أجل إسقاطه وتغييره، تماما کما راهن على إعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988، ظنا منه بأن ذلك سيقضي على منظمة مجاهدي خلق وينهي أمرها، ولکن وکما فشل المخطط الاخير وماقد تداعى عنه من نتائج في غير صالح النظام فإن هذه العملية الاخيرة أشبه ماتکون بالحفرة التي حفرها النظام للمنظمة لکنه سيقع فيها بنفسه!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة