الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومعجز نظام الملالي الإيراني في ورطة أزمة انعدام الحيلة

عجز نظام الملالي الإيراني في ورطة أزمة انعدام الحيلة

0Shares

تزامنًا مع الإعلان عن فرض موجة جديدة من العقوبات الأمريكية على نظام الملالي، أعلن روحاني من جانبه عن تنفيذ الخطوة الثالثة من انتهاك الالتزامات بالاتفاق النووي. 

 

عند الإعلان عن الخطوة الثالثة، قال روحاني: "إن هذه الخطوة ليست لها مظهرًا خاصًا، ولكنها تنطوي على خلفية في غاية الأهمية. فهذه الخطوة تعني أن إيران سوف تتخلى، من الآن فصاعداً، عن كافة الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي في مجال البحث والتطوير. وقد ثبت بوضوح أن هذه الخطوة مجرد كلام؛ وليست إجراءًا جادًا من شأنه أن يشكل ضغطًا على المنافس.  

والخطوة الثالثة لا مضمون لها لدرجة أن صحيفة "كيهان" التابعة لخامنئي سخرت منها، وكتبت: " إن زيادة أو نقصان  تخصيب اليورانيوم بنسبة 2 في المائة وكذلك زيادة أو نقصان كمية احتياطي اليورانيوم بضعة كيلوجرامات، لا تمثل ضغطًا على المنافس أو صدمة له، ولن تجبر أحدًا على إتخاذ خطوة حقيقة". 

 

لكن على الرغم من انعدام الجدية في الخطوة الثالثة، قال خبراء حكوميون إن هذا الإجراء يعتبر جرح الذات ومن شأنه أن يؤدي إلى تخلي الاتحاد الأوروبي عن نظام الملالي، وفي نهاية المطاف يعيد هذا النظام مرة أخرى إلى البند رقم 7 من قرار الأمم المتحدة رقم 2231.

في الواقع، إجراء نظام الملالي هذا حسب المثل القائل تجشأ لقمان من غیر شبع. ولا ينطوي إلا على زيادة نفقات النظام، وفي نهاية المطاف سوف يؤدي هذا الإجراء إلى المزيد من تفاقم عزلة النظام محليًا ودوليًا.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا يتخذ نظام الملالي مثل هذه الإجراءات المحكوم عليها بالفشل مقدمًا؟.

 

وجاء رد مسؤولي النظام على النحو التالي:

في يوم الأحد الموافق الأول من سبتمبر، قال المساعد الأول لوزير خارجية نظام الملالي، عباس عراقتشي، إن مهمة وزارة الخارجية تتمثل في فتح مجرى للتنفس في مواجهة العقوبات.

وبناء عليه، يسعى النظام من وراء هذه الإجراءات إلى ممارسة الضغط على أوروبا لتمكنه من تجاوز العقوبات، وخاصة مبيعات النفط. في الواقع، كان النظام يحاول توجيه صدمة لأوروبا، لكنه لم يستطع وفشل هذا الإجراء. لأنه إذا كان من المفترض أن تتأثر أوروبا من الضغط من خلال هذه الإجراءات وتستسلم لرغبات الملالي؛ لشاهدنا آثار ذلك حتى الآن، وما كان هناك حاجة إلى أن يهرول وزير خارجية الملالي، جواد ظريف، إلى قارة أوروبا ليتسول.

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "سياست روز" الحكومية: " إن الشروط المنصوص عليها تقدم لنا وضعًا معقدًا ينطوي على نظرة غامضة وضبابية للغاية". 

 

في يوم الثلاثاء الموافق 3 سبتمبر، حضر الملا روحاني في مجلس شورى الملالي وأشار إلى الموقف الذي حوصر فيه نظام الملالي. ووجه كلمة لنواب المجلس، قائلًا: "نحن نعيش أصعب الظروف. ولا أتذكر أن هناك حكومة في التاريخ تعرضت لمثل هذه الضغوط الساحقة."

وفي يوم الخميس الموافق 5 سبتمبر، أشارت صحيفة " فرهيختجان" الحكومية إلى مجاهدي خلق، وكتبت:

" إن مجاهدي خلق منظمة تتمتع بدعم كبير.  فإذا تابعنا الاجتماعات التي تعقدها منظمة مجاهدي خلق في باريس، نلاحظ عظمة هذه الاجتماعات وندرك أنه لو اتحدت 5 حكومات لكي تعقد مثل هذه الاجتماعات فلن تكن بعظمة اجتماعات هذه المنظمة النموذجية. إن مجاهدي خلق يطالبون بحقوق الإنسان والحرية وسوف يكونون مصدر السعادة للشعب الإيراني، وهذه هي الطفرة الخطيرة التي استغلها العدو، والتي تدل على أننا يجب أن نفعل شيئًا في هذا الصدد، ولا يجب علينا أن نتجاهل هذا الخطر. 

 

إذن، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هي الإحداثيات الحقيقية لنظام الملالي؟

كلما مر الوقت، كلما اتضح بشكل غير مسبوق أن الخروج من مأزق ومأساوية حكم الملالي بات أصعب مما يتوقع خامنئي ومن قدرته على رفع معنويات قواته المحبطة بالتلاعب بالألفاظ. إن خامنئي يعلم جيدًا أنه من غير الممكن إطالة أمد هذا المأزق، وهذا هو السبب في أن مختلف عناصر الحكومة يتحدثون رسميًا عن ضرورة فتح مجرى للتنفس.  مجرى التنفس الذي أغلقه الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية قبل أي شخص وقبل أي عنصر آخر. ولن يسمحوا بفتح هذا المجرى مرة أخرى.

في تحليل واقعي، يجب دراسة وتقييم الأزمات التي يواجهها نظام الملالي الإيراني في سياق كونها أزمة مأساوية لا حل لها ومقارنتها بوضع المقاومة ومنافس هذا النظام. لأنه إذا كان هذا النظام يواجه أزمة خارجية فقط، لكان من الممكن التسامح معه على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهه. ويعلم قادة نظام الملالي أنهم لن يتم الإطاحة بهم بمجرد الضغوط الناجمة عن  العقوبات. وفي الوقت نفسه، من الواضح لهم أن أمريكا أيضًا ليست لديها الوقت لممارسة أقصى قدر من الضغط إلى ما لا نهاية وأن هذه الفرصة ستنتهي. وبناء عليه، يمكن تفسير التطورات والأزمات الداخلية التي حلت بالنظام  بوضع ائتلاف "الشعب والمقاومة" "في الاعتبار. هذا وتتحول الأزمات الداخلية إلى تهديد بالإطاحة عندما يكون هناك بديل قوي بالفعل. ومن هنا، يُثار موضوع وجود منظمة مجاهدي خلق وأنشطة المقاومة التي تسببت في مثل هذه الأزمة لنظام الملالي بوصفها معيارًا خطيرًا للغاية في المجتمع لدرجة أن جميع كبار المسؤولين الحكوميين، وتحديدًا خامنئي، اعترفوا بذلك خلال العامين الماضيين.

وخلاصة القول، إن الإحداثيات الحقيقية لنظام الملالي الإيراني هي أسره في مسار لا يقوى على السير فيه. وهذا يعني، إنه وقع في مأزق وأزمة حتمية مأساوية لا حل لها".

واتفقت جميع عناصر نظام الملالي على أن نتيجة هذه الضغوط والأزمات هي، في المقام الأول، الخطر الكبير من انتفاضة الشعب للإطاحة بهذا النظام.

وفي يوم الأربعاء الموافق 4 سبتمبر، قال الملا روحاني في اجتماع لمجلس الوزراء: "يجب ألا نسمح بظهور بعض المتطرفين والأساليب غير الدقيقة في المجتمع، التي تؤذي المواطنين، نظرًا لأن الناس يعانون بما فيه الكفاية من الأسى والقسوة، ولا يجب أن نسمح بإلحاق الأذي بهم بحجة الإهمال. 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة