الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانظلم وقمع ..كيف يعيش العمال في ظل النظام الإيراني؟

ظلم وقمع ..كيف يعيش العمال في ظل النظام الإيراني؟

0Shares

يعيش العمال الإيرانيون بين نيران الملالي، الذين يستحوذون على ثروات الشعب، بينما الكادحون من العمال يعانون الويلات، في الحصول على حقوقهم المنهوبة، من قِبل صناديد النظام الإرهابي، الذين يواصلون استغلالهم وظلمهم واغتصابهم لحقوق العمال.

 

عقود مؤقته

ويعاني العمال في إيران من أساليب كثيرة تفقدهم الحصول على حقوقهم، من بينها فرض عقود مؤقته وبدون توقيع، نظرًا لأن البطالة المتزايدة أدت إلى أن يستسلم العمال لهذا النوع من العقود المؤقتة التي يفرضها عليهم أصحاب العمل في الحكومة دون الحصول على أدنى الرواتب والمزايا.

 

وزير الصحة للنظام الإيراني يعترف: 44بالمائة من العاطلين هم حاملي الليسانس فما فوق

 

نسبة مرعبة

وتمثل هذه العقود المخالفة نسبة كبيرة، تصل إلى 96 في المائة، بحسب اعتراف وكالة "مهر" الحكومية للأنباء، التي أكدت في 13 أغسطس 2019، أن أكثر من 96 في المائة من العقود المحررة والمسجلة والصالحة للمراجعة حاليًا هي عقود مؤقتة.

 

مريم رجوي: إحقاق الحقوق المسلوبة للعمال مرهون بالنضال ضد نظام

 

العمال يستسلمون

وكشفت قوة القدس الإرهابية في 21 سبتمبر 2019 عن نمط هذه العقود، معترفة بأن العمال يستسلمون للإمضاء على بياض بمقابل أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور في نظام الملالي، قائلة: نحن الآن نعيش في ظروف تبرم فيها حتى المصانع الكبرى عقودًا مؤقتة، أي عقودًا لمدة شهر واحد.

 

وتضيف "العامل الذي يعمل في جهة لمدة 28 شهرًا ، مثلًا، يكون لدى هذه الهيئة 28 عقد عمل له، فيما يستغل أصحاب العمل العقود المؤقتة في طرد العمال من العمل، دون سبب، وهناك في نفس الجهة بعض العمال ممن لديهم خبرة في العمل لمدة 26 سنة ولكنهم حتى الآن يحملون عقود عمل مؤقتة لمدة سنة".

 

نهب أجور العمال

وعلى الرغم من نهب وسرقة حقوق العمال والكادحين بموجب عقود مؤقتة، وتوقيع العمال المتعبين في إيران على بياض، إلا أن الأمر يتعدى هذا بكثير، إذ إنّ العديد من العمال لم يتقاضى الحد الأدنى من الحقوق المنصوص عليها في العقد منذ شهور.

 

شهور دون رواتب

 من جانبها كشفت وكالة "تسنيم" للأنباء التابعة لقوة القدس الإرهابية في 1 أكتوبر 2019، عن الطبيعة البربرية والمفترسة لأصحاب العمل الحكوميين الذين ينتمي أكثر من 80 في المائة منهم لحرس الملالي المعادي للشعب وغيرهم من أبناء الأسياد في الحكومة.

وأضافت في مقال لها بعنوان "عمال بلدية مدينتي زهرة وهنديجان لم يتقاضوا رواتبهم منذ 17 شهرًا"، موضحة أنه "لم يتم دفع الرواتب لسنوات عديدة، وتراكمت جميعها لدرجة أنه لم يتم دفع الرواتب المؤجلة للعمال في بلدية مدينة هنديجان لمدة 8 أشهر، وفي بلدية مدينة زهرة تأخرت الرواتب لمدة 17 شهرًا.

 

احتجاجات في إيران.. مالايقل عن 485 حركة احتجاجية عمالية خلال الأشهر الستة الأخيرة

 

300 ساعة شهريًا وأكثر

وتوضح وكالة حرس الملالي للأنباء المعروفة باسم "فارس" في 8 أكتوبر 2019، أنه: يفرض على العامل بشكل غير قانوني أن يعمل 300 ساعة شهريًا وأحيانًا أكثر من ذلك، وعدم دفع العلاوة لمدة 3 سنوات، كما لم يتم دفع الراتب الشهري المتدني وقدره مليون تومان، بالمخالفة لقرار مجلس شورى الملالي الذي يعتبر هذا الراتب غير قانوني، في شهور مختلفة يصل مجموعها إلى 10 أشهر.

 

الفقر في ازدياد

كما يفيد تقرير وسائل الإعلام الحكومية الصادر في 8 أكتوبر الماضي، أن خط الفقر تجاوز 8 ملايين تومان، وأن الأجر الأساسي لكافة العمال الإيرانيين، الذي وافق عليه المجلس الأعلى للعمل في نظام الملالي، في بداية العام الحالي 2019، قدره 1.5 مليون تومان؛ فيما ادعى أنه انخفض خط الفقر من النصف إلى أقل من الخمس خلال 6 أشهر، وبالتالي إذا لم يتقاضى هؤلاء العمال الراتب البالغ مليون تومان والمتأخر منذ شهور، في أول الشهر، فسوف يصارعون الفقر والجوع والتمييز والظلم 8 أضعاف ما يعانون منه.

 

92 دولار رواتب شهرية لعامل إيراني يعادل خُمس خط الفقر

 

 امتهان العمال وجلدهم

ويتعامل أزلام النظام الإيراني بكل كبر وصلف أمام مطالب العمال المهضومة حقوقهم، حيث يقوم حرس ملالي "خامنئي" بجلد العمال الذين انتفضوا للحصول على حقوقهم الشهرية؛ بمنتهى القسوة. 

في 13 أغسطس 2019 أصدرت السلطة القضائية بحكومة خامنئي حكمًا بالجلد على 9 أفراد من العمال الكادحين، التابعين لمصنع قصب السكر في "هفت تبه" الذين أضربوا بسبب عدم دفع رواتبهم، لأكثر من 3 أشهر، منذ يوم 27 أكتوبر العام الماضي.

وتكرر الأمر قبل ذلك في 7 نوفمبر 2018 ، حيث تمت إدانة 15 فردًا من عمال شركة هبكو في أراك بعد تنظيمهم تجمعًا احتجاجيًا على تأجيل الأجور وعدم تقنين وضع الشركة، بالإضافة إلى سرقة حقوق العمال؛ وحكم عليهم الفرع 106 بمحكة الجنايات 2 في أراك بما مجموعه 24 سنة و 6 أشهر حبس و 1110 جلدة.

 

 المرأة العاملة.. انتهاكات مستمرة

كما أنّ المرأة الإيرانية العاملة لم تسلم هي الأخرى من تعذيب وامتهان الملالي لها، حيث تعيش هي الأخرى وضعاً كارثياً، إذ تقبل جماهير كبيرة من النساء العمل بأي أجر والتغاضي عن حقوقهن والتأمين وكافة المزايا الأخرى؛ إجباراً وخوفًا من فقدان وظائفهم، بسبب الفساد المتفشي في الهيكلين السياسي والاقتصادي، في نظام مناهض للمرأة وبسبب الفقر المدقع وبطالة الرجال.

ويضطر عدد كبير من النساء كبار السن والفتيات الصغيرات، والشابات قبول العمل بأقل الأجور في أسوأ الظروف، ولا يمكنهن التفوه بكلمة واحدة عما يقع عليهن من ظلم.

 

العاملات- في- إيران

 

إحصائيات مخيفة

وذكرت وكالة "إيرنا" الحكومية للأنباء في 28 أبريل 2019، أن نحو 80 في المائة من النساء العاملات يعشن دون تأمين عام 2017، بحسب مقال لها جاء تحت عنوان "الفرق بين العاملات والعاملين في كثرة العمل وتدني الأجر".

كما اعترفت الوكالة المشار إليها، في وقت سابق، وتحديدا في 2 سبتمبر 2017 في مقال بعنوان " تضاعفت البطالة بين الإناث إلى 5 أضعاف خلال الـ 20 عامًا الماضية" بأن معدل البطالة بين الإناث قد ازداد من 4 في المائة عام 1996 إلى حوالي 20 في المائة عام 2016؛ بينما يرتفع هذا المعدل بين المتعلمات ويصل إلى أكثر من 31 في المائة.

 

إيران ..النساء العتالات المجبورات على العمل في العتالة بزي ذكوري

 

كارثة كبرى

وتكشف الأرقام عن حجم الكارثة، حيث تكشف الاستغلال والظلم والانتهاكات، فيما تشير إلى أن النساء العاملات هن أول ضحايا الأزمات الاقتصادية، وكلما كان هناك خطة للتسريح من العمل أو تعديل القوى العاملة تكون المرأة في الطليعة، بالإضافة إلى تدني أجورهن كثيرًا مقارنة بنظائرهن من الذكور على الرغم من القيام بنفس العمل، وإسناد المهن الأدنى إليهن، على الرغم من توافر عامل الكفاءة والعلم والخبرات المطلوبة.

 

نظرة على عمق الكارثة لأطفال العمل في إيران

 

العمال والحوادث

وتعتبر حوادث العمال من أكثر الفظائع والجرائم، التي يرتكبها نظام الملالي في حق العمال، من خلال تقاعسه في حماية العمال.

وتحتل إيران تحتل المرتبة الأولى عالمياً في حوادث العمل، فقد أظهرت تجربة الـ 40 عامًا الماضية أن روح العامل هي الشيء الوحيد الذي لا يعيره هذا النظام انتباهًا.

 ويعد نقص وانعدام أدوات السلامة الأكثر إلحاحًا مثل الخوذات والأحذية وأحزمة الأمان والقفازات، وغيرها من أدوات السلامة في المصانع وورش العمل من الأسباب الرئيسية لوقوع هذه الحوادث.

 

ايران «تحطم الرقم القياسي» في حوادث العمل في العالم

 

معاناة العمال مع تدنى الأجور

ويعيش العمال حياة صعبة للغاية، مع تدنى الأجور وحرمانهم منها، وهو ما أشارت إليه وكالة "إيلنا" الحكومية للأنباء في 7 أكتوبر 2019، مؤكدة على أن العمال يعانون المزيد من تراجع القدرة الشرائية كل شهر؛ موضحة أن معدل الأجور للأسرة تجاوز 8 ملايين تومان.

وقالت: "لأول مرة ارتفعت تكلفة المعيشة في سبتمبر بمقدار 489000 تومان، وتجاوز معدل الأجور للأسرة 8 ملايين تومان ووصل إلى 8.074.000 تومان شهريًا؛ وهو ما يعني أن الأسرة المكونة من 3.3فرد ستحتاج في شهر سبتمبر 2019 إلى دخل قدره 8.074.000 تومان ، إذا أرادت توفير جميع متطلبات الحياة إلى حد مقبول نسبياً.

 

فقر مدقع وجوع مميت

وفي الوقت نفسه، حدد نظام الملالي، الحد الأدنى لأجور العمال في عام 2019، بـ 1.516.000 تومان، وبالتالي فإنّ ما يقرب من 15.000.000 عامل وأسرهم، أي حوالي 47.000.000 فرد، بمعنى أنهم يشكلون نصف سكان إيران، سيواجهون الفقر والجوع والحرمان أكثر من أي وقت مضى، بحسب الإحصاء الحكومي.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفقًا للإحصاءات الحكومية المعلنة، يعيش ما يقرب من 7.000.000 أسرة إيرانية لا يعمل منهم أحد سيقضون عمرهم في معاناة لا نهاية لها.

وكشف موقع "اقتصاد" على الإنترنت في 23 فبراير 2019، عن لوحة العمال العاطلين عن العمل، والذي أشار إليه المسؤولون الحكوميون صراحة على أنه التحدي الأكبر للنظام، وقال: " لقد ارتفعت نسبة الأسر التي لا يعمل منها أحد 6 في المائة في عام 2017 مقارنة بعام 2011 لتصل إلى 28 في المائة، وبعبارة أخرى، فإنّ حوالي 6.720.000 أسرة إيرانية من مجموع 24.000.000 أسرة لا يعمل منها أحد، وعاطلون عن العمل تمامًا ".

 

في ظل سلطة الملالي جيش الفقراء والجياع في إيران یتوسع

 

 اعترافات وسائل إعلام النظام

ودائما ما تعترف وسائل إعلام النظام عن الواقع الكارثي للعمال، ومنها ما كشفته قوة القدس الإرهابية في 11 سبتمبر 2019 في مقال بعنوان "1.7 نسيان 3.500.000 عامل في ورش العمل السرية" عن الطبيعة الوحشية والطبيعة المفترسة لحكم الملالي، وقالت: "طبقًا للتقديرات يوجد 3.500.000 عامل في ورش العمل السرية دون أي إحصاء عنهم في أي مكان على الإطلاق.

 

وأضافت: "هذه الورش غير رسمية وبدون لوحة، موضحة أن العمال الذين يعملون في ورش الخياطة في شارع "جمهوري" لا يحملون أي بطاقة عمل، بجانب الكثير من عقود العمل الموقعة على بياض، يشمل كذلك العمال في المساحات الخضراء، وعمال النظافة، والعمال الذين يعملون مع العديد من مقاولي توفير الطاقة المرتبطين بالمؤسسات الحكومية والعامة والخاصة، وفي حالة اعتراضهم يتم تسريحهم من العمل فورًا".

 

كما كشفت وكالة "إيلنا" الحكومية للأنباء في 7 أكتوبر 2019، عن وجه آخر من جريمة عناصر الحكومة المفترسين، مبينة أن نقابة العمال والحرفيين للبناء في مدينة بهبهان تضم أكثر من 3000 عضو، تطلب من البلدية لسنوات عديدة بناء قاعة مسقفة لإقامة عمال البناء، لكن البلدية ليست لها آذان صاغية ولم تعر بالموضوع اهتمامًا.

وأوضح المصدر أن أي عامل بناء يمكنه أن يعمل في نهاية المطاف لمدة 15 يومًا في الشهر، وأن العمال الذين لديهم عدة أطفال غالبًا ما يخجلون من أسرهم، وهو ما يؤكد حجم الكارثة التي يعيش فيها العمال في إيران.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة