الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتطفلات مطلقات!

طفلات مطلقات!

0Shares

بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

 

يطول الحديث عن مساوئ وسلبيات الفاشية الدينية الحاکمة في طهران خصوصا عند التعمق والغوص في التفاصيل والجزئيات، فنظام الملالي القرووسطائي الذي يحکم بمنطق أکل عليه الدهر وشرب، قد نال ظلمت وتعسفه وجوره اللامحدود کل جوانب الحياة في إيران، ولاغرو إن الجانب الاجتماعي قد طاله ضرر لاحدود لوصفه وبشکل خاص للشريحة النسائية التي يتميز هذا النظام الوحشي المتخلف بعدائها الشديد لها، حتى إنه قد قام بسن القوانين التي تٶکد على ذلك وتفصح عن ماهيته البشعة اللاإنسانية.

الزواج المبکر الذي يشجعه نظام الملالي ويحث ويحفز عليه لأنه يتفق مع عقليته الرجعية العفنة خصوصا وإن برلمان هذا النظام المعادي للمرأة والانسانية لايزال يصر على عدم المصادقة على مشروع قانون منع العنف ضد المرأة وكان ذلك فقط من أجل التبني العاجل لمشروع حظر الزواج للفتيات دون 13عاما والذي لم يتوصل بعد إلى نتيجة نهائية! تصوروا تزويج طفلات في سن ال13 عاما وجعلهن ربات بيوت وزوجات لرجال يکبروهن في أغلب الحالات بعشرات السنين، وهذه المأساة الاجتماعية يمکن أن ندرك ونتفهم جانبا منها عندما نرى إنه ووفقا للإحصاءات الحكومية، هناك ما يقارب 24 ألف أرملة دون سن الثامنة عشرة في إيران!! أي إننا لدينا طفلات مطلقات في ظل حکم الفاشية الدينية القرووسطائية، حيث إنه غالبا ما تؤدي حالات الزواج دون 18 عاما إلى الطلاق. وتحتل محافظة خراسان الرضوية المرتبة الأولى من حيث حالات الزواج المبكرفي إيران وأذربايجان الشرقية في المرتبة الثانية بهذا الخصوص.

هذا الواقع الاجتماعي المزري الذي يتم في ظله إلحاق أکبر ظلم بالشريحة النسوية في إيران بحيث إن «معصومة آقابور» نائبة رئيس كتلة المرأة في برلمان الملالي وصفت خلال إجتماع بشأن منع العنف ضد المرأة بمدينة تبريز بأن حالات الزواج المبكر هي واحدة من الأمثلة على العنف ضد المرأة وهو في الواقع أكبر ظلم ضد الفتيات والنساء المستقبلات في إيران. وتعترف آقابور بأنه وفيما يتعلق بالزواج المبكر إنه عندما ننظر إلى الإحصائيات الرسمية نرى أن هذا هو مشكلة كبيرة لمجتمعنا الحالي وأننا بحاجة إلى طريقة عملية ومنطقية لإزالة هذه السمعة البشعة من المجتمع الإيراني. مٶکدة في جانب آخر بأن"العنف المنزلي ضد النساء قد تجاوز الحد في المجتمع" وهنا لابد من الالتفات الى ماقد أعلن عنه خبراء اجتماعيون مؤخرا أن العنف المنزلي ضد النساء في إيران قد ارتفع بنسبة 20% خلال عام 2017.

التغيير الجذري في إيران ضرورة ملحة لايمکن أبدا تجاهله، وهو لن يتم أبدا إلا بإسقاط هذا النظام، وإن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والتي تعتبر المدافعة الاکبر في إيران حن حقوق الانسان عامة وعن حقوق المرأة خاصة، قد أکدت دائما من إنه ليس هناك من أي أمل في أي تغيير إيجابي في ظل هذا النظام وبشکل خاص فيما يتعلق بالمرأة لأن هذا النظام قد بني على أساس معاداة الانسانية بصورة عامة وعلى معاداة وکراهية المرأة بصورة خاصة ولذلك لايوجد أي حل إلا بإسقاطه.

الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة