الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتطريق لاعودة منه

طريق لاعودة منه

0Shares

بقلم:فاتح المحمدي

 

على مر الاعوام الماضية، کان هناك دائما الکثير من الخيارات و السبل متاحة أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للتعامل مع شعبه و المنطقة و العالم، وکان هذا النظام يستفاد من ذلك کثيرا ولاسيما عندما کان يزاوج مابينها لکي يقوم بتمويه الامور أکثر و يجعلها مضمونة من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، لکن لم يعتقد أو يصدق هذا النظام من إنه سيأتي يوم تتقلص فيه خياراته الى أبعد حد الى الحد الذي سيبدو فيه کالسائر في طريق ذو إتجاه واحد!

الحديث عن ما قام به هذا النظام طوال أربعة عقود تجاه شعبه و أطراف المقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق خصوصا، هو حديث طويل جدا ولايمکن أن يکفيه هکذا مجال ضيق و محدود، لکن من الواضح إنه قد إستفاد کثيرا من الامکانيات الهائلة التي کانت متاحة أمامه و التي کان من المفروض أن تصرف لخدمة تقدم الشعب و رفاهيته و تطوير مختلف المجالات، لکنه بدلا من ذلك صرفها في قمع الشعب و محاربة المقاومة الايرانية و ضمان بقائه و إستمراره، ولذلك فليس بغريب أن نرى اليوم إن النظام يعطي الاولوية و الاهمية القصوى للنواحي الامنية على غيرها، إذ لايهمه شعب فقير أو جائع ولاجيوش العاطلين و الاطفال العاملين في النفايات و لا النساء المعيلات، بل المهم عنده دائما هو أمنه الذي يضمن بقائه و إستمراره!

هذا النظام بعدما أهدر ثروات و إمکانيات الشعب الايراني في أمور و قضايا تخدم مصالحه الضيقة، وصل اليوم کما هو الحال مع کل نظام ديکتاتوري قمعي معادي لشعبه و للقوى الوطنية، الى طريق مسدود، وکما اقلنا إنه يسير في طريق ذو إتجاه واحد ولکنه في النهاية مسدود، ذلك إن تراکم المشاکل و الازمات على بعضها و ماينجم ذلك عن إيجاد مشاکل و ازمات جديدة، تجعل من الصعب السيطرة على الاوضاع و الامور کما کان الحال في الاعوام السابقة، خصوصا بعدما صار معظم الشعب يعيش تحت خط الفقر و يعاني من أوضاع وخيمة جدا على کافة الاصعدة، وإن الشعب الذي لم يعد يرى سوى الاصفاد وهي تغل يديه، فإنه عندئذ ليس لديه مايخاف عليه، وطالما إن الموت يهدده فمن الافضل أن تکون هذه الميتة من أجل حريته و ضد النظام الذي سلبه کل شئ!

بعد 40 عاما من التصرف و التلاعب بمقدرات الشعب الايراني و صرفها في مجالات و أمور تتعارض و مصالح هذا الشعب، فإن النظام يقف اليوم ليواجه نتيجة أعماله و ماإرتکبه من جرائم و مجازر و إنتهاکات و يدفع ثمنها خصوصا عندما قام بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق فقط لکونهم يحملون أفکار و مبادئ هذه المنظمة و يٶمنون بها، وکما قام هو بالسعي من أجل سد الطرق کلها على شعبه و المقاومة الايرانية، وکان ذلك هو المستحيل بعينه لأن الحرية لايمکن أن تقهر، فإنه يقف أمام طريق مسدود لأن الديکتاتورية مهزومة و مدحورة مهما طال الزمن فذلك من سنن التأريخ التي لامناص منها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة