الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومضبابية الملالي تحيّر الاطراف الدولية

ضبابية الملالي تحيّر الاطراف الدولية

0Shares

ضبابية الملالي تحيّر الاطراف الدولية- اوقع تضارب تصريحات رموز النظام الايراني بعض الاطراف الدولية في حيرة حول النتائح المحتملة لمحادثات الملف النووي الجارية في العاصمة النمساوية.

من جهته وصف رئيس الفريق التفاوضي الايراني علي باقري الجولات الست السابقة بانها مسودة وليست اتفاقية، والمسودة أيضًا محل تفاوض، وبالتالي كل قضايا الجولات الست الاخيرة قابلة للتفاوض، ترافق ذلك مع تاكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية خطيب زاده بعد الجولة الأولى من المحادثات على ان ما يجري في فيينا يركز على رفع العقوبات، مشددا على عدم القبول بأقل من ذلك ورفض التعهد بالتزامات أكثر مما ورد في خطة العمل الشامل المشتركة في المجال النووي.

في المقابل لم يخل الامر من ايحاءات الاستعداد لتقديم تنازلات حيث جاء في تصريح صحفي سابق لخطيب زاده انه “إذا وجدت الولايات المتحدة طريقا لرفع العقوبات، بإمكانها الحصول على تذكرة للعودة إلى الاتفاق النووي” مما يعني استعداد  النظام الايراني للتخلي عن موقفه المتمثل في رفض التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة والجلوس على طاولة المفاوضات ما لم تعلن الادارة الامريكية عن رفع العقوبات.

تلتقي هذه التصريحات مع تطمينات الرئيس ابراهيم الرئيسي للرئيس الفرنسي خلال اتصال هاتفي حيث نقل عنه التلفزيون الرسمي الايراني قوله ” لا تقلقوا على الإطلاق من وفاء إيران بالتزاماتها إذا رفع الأمريكيون العقوبات ووفى الأوروبيون بالتزاماتهم، “.

تدلل مثل هذه التصريحات على  انسحاب الملالي من بعض مزاعمهم بما في ذلك الإصرار على أن “الجولات الست السابقة من المفاوضات مسودة وليست اتفاقًا” وأن المفاوضات يجب أن تبدأ من الصفر، ويأتي هذا التراجع نتيجة لعدم توازن القوى المتفاوضة وضعف النظام والمأزق الذي وصل اليه الامر الذي يؤكد مجددا على أن تبجحات النظام ومبالغته تاتي لغرض الاستهلاك الداخلي وخداع الجمهوره الذي يجد تناقضا بين اعتبار التفاوض الخيانة و الذهاب إلى فيينا.

 ويلتقط الايرانيون في الداخل قراءات اخرى للمشهد، بينها ما عبر عنه جلال ساداتيان السفير السابق لدى المملكة المتحدة حين اكد عدم وجود خيارات أمام الجمهورية الإسلامية سوى التفاوض  مستبعدا استخدام روسيا والصين حق الفيتو في حال انتقال الملف النووي الى مجلس الامن، وتاتي في هذا السياق سخرية رئيس اللجنة الأمنية السابق في مجلس الشورى فلاحت بيشة من الفريق المفاوض وإيماءاته الدعائية وقوله بانه لم يكن فريق التفاوض بحاجة إلى المغادرة إذا أراد الإدلاء ببيان في طهران.

يحاول الولي الفقيه علي خامنئي توظيف التناقضات وزوابع التصريحات في هدفه الرئيسي المتمثل في انهاك الخصم للحصول على بعض المكاسب التي تحفظ ماء الوجه وتأجيل “تجرع السم” متجاهلا حقيقة ان عامل الوقت لا يلعب في صالح النظام ، وان استمرار العقوبات وتكثيفها يقرب لحظة الانفجار الداخلي.

وفي جميع الاحوال لم يعد امام نظام الملالي سوى تجرع كأس الاتفاق النووي الثاني والتخلي عن مشاريعه النووية والصاروخية والقوى العاملة له بالوكالة، والانسياق وراء سلسلة من تنازلات لا نهاية لها و تسريع الية الانتحار.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر قراءة