السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانصمت خامنئي والعجز في اتخاذ القرار

صمت خامنئي والعجز في اتخاذ القرار

0Shares

«الوقوف باستمرار سيعود بالألم للظهر والرجل»! كان هذا هو جوهر تصريح روحاني يوم 26 أغسطس للاستخفاف بخط قوات الحرس والدعاية التي تروجها زمرة خامنئي من أجل المقاومة. تصريح روحاني تم تفسيره بأنه إشارة إلى استعداد النظام للتفاوض مع الولايات المتحدة.

بعد ذلك بوقت قصير، انهالت ردود أفعال على هذا الموقف على داخل النظام كموجة من الأزمات. كانت إحدى موجات الأزمة هي: ألم يقل خامنئي إن المفاوضات سم قاتل؟ ألم يقل روحاني نفسه لأمريكا قبل فترة طويلة هل أن البلدان مجنونة للتفاوض معك؟ امتد نطاق هذه الأسئلة إلى دور خامنئي في عملية التفاوض، وأصبح أحد القضايا التي أثارها المسؤولون في كلتا الزمرتين في السلطة. من ذلك الوقت، الجميع يبحث عن خامنئي. يبدو كما لو أن الولي الفقيه اختفى مرة أخرى في منعطف خطير آخر يمر بنظامه ورحى الأمور تدور حول التوازن الناجم عن الصراع بين الفصائل! إن نظرة سريعة على ردود الفعل على هذا الموقف والإمعان في الوضع المتأزم المتناقض الذي يعيشه النظام، يظهر تفاقم حالة الجمود التي يعاني منها النظام.
 
توتر في داخل مجلس شورى نظام الملالي
كان مجلس شورى النظام آحد مراكز بروز التناقضات الداخلية للنظام حيث تم فيه طرح تساؤل: لماذا أعلن روحاني استعداده للتفاوض رغم رفض خامنئي التفاوض؟
في 27 أغسطس، قرأ أحد أعضاء هيئة رئاسة المجلس نصا في جلسة علنية للمجلس: «إخطار السادة سيد محمد جواد أبطحي، وأحد أزادي خواه، وأحمد أمير آبادي فراهاني، ومحمد مهدي زاهدي ، إلى جانب 80 من الزملاء الآخرين … إلى رئيس الجمهورية المحترم..

ما هو سبب اتخاذكم مواقف خلاف مواقف القيادة (خامئنئ)؟ لماذا تحاولون التفاوض مع رجل وصفته أنت بالمعتوه وقال المرشد الأعلى أننا لن نتفاوض مع حكومة الولايات المتحدة على الإطلاق ، وهذا سمّ قاتل». 
 
الخروج من الخط؟!
كما زعم بعض أعضاء زمرة خامنئي أن روحاني كأنه قد خرج من خط الولي الفقيه في مسألة المفاوضات.
قال سيد هادي سيد أفقهي، أحد عناصر زمرة خامنئي، في 27 أغسطس، «لقد اعتبرت القيادة أصل التفاوض مع الولايات المتحدة سمًا، واعتبرت المفاوضات مع الحكومة الأمريكية سما مضاعفًا. لذلك، يمكن اعتبار هذا بمثابة حكم من جانب سماحته. هل هناك حق في الاجتهاد لمثل هذه القضية الخطيرة (التفاوض مع الولايات المتحدة) ضد هذا الحكم؟».
 
ظل خامنئي وراء طلب روحاني للمفاوضات
من ناحية أخرى، أظهرت الزمر المنتسبة إلى روحاني بالإجماع ظل خامنئي وراء تصريحات روحاني وأكدوا أن الأمور تسير بشكل جيد واطلاع خامنئي بذلك:
• قالت طيبه سياووشي في مجلس شورى النظام في 27 أغسطس: «من الواضح أن المحادثات أجريت على أساس المصالح الوطنية وبموافقة من المسؤولين الكبار للبلاد، بحيث ينبغي للأصدقاء داخل البلاد توخي الدقة عند التعليق وذلك لضرورة الحاجة للحفاظ على التماسك الوطني وعلى الصعيد الدولي».
مصطفى كواكبيان، عضو آخر للمجلس، قال في اليوم نفسه:
«بعض الزملاء يصورون الأمر كأن السيد روحاني يريد الاجتماع والتفاوض مع ترامب غدًا ، في حين أن ذلك ليس واقعيًا… إلى جانب أن السيد روحاني ملتزم تمامًا بالامتثال لأوامر القيادة و إذا كان من المقرر إجراء مفاوضات، فبالتأكيد يتم النقاش قبله على ذلك في اجتماعات رفيعة المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي، بالتنسيق مع القيادة … لذلك أقول للأصدقاء الذين ينتقدون رئيس الجمهورية ويريدون إضعاف روحاني في أسبوع الحكومة بدلاً من الثناء عليه ، أقول لهم بعض الصبر ، وبالتأكيد تم النقاش على ذلك على المستويات العالية ، الأمر ليس بسيطًا مثلما نظن نحن أنه إذا صرخنا فلا يتم تنفيذ ذلك أو إذا بقينا صامتين يتم تنيفذه. بالتأكيد هناك تدابير متخذه حسب مصالح البلاد».

وهكذا ، فإن مكان خامنئي، على الرغم من صمته الوقتي ، يبرز واضحًا بين «نهاية صبر المقاومة» والخوف من «الاحتجاجات الاجتماعية». النقطة ذاتها التي أنكر نفسه قائلاً، «ليس لدينا طريق مسدود»، لكن في الواقع، النظام برمته معلق في نهاية طريق مسدود.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة