الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانصحيفة الجارديان تغطي على سلوك طهران

صحيفة الجارديان تغطي على سلوك طهران

0Shares

اوروآسيا

25 يوليو ، 2019 ستروان ستيفنسون

 

عندما كان حرس الملالي المدجج بالسلاح من القوة العسكرية الإيرانية المدرجة في قائمة الإرهابيين قد هبط من طائرة مروحية على سطح ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا وهي تُبحر في المياه الدولية، قد يكون قراء صحيفة الجارديان مرتبكين قليلاً.  لقد قام نظام الملالي بتنفيذ هذا العمل الصارخ للقرصنة في مضيق هرمز وهو النظام الذي طالما سعت صحيفة الجارديان مرارًا وتكرارًا إلى الدفاع عنه واسترضائه، وشجبت تجديد إدارة ترامب للعقوبات ضد إيران بعد انسحابها من صفقة أوباما النووية المعيبة للغاية.  قبل أيام فقط من الاستيلاء غير الشرعي على  ناقلة النفط البريطانية  Stena Impero، كانت صحيفة الجارديان قد نشرت مقالًا مطولًا كررت فيه مزاعم مزعجة وهجومية تستهدف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي تمثل المعارضة الديمقراطية الرئيسية لنظام الملالي الفاشي المتطرف نقلًا عن مراسلها شون ووكر في تيرانا، وتطرق المقال إلى شجب التجمع الحاشد الذي نظمته منظمة مجاهدي خلق بنجاح في مجمعها الجديد في ألبانيا، وحضره المئات من كبار الشخصيات والزعماء السياسيين الدوليين، بما في ذلك المستشار القانوني للرئيس ترامب، رودي جولياني، والسيناتور الديمقراطي السابق والمرشح لمنصب نائب الرئيس، جو ليبرمان، والنائب البريطاني المحافظ ماثيو أوفورد، والسياسي السابق في حزب العمل البريطاني السيد آلان ميال.

وعلى عكس ادعاءات الجارديان، فإن المؤتمر الذي استمر خمسة أيام في أشرف الثالث حظي بدعم العديد من النواب من اليسار واليمين في البرلمانات الإيطالية والفرنسية والبريطانية.  لقد جمعهم هدفًا واحدًا مشتركًا ألا وهو إدانة نظام الملالي ودعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.  يسعى الكاتب إلى تشويه الحقيقة وخداع قراء الجارديان؛ حيث ادعى المقال أن معسكر منظمة مجاهدي خلق، يدعى أشرف الثالث، يقع في موقع سري مسيج بجدران عازلة، حيث يعيش فيه أكثر من 2000 عضو من أعضاء منظمة مجاهدي خلق.  مكررًا دعاية المخابرات الإيرانية التي تهدف إلى تشويه سمعة منظمة مجاهدي خلق، وزعم شون ووكر بأن حركة المعارضة هي جماعة غامضة تحظى بدعم ضئيل داخل إيران وتتسم بالعديد من الصفات الشبيهة بالطائفة، حُكم عليها بالموت في القاعدة الغامضة في ألبانيا بسبب قواعد العزوبة القسرية.

 

 أين هو خطأ منظمة مجاهدي خلق، التي تسير على غرار العديد من حركات المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية في النرويج وفنلندا وفرنسا وبولندا وغيرها، في مواجهة الديكتاتورية الفاشية التي تشكل تهديدًا للعالم الحر؟ وبصفتي سياسي أوروبي وكأسكتلندي، فإنني على يقين تام بأن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تستحق الإشادة لما قدمته من تضحيات من أجل إيران حرة.  بالإضافة إلى ذلك، وصف شون ووكر منظمة مجاهدي خلق بأنها "في الأصل مجموعة إسلامية ماركسية" تزعم أنها "انتهى بها المطاف في المنفى والقتال ضد نظام الملالي في إيران من قاعدة في العراق في عهد صدام حسين"، وهو استنساخ دقيق للدعاية الإرهابية الإيرانية ضد الجماعة .

 إن مقالة ووكر هي واحدة من العديد من المقالات التي نشرتها الجارديان والتي تظهر العداء السافر تجاه مجاهدي خلق.  في نوفمبر 2018 تم نشر مقال مكون من 6500 كلمة في 3 صفحات بقلم أرون رضا ميرات ، وهو أشهر دمية في يد نظام الملالي . وكتبتُ على الفور خطاب اعتراض على المحرر، لكن صحيفة الجارديان لم تنشر ردي؛ ولا ردود  المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والعديد من المشرعين البريطانيين الآخرين ـ على الرغم من أن النظام الإيراني معروف جيدًا بشراء النفوذ في بعض ما يسمى بالمنشورات الغربية اليسارية، فلماذا ينبغي لصحيفة مثل الجارديان أن تتناول مثل هذه الافتراءات السخيفة والمشينة، التي يروج لها نظام منبوذ معترف به على نطاق واسع كراعٍ دولي للإرهاب، وهذا أمر غير مفهوم. 

في الواقع ، فإن إلقاء القبض على عملاء إيرانيين في أوروبا وأمريكا مؤخراً، بمن فيهم دبلوماسي إيراني، كانوا يخططون لتنفيذ اغتيالات وهجمات إرهابية ضد أعضاء المعارضة الإيرانية، دليل على النوايا الخبيثة هذا النظام.  يمكن مقارنة الادعاءات الفاضحة والتشهيرية ضد مجاهدي خلق على قدم المساواة مع آلاف المؤيدين من جميع الأحزاب السياسية ومن خلفيات دينية وعرقية مختلفة، الذين يعتقدون أن مجاهدي خلق وزعيمته الكاريزمية السيدة مريم رجوي، تقدم ديمقراطية قادرة على البقاء بديلًا للنظام الحالي القاتل والكاره للنساء في إيران.  أصبحت إيران الآن، على الرغم من ثقافتها الغنية والمتحضرة والمفتوحة ، منبوذاً دولياً ، حيث تم إدانة نظام الملالي الفاشي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وتصدير الإرهاب ، في حين أن مواطنيها البالغ عددهم 80 مليون نسمة مثقلين بالأعباء ، وأكثر من نصفهم لم يبلغ الثلاثين من العمر, يكافحون من أجل إطعام أسرهم. هذا نظام يعذب السجناء السياسيين ويغتصبهم ويضطهدهم ويعدمهم.  إن النظام  الذي يجلد ويضرب ويبتر الأطراف ويفقء العيون ويعلق الناس على الملأ.  نظام أعدم أكثر من 3500 شخص ، بمن فيهم النساء والأطفال ، منذ أن أصبح ما يسمى "بالمعتدل" حسن روحاني رئيسًا للبلاد. دكتاتورية تحكم بالفساد والرشوة والابتزاز وبث الرعب واعتقلت أكثر من عشرة آلاف محتج سلمي وسجنتهم خلال الانتفاضة المستمرة التي اندلعت في جميع أنحاء إيران على مدار الثمانية عشر شهراً الماضية ، حيث تعرض العديد من أولئك المعتقلين للتعذيب حتى الموت أو اختفتوا ببساطة. ولدى الأمم المتحدة الآن أدلة دامغة على قيام نظام الملالي بإعدام أكثر من 30000 من أنصار مجاهدي خلق بدون محاكمة في صيف عام 1988. لقد كان ذلك من الفظائع التي يجب اعتبارها جريمة ضد الإنسانية وأحد أكثر جرائم القتل الجماعي بشاعة في أواخر القرن العشرين. نُفذت عمليات الإعدام الجماعي في السجون في جميع أنحاء إيران ، بموجب فتوى أصدرها آية الله روح الله الخميني.  وافقت "لجنة الموت" المكونة من أربعة مسؤولين كبار على جميع عمليات الإعدام.  وبشكل لا يصدق، تمت إقالة مصطفى بور محمدي ، أحد أعضاء "لجنة الموت" هذه ، والذي كان وزيرًا للعدل في عهد الرئيس حسن روحاني حتى منتصف عام 2017 عندما أصبح دوره في عمليات القتل معروفًا على الملأ ، وحل محله علي رضا آوائي ، الذي كان هو نفسه من الجلادين البارزين أثناء مذبحة عام 1988 ، وفي منصبه كمدعي عام في مدينة دزفول . وتم إدراج على رضا آوائي  في قائمة الاتحاد الأوروبي الإرهابية لسنوات.  ولا يزال أعضاء آخرون في لجنة الموت لعام 1988 يشغلون مناصب بارزة في إيران. 

إن ما يدعو لحيرتي الآن هو أن الجارديان ترفض تقديم أي من هذه الحقائق.  لقد أصبحت أعمال القتل الوحشية الشنيعة معالم مروعة في تاريخ الاضطهاد والطغيان في إيران المعاصرة. هذا نظام يؤمن بأخذ الرهائن ، مثل الأم البريطانية الإيرانية الشابة نازنين زاغري راتكليف ، المسجونة بتهمة التجسس.  لا توجد عدالة في إيران.  ولهذا السبب ازداد مواطنوها غضبًا وإحباطًا إزاء القسوة والفساد الاجرامي للملالي وقرائتهم التطرفية من العصور الوسطى المشوهة للإسلام.  من المحير أن يقوم الجارديان بالتدخل في العمل يداً بيد مع نظام الملالي وجهاز مخابراته من خلال تكرار الأكاذيب والإتهامات التي وجهها الملالي ضد منظمة مجاهدي خلق. 

وقبل احتجاز ناقلة النفط البريطانية  Stena Impero في نهاية الأسبوع الماضي ، قام الملالي بتخريب 6 ناقلات نفط في المنطقة ، وأسقطوا طائرة أمريكية بدون طيار وقاموا بتزويد الحوثيين في اليمن بالصواريخ لإطلاق النار على المملكة العربية السعودية.  إنهم يوفرون الأسلحة والأفراد لدعم بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية الوحشية في العراق وحماس في فلسطين.  الآن أضاف هذا النظام الإجرامي القرصنة الدولية إلى قائمته الطويلة من الانتهاكات.  هذا ليس نظامًا يجب استرضائه أو تهدئته ، إنه نظام شرير يجب إسقاطه.  ولهذا السبب ، يُنصح صحفًا مثل الجارديان بإظهار بعض الدعم والتعاطف لجماعات المعارضة الديمقراطية الشرعية مثل مجاهدي خلق ، بدلاً من الانغماس في تشويه سمعتهم.   

 

ستروان ستيفنسون هو منسق حملة من أجل التغيير في إيران وكان عضوًا في البرلمان الأوروبي ممثلًا  لاسكتلندا (1999-2014) ، ورئيس لجنة البرلمان للعلاقات مع العراق (2009-14) ورئيسًا لمجموعة أصدقاء إيران الحرة المشتركة (2004-14 ، وهو محاضر دولي في الشرق الأوسط ورئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق (إيفا)

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة