الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتشعلة الحرية التي لن تنطفئ

شعلة الحرية التي لن تنطفئ

0Shares

بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

عندما تٶکد معاقل الانتفاضة في سائر أرجاء إيران عزمها وتصميمها على مواصلة درب الشهداء ال30 ألفا من الذين ضحوا بأرواحهم في صيف عام 1988 دفاعا عن الحرية وعن کرامة وعزة الشعب الايراني، وعندما يعلن أبناء الجالية الايرانية عن عقدهم لملتقى دولي کبير في 30 عاصمة ومدينة رئيسية في أوربا وأمريکا الشمالية بمناسبة الذکرى ال30 لمجزرة إعدام 30 ألف مناضل حر شريف من أجل الحرية، فإن ذلك أفضل تأکيد عملي على إستحالة مصادرة الحرية وإستحالة إنطفاء شعلة الحرية في إيران طالما بقيت منظمة مجاهدي خلق واقفة على قدميها.

إقدام المجرم المقبور الملا خميني على إصدار فتواه المشٶومة بتنفيذ أحکام الاعدام بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق ممن کانوا يقضون أحکامهم القضائية الصادرة من محاکم نظام الملالي في عام 1988، جسدت حقيقتان هامتان يجب الانتباه لهما: الاول؛ هو مدى دموية النظام ووحشيته الاستثنائية وعدم تورعه عن إرتکاب أية جريمة مهما کان حجمها ونوعها، والثاني هو مدى وحدود الخوف الاستثنائي للنظام ومن جانب الملا خميني نفسه من دور ومکانة منظمة مجاهدي خلق وجدية نضالها من أجل الحرية والديمقراطية في إيران، ولذلك فإن هذه الجريمة هي في الحقيقة جريمة ضد الشعب الايراني حيث کان هدف الشهداء ال30 ألفا النضال من أجل الحرية وعدم الاستسلام والخضوع للقمع والاستعباد، ولذلك فإن الشعب الايراني في الداخل والخارج ومن مختلف الشرائح والاطياف يقفون بإجلال وإحترام لهٶلاء الشهداء ويحرصون على مواصلة دربهم ومسيرتهم حتى تحقيق الاهداف السامية التي کانوا يسعون إليها.

المأزق الکبير الذي وقع فيه هذا النظام من جراء إرتکابه لهذه الجريمة البشعة والتي صارت تلاحقه ککابوس يقض مضجعه ويسلب الراحة والطمأنينة منه، ولاريب من إن کل الادلة والمٶشرات تٶکد بحتمية إن هذا النظام لابد له في نهاية المطاف من أن يدفع ثمن إرتکابه هذه الجريمة ولابد لکل ملا ومسٶول مجرم شارك أو ساهم فيه أن يقف أمام منصة العدالة ليتلقى جزاءه عما قام به.

مجزرة صيف عام 1988، ومع إنها کانت مأساة کبيرة أدمت وأحزنت قلوب کل أحرار العالم وجعلهم في حالة من الذهول على ضخامة وبشاعة الجريمة، لکنهم الان يفتخرون بأن هذه المجزرة وتلك الارواح ال30 ألفا صارت بمثابة شعلة کبيرة وضاءة للحرية ولايمکن أبدا أن تنطفئ، بل وإن النظام وبعد أن شعر برعب کبير من الملتقى الکبير الذي جرى في 25 من الشهر الجاري والاصداء الواسعة التي حققتها في وسائل الاعلام، صار يعلم جيدا من إنه لايمکن أبدا أن ينجو من القصاص الذي ينتظره بفارغ الصبر.

الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة