الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتشعب يتلقى الکلام فقط

شعب يتلقى الکلام فقط

0Shares

بقلم:نجاح الزهراوي

 

بعد مضي 4 عقود على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الشعب الايراني عندما ينظر ذات اليمين وذات الشمال ليرى مالذي حققه له هذا النظام من مکاسب طوال هذه المدة، ومٶکد إنه سيجد نفسه أمام البرنامج النووي الذي تم صرف مئات المليارات عليه وصار سببا لأسوأ عقوبات دولية تفرض على إيران، کما إنه سيرى الصواريخ الباليستية التي قد تدخل البلاد في مواجهة قد تحرق الاخضر واليابس، الى جانب إنه"أي الشعب"، يرى إن مليارات أخرى تذهب الى أحزاب ومنظمات وميليشيات في بلدان المنطقة تعتبر بمثابة أذرع للنظام هذا ماعدا قوات الحرس الثوري وقوات التعبئة المخصصة أساسا لقمعه، فعندئذ يعلم الشعب الايراني لماذا وصل به الحال الى هذه الاوضاع الوخيمة.

صرف 800 مليار من عائدات النفط الايراني طوال العقود الاربعة الماضية من دون أن يساهم ذلك في تحسين أوضاع الشعب الايراني وتوفير الرفاهية له أسوة بالعديد من شعوب المنطقة التي توجد في بلدانها البترول، تدفع الشعب الايراني ليس الى الإصغاء للإنتقاد الاخير الذي وجهه وزير الخارجية الامريکي مايك بومبيو والذي إنتقد فيه" استمرار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إنفاق الأموال على الجماعات الإرهابية بينما يعاني الشعب الإيراني تحت وطأة الظروف المعيشية والاقتصادية المتدهورة."، بل وحتى الاقتناع به.

الشعب الايراني سوف يصغي وبإمعان ودقة لتغريدة أخرى لبومبيو حيث يقول فيها: "يجب على خامنئي أن يقرر ما إذا كان إنفاق أموال الشعب الإيراني على الشعب الإيراني أكثر أهمية من اختراع خطط لتمويل الأسد وحزب الله وحماس وإرهابيين آخرين"، وبطبيعة الحال، فإن النظام الايراني يرد على هکذا تصريحات بکلام ليس فيه من أي معنى للشعب الايراني، ذلك إنه کلام مطاطي وفيه الکثير من المراوغة والخداع والتمويه واللف والدوران، حيث إنه يريد بطريقة وأخرى التغطية على إهداره لأموال الشعب الايراني ويرکز على مقولاته وشعاراته التي أکل عليها الدهر وشرب بخصوص مواجهة مٶامرات ودسائس الاستکبار العالمي!

الشعب الايراني ومنذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، يقوم بتنظيم إضرابات وتظاهرات وإعتصامات ضد النظام إحتجاجا على أوضاعه المعيشية الصعبة وعلى مايعانيه من ظروف وأوضاع صعبة في ظل حکم هذا النظام، يجد نفسه مقتنعا أشد الاقتناع بالشعار الذي رفعته منظمة مجاهدي خلق والمطالب بإسقاط النظام وإعتبار ذلك بمثابة الحل الوحيد لکافة المشاکل والازمات التي يعاني منها، وإن الشعب الذي لم يتلقى من هذا النظام وطوال 40 عاما غير الکلام فإنه قد صمم على أن يرفض هذا الاسلوب ورفض هذا الاسلوب يعني المواجهة الحاسمة مع النظام إذ وکما نعرف لايمکن أبدا لهذا النظام أن يتخلى عن نهجه ومخططاته إلا بالاسقاط.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة