الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومشرخ وانقسام في نظام الملالي من قمة الرأس حتى أخمص القدم

شرخ وانقسام في نظام الملالي من قمة الرأس حتى أخمص القدم

0Shares

يشتد تأثير ضربة تعرض لها النظام جراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وانعكاساته يوما بعد يوم مما يشعل الصراع بين الزمر أكثر فأكثر. ومن أحدث النماذج يمكن الإشارة إلى الصراع بين مجلس الخبراء والحكومة وعصابة روحاني على الاتفاق النووي ومواصلة القضية. وفي هذا الشأن أصدر مجلس الخبراء يوم 13أيار/ مايو بيانا ضد روحاني ولتبرئة وتبييض خامنئي نفسه بشأن فضيحة الاتفاق النووي مطالبا بتعذر روحاني من المواطنين.

ولكن وقبل أن يجف حبر البيان ـ حسب القول المعروف ـ شكك عدد من أعضاء مجلس الخبراء في البيان حيث استهجنوه واستخفوا به.

والملا أبطحي من أعضاء مجلس الخبراء أعلن أن بيان مجلس الخبراء لا يعكس آراء جميع الأعضاء ولو لم نكن مطلعين لما وقعنا عليه.

وهل يأتي هذا الصراع والخلاف تواصلا لنفس الخلافات والنزاعات التي كانت تجري في النظام دوما أو هل يعد ذلك ظاهرة جديدة بميزاتها الخاصة؟ وبقدر ضئيل من التأمل يمكن أن نلاحظ أن هذه الصرعات تعد من جهة تواصلا لنفس الخلافات ولكن ومن جهة أخرى يعتبر نوعية جديدة من تكاثف وتزايد وتطور تلك الخلافات لأنه:

أولا: انتقل الصراع والنزاع إلى رأس النظام وأعلى نقطة في هرم السلطة في النظام.

ثانيا: طال الصراع والنزاع جميع الأجهزة والمؤسسات في النظام من مجلس شورى النظام حتى مجلس الخبراء وحتى قوات الحرس والحكومة والسلطة القضائية وما إلى ذلك.

ثالثا: نلاحظ في هذه المؤسسات ذاتها الشرخ والانقسام أيضا. وعلى سبيل المثال نلاحظ في المجلس نزاعات بين ممثلي كلتا الزمرتين. كما لم يسبق له مثيل في مجلس الخبراء أن يتخذ المجلس موقفا ويصدر بيانا ثم يعارضه بعض الأعضاء ويتحدثون ضده.

كما نشاهد هذه الانقسامات في الزمر في زمرة روحاني وحتى داخل الحكومة. وعلى سبيل المثال يتخد مستشار حكومة روحاني موقفا ضد وزير في هذه الحكومة أو ينتقد العناصر ووسائل الإعلام التابعة لهذه الزمرة روحاني من مختلف الجوانب.

وهل يقتصر الصراع والنزاع على مجلس الخبراء والحكومة وهما كيانان عاليان في النظام؟ ولذلك نسمي ذلك بالخلاف والانقسام والشرخ في رأس النظام؟!

لا، والمقصود من رأس النظام هو خامنئي وليس إلا حيث قال يوم الأربعاء المصادف 22نيسان/ إبريل 2018: قلت إذا أردتم خوض الاتفاق فعليكم أخذ ضمانات لازمة وثم الاتفاق. وأحد الشروط التي ذكرتها هو توقيع الرئيس الأميركي عليه. وبذل المسؤولون المحترمون جهودا وتعبوا ولكن لم ينجزوا. وأضاف خامنئي أنني لا أثق بهذه البلدان الثلاث … وإذا تمكنتم من أخذ الضمانات وذلك طيب، غير أنني أستبعد ذلك الأمر. وإذا لم تتمكنوا من أخذ ضمانات قطعية فلن يعود يمكن مواصلة الاتفاق النووي.

وعقب ذلك عرضت زمرة روحاني لخامنئي من خلال بيانات مختلفة في وسائل الإعلام منها في جلسة عقدت في المجلس بتأريخ 13أيار/ مايو أنه تم التوقيع على الاتفاق النووي تحت قيادة وإشراف خامنئي منذ اليوم الأول حتى اليوم الأخير. وبعد ذلك بذل الإعلاميون لخامنئي قصارى جهدهم ليثبوا أن خامنئي كان قد قدم هذه النصائح غير أن حكومة روحاني ضربتها عرض الحائط.

واللافت هو أن طرفي الصراع رغم الاطلاع على خطورة الظروف وإبداء التذمر للبعض من أجل الاتحاد، ولكنهم لا يقدرون وقف إطلاق النار! بينهم حتى ولو مؤقتا.

ويعود السبب إلى أن هذا الصراع ناجم عن هذه الظروف الخطيرة للغاية وآفاق الإسقاط. ولكنهم غير قادرين على الحد من ذلك. لأن الأرضية ليست أرضية السلام والمصالحة. أرضية الأزمة تثير الصراع تلقائيا غير أن الأمر الهام هو أن العصابات الحاكمة تضعف النظام برمته بهذه الصراعات بشكل مستمر مما يمهد الطريق للإطاحة بالنظام على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وهذا هو منطق التأريخ حيث لا مناص منه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة