الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومسيستان وبلوشستان..القمع والتمرد

سيستان وبلوشستان..القمع والتمرد

0Shares

مواطنو سيستان وبلوشستان بين كماشة العوز وأصابع الاتهام

هاجم جلاوزة مرشد الشر خامنئي من قوات الحرس والمخابرات وقوى الأمن الداخلي يوم الأحد 24 يناير مواطني المحافظة المسالمين العزل وتحديدا في منطقة كلاهدوز المحرومة من الخدمات العامة في مدينة إيرانشهر وأطلقوا النار عليهم  بذريعة تهريب الوقود من قبل شباب المنطقة لكن المواطنين دافعوا عن أنفسهم مستخدمين الحجارة والعصي مقابل هجوم وحشي من عناصر القمع الحكومية والتهمة الجاهزة التي الصقت زورا وبهتانا  بالفقراء "تهريب الوقود" في سيستان وبلوجستان.

 

شرعية المافيا بالقوة والمال

ان الحقيقة التي يحاول النظام الحاكم طمسها وتحريفها هي ان عصابات المافيا المشرعنة والعاملة تحت امرة نظام الملالي نفسه تقوم بتهريب مايقل عن 100 شاحنة تحمل وثيقة (رسمية من قبل مسؤول حكومي) تعبر الحدود بحسب تصريح للخبير الحكومي إحسان هوشمند، في 5 يناير الذي كشف ايضا ان "حجم تهريب الوقود من قبل عصابات مافيا خامنئي من 10 إلى 15 مليون لتر من الغاز اويل يوميًا وقيمة هذه الكمية من التهريب المنظم للوقود عالية جدًا "بحيث حتى لوكان يتم إيقاف 50 ٪ من هذا التهريب، لكان قد بقي 6 مليارات دولار سنويًا لاقتصاد البلاد "ولهؤلاء" الأشخاص المحرومين المساكين في سيستان وبلوجستان وأجزاء أخرى من إيران"

 

بسبب الفقر والعوز والبطالة يضطر بعض المواطنين بتهريب عدة جالونات من الوقود لأهالي منطقة كلاهدوز بإيرانشهر لان النظام الحاكم ترك الناس في ظل ازمة تفشي وباء كورونا يموتون وحسب افادات شاكري، عضو مجلس شورى النظام في  30 ديسمبر بأنه  "في الوقت الذي تحصل مافيا القوة والمال تحت اشراف خامنئي على ثروة طائلة يقف المواطنون في طابور طويل للحصول على عبوة غاز ودلو من مياه الشرب " ؛ وعندما "يلجأ ذلك الشاب (في سيستان وبلوجستان) إلى نقل الوقود بسبب غياب فرصة عمل، فإنه يواجه السهم القانون الاعمى  لكن هذا السهم  يغض الطرف عن وجه مافيا الوقود المتعلقة بالتربح الحكومي كما يصفه  عضو مجلس شورى النظام سعيدي "حين تقوم عناصر الحكومة بتدمير كوخ المرأة العجوز في ضواحي جابهار نجدها تحيد العين عن القصر غير الشرعي لابنة الوزير"

 

قمع واضطهاد مضاعفين

منذ 41 عامًا، والمواطنون في جميع أنحاء إيران، من كل مدينة ومحافظة وقرية، يتعرضون لأقسى عمليات القمع والاضطهاد من قبل نظام ولاية الفقيه. لكن أبناء سيستان وبلوجستان يتعرضون للقمع المزدوج الاقسى لدرجة أنه " ويؤكد موقع نسيم اونلاين ان "من بين 20 منطقة ذات أعلى معدلات فقر في إيران، 14 منطقة تنتمي إلى محافظة سيستان وبلوجستان" وبسبب النهب الحكومي، معدل الفقر هناك يتراوح بين 75 و 90٪ "

 

فيما يؤكد يارحمدي – عضو مجلس شورى النظام ان "  74٪ من المواطنين في سيستان وبلوجستان تحت خط الفقر" وحتى تحت خط الأمن الغذائي ومعظم الناس ليس لديهم وظيفة مستقرة وهم يعملون بالأجر اليومي  ويعاني الأطفال الأبرياء في هذه المحافظة من مرارة حرمانهم من التعليم بسبب نهب مؤسسات خامنئي لثرواتهم"

 

ويشير تقرير كالة أنباء مهر الى ان  "400 ألف طالب في هذه المحافظة محرومون من التعليم بسبب الافتقار إلى البنية التحتية للإنترنت ونقص الهواتف الذكية في ظل تفشي كورونا".

وبالطبع، الأمر الأكثر إيلامًا هو أن أكواخ هؤلاء الناس مبنية على كنز من الثروة المعدنية في هذه الديار كما توضح الوكالة ان " محافظة سيستان وبلوجستان تقع على الحزام المعدني للعالم الذي يمتد من البلقان إلى باكستان ولديها احتياطيات معدنية وفيرة مثل الكروميت والنحاس والمنغنيز والرصاص والزنك والقصدير والتنغستن، الذهب"

وبالطبع، هذا ليس سوى جزء من ثروة إيران المخفية في سيستان وبلوجستان، وهذه المحافظة خصبة جدًا بحيث ويكشف التقرير بأنه "يوجد في سيستان وبلوجستان أكثر من 400 ألف طن من العقيق بعيار 40٪، و 10 ملايين طن من الأندَلُسيت، و 5 ملايين طن من الفلسبار، و 130 ألف طن من السيليكا و 43000 طن من الأنتيمون".

هذه الثروات الهائلة من المناجم في هذه المحافظة هي التي دفعت النظام بدخول مقر خاتم التابع لقوات الحرس للتنقيب عن المعادن ويقول قائد المقر بهذا الصدد إن "هناك زخما في استخراج معادن الرصاص والزنك والحديد والنحاس والمنغنيز والكروميت" .

وبالتالي عندما تدخل مافيا النهب مؤسسات خامنئي والحرس، تكون النتيجة أنه في هذه المحافظة الإيرانية الغنية بالثروات نرى ان " ألف شخص ممن ينامون في القبور يلجأون إلى منازل الموتى في زابل" بحسب موقع  مشرق الحكومي

 

سياط خامنئي تستمر في جلد الشعب

تسبب هذا الوضع في احتمالية أن تكون الانفجارات الشعبية والانتفاضات في سيستان وبلوجستان، كما في جميع أنحاء إيران، في أعلى مستوياتها ويعلم خامنئي ومؤسساته القمعية أنه يجب عليهم إما الاستجابة لمطالب الشعب (التي لا يريدونها أو لا تتوافق مع طبيعتهم)، أو محاولة عدم تحويل غضب الناس إلى نار وانفجار بقمع مزدوج.

لذلك لجأ نظام الملالي الى تصعيد عمليات الإعدام في سجن زاهدان خلال الأشهر القليلة الماضية، واتباع عمليات التهريب من خلال إطلاق النار المتكرر على الشبان العزل الذين ينقلون عدة جالونات من الوقود لمساعدتهم في معيشة اسرهم، وايغالا بنهج القمع قامت السلطات الدكتاتورية بالعمل اللاإنساني واللا إسلامي بتدمير أساسالمصلى للمواطنين من السنة في إيرانشهر ثم تكررت وامتدت هذه الاعتداءات على مساجد سنية أخرى واعتقال شباب هذه المحافظة كله يأتي في إطار سياسة خامنئي اللاإنسانية لابقاء الشعب تحت سياط جلاديه .

 

الشعب أقوى من الطاغية

لايمكن أن تستمر سياسة الترهيب والتجويع التي ينتهجها الملالي وهو ماترجمته مقاومة أهالي منطقة كلاهدوز بإيرانشهر ضد حرس النظام من خلال احتجاجات شعبية واسعة ردا على تدمير أساس مصلى إيرانشهر وكذلك استهداف قواعد الباسيج وقوات الحرس في مدن سيستان وبلوجستان (ومدن أخرى في إيران) يبعث برسالة إلى خامنئي مفادها أن القمع لا يمكن أن يسكت أصوات هؤلاء المنتفضين.

 

كما نشهد في هذه الأيام، فإن الطبقات المحرومة والمنهوبة في إيران، من عمال البناء في زاهدان إلى المعلمين في آبادان إلى المزارعين مرورا بأصفهان وانتهاء بالممرضين والممرضات في شيراز، إلخ، يحتجون ويهتفون (نصر من الله وفتح قريب الموت لهذه الحكومة المخادعة) وهو هتاف يقض مضاجع الطغاة في السلطة.

 

أخيرا نقول إن الأيام المظلمة الحالية ستنتهي ويوم الإطاحة بنظام الملالي، قريب وساعة النصر العظيم للشعب الإيراني تلوح في الافق حيث ستشرق شمس الحرية الجميلة، في ربوع المحافظات والمدن الإيرانية، بما في ذلك سيستان وبلوجستان الخصبة والجميلة ،سترى البناء والازدهار والعيش في الرخاء والأمن من جديد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة