الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانسير التحولات في الثورة الشعبية ضد الشاه في العام 1979- القسم الثاني

سير التحولات في الثورة الشعبية ضد الشاه في العام 1979- القسم الثاني

0Shares

نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت بداية النهاية للسلطة الاستعمارية البريطانية التوسعية على العالم. في حين أن الرأسمالية الأمريكية الناشئة بعد الأعوام 1939 – 1945 في أعقاب عقد من الركود الاقتصادي وبينما كان الاقتصاد الأوروبي منهارًا اثر تلقيه خسائر في الحربين العالمين، أخذت تزدهر في الطور الثالث من نمو الرأسمالية. ذلك الطور الذي كانت سمته البارزة «تصدير رؤوس الأموال». فهذا الطور من نمو الرأسمالية كان يتطلب تغييرًا في النسيج الاقتصادي- الاجتماعي في المستعمرات السابقة أو العالم الثالث.

مشروع الإصلاح الزراعي للشاه في إيران كان انموذجًا من هذه التغييرات. هذا المشروع ولو كان منمقًا بشعارات تقدمية «تقسيم الأراضي وإلغاء نظام الإقطاع»؛ غير أن أهدافًا استعمارية كانت تقف خلف هذا الكلام المنمق بالتقدمية. وكان الهدف الرئيسي تمهيد الأرضية لنمو الرأسمالية التبعية في إيران والهدف الآخر هو امتصاص طاقة الرفض والسخط لدى القرويين بعد نجاح الحركات المطالبة بالاستقلال في أعقاب الحرب العالمية الثانية في المستعمرات السابقة. 

وكانت النتيجة الوحيدة للإصلاح الزراعي لدى الفلاحين الإيرانيين هو فقدانهم للأراضي الموزعة ونزوح كثير منهم إلى عشوائيات المدن، ليصاروا إلى قوى عاملة رخيصة لأصحاب المعامل الجدد أي اولئك الإقطاعيين السابقين.

ولاقى الإصلاح الزراعي للشاه معارضة كبيرة بين النخب السياسية للبلاد. وعندما استحصل الشاه على دعم الرئيس الأمريكي كينيدي له، رد على هذه المعارضة بقمع الناس وقتلهم في انتفاضة 5 يونيو/حزيران 1963. وبذلك فقد قطع الطريق على أي نضال سلمي وفرض دكتاتورية مطلقة على إيران.

مع أن الشاه قد أغلق الطريق على التعبير الحر للمطالبات السياسية والاجتماعية، وقتيًا بقتل الناس وقمع الانتفاضة؛ إلا أنه في واقع الأمر، فتح بأيديه وسط هذا المأزق، طريق النضال العنيف. ومن انتفاضة يونيو 1963، حتى الثورة ضد الشاه في عام 1979، لم تعد تتكون أي حركة سياسية ملحوظة في إيران، وهُمّشت الأحزاب التقليدية مثل الجبهة الوطنية وحركة الحرية من المشهد السياسي الإيراني.

لكن الحركة المعارضة، لم تتوقف، وانبلجت من رحم هذه الأوضاع هذه المرة حركة تحررية للشعب الإيراني بواسطة الطلاب والجامعة.

فأصبحت الجامعة خندقًا للحرية وتحولت إلى معقل للنضال الثوري المسلح. وتولدت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ومنظمة فدائيي خلق من قلب الجامعة ومن رحم النضال السياسي.

وأسس مؤسسو منظمة مجاهدي خلق لأول مرة في تاريخ إيران، في 6سبتمبر/ايلول1965، وبعد استخلاص تجارب النضالات الوطنية والتحررية للشعب الإيراني في العقود الماضية، منظمة ثورية قائمة على أسس ايديولوجية إسلامية ثورية ونهج ثوري وبالاعتماد على عناصر محترفة من الثوار المضحين، ورفض جميع الأفكار النابعة من عقلية رجعية متخلفة تجاه الإسلام ومعتمدة على الاستغلال.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة