السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومما سبب تعثر المفاوضات النووية؟

ما سبب تعثر المفاوضات النووية؟

0Shares

غادر إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي لمحادثات فيينا النووية، طهران خالي الوفاض بعدما زار إيران يوم الخميس 14 أكتوبر. وأفادت وسائل إعلام دولية بفشل محادثات إنريكي مورا مع مسؤولي النظام في تحديد موعد لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.

إن إلقاء نظرة على خطاب ومواقف قادة النظام من جهة، ومواقف وتحركات المسؤولين والدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين في الأسابيع الأخيرة، من جهة أخرى، يكشف عن حالة من الجمود تسود الملف. وهو مأزق اعترف به عبد اللهيان لا مفر منه، على الرغم من رفض مسؤولي النظام استخدام كلمة "طريق مسدود".

ولكن ما هي طبيعة هذا المأزق وأين المشكلة؟

المشكلة هي أن النظام غير قادر على الذهاب إلى طاولة المفاوضات وقبول شروط الجانب الآخر والذهاب إلى الاتفاق النووي الجديد أو خطة العمل الشاملة المشتركة 2021 الجديدة، كما أنه غير قادر على الوقوف في وجه المجتمع الدولي وتحمل عواقبه المدمرة.

ولذلك يحاول عن طريق تبني سياسة ضربة على الحافر وضربة على المسمار كسب تنازلات عبر التسويف، وإضاعة الوقت، وإرهاق الجانب الآخر، على أمل الحفاظ على ما تبقى لديه من المرافق الذرية حتى يمكن أن تصل إلى القنبلة يوم ما، بينما يحاول  في نفس الوقت رفع العقوبات، أو إرخاء حبلها على الأقل قدر الإمكان.

في البداية، علقت المفاوضات بحجة تغيير الحكومة وضرورة الوقت لإعداد الحكومة الجديدة وفريق التفاوض الجديد. لكن هذا العذر بات غير مقبول بعد 4 أشهر، وكما قال جوزيف بوريل خلال زيارته الأخيرة لواشنطن: "الحكومة الإيرانية الجديدة كان لديها الوقت الكافي لدراسة القضية وتدريب فريقها المفاوض".

كما يضع النظام شروطًا لبدء المحادثات، حيث طالب عبد اللهيان الطرف الآخر بدفع 10 مليارات دولار خلال رحلته إلى نيويورك،  لكن بما أن الطلب لم يتلق ردًا سوى ضحكة صفراء، فهو يقول الآن إنه مستعد للتفاوض لكن يجب على الولايات المتحدة أولاً رفع جميع العقوبات. وهو الطلب الذي يعتبره خبراء ومحللو النظام أنفسهم غير معقول وغير عملي لأن رفع جميع العقوبات لا يقع حتى ضمن سلطة الرئيس الأمريكي.

يقول بعض المراقبين إن النظام قلل وراء الكواليس، إلى حد مطالبته بإخراج الحرس وخامنئي من قائمة الإرهاب الأمريكية، غير أن الرد الأمريكي هو أنها سترفع فقط العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووي مقابل عودة النظام إلى الاتفاق.

والحقيقة أن لعب النظام مع الوقت وسياسة المماطلة والتسويف لا يمكن أن يستمر طويلاً، لأن الأطراف المقابلة تشعر أيضًا بالتهديد من أن مرور كل يوم يعني أن النظام يقترب خطوة واحدة من القنبلة الذرية، وهو غير مقبوله من قبل أي من القوى العالمية، والاقليمية، بما فيها الصين وروسيا.

أما بالنسبة للنظام، فإن استمرار هذا الوضع يعني تضييق دائرة العقوبات والاختناق الاقتصادي، فضلاً عن تصعيد مخاطر الانفجار الاجتماعي. تشير هذه العوامل إلى أن المرشد الأعلى الكهنوتي ليس لديه الكثير من الوقت لمواصلة اللعبة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة