الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاترٶية ثاقبة لدور مشبوه

رٶية ثاقبة لدور مشبوه

0Shares

نزار جاف

 

في عام 2003، وبعد الاحتلال الامريکي للعراق وبدء تغلغل نفوذ النظام الايراني في العراق والذي قلل الکثيرون من شأنه وقتئذ ولم يتعاملوا معه على أساس الخطورة المستقبلية التي سيشکلها للعراق بوجه خاص وللمنطقة بوجه عام، بادرت السيدة مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية ( NCRI )الى الادلاء بتصريح لفت الانظام في وقتها لکون الکثيرون لم يستوعبوه ولم يفهمونه أو يدرکونه کما کان الحال مع السيدة رجوي التي قضت معظم حياتها في النضال ضد هذا النظام القمعي الاستبدادي، هذا التصريح الذي حذرت فيه من تدخلات النظام الايراني في العراق ورأت إنها أخطر من القنبلة الذرية مائة مرة وستکون لها آثار وتداعيات سلبية على المنطقة، وبعد مرور أعوام ثبت بالادلة الملوسة القاطعة مصداقية ورجاحة ماقد صرحت به السيدة رجوي، إذ جسد فهما عميقا للنظام الايراني وللأهداف والغايات التي إرتجاها وعمل ولايزال يعمل من أجلها من خلال تدخلاته السافرة تلك.

 

تدخلات النظام الايراني في العراق والتي کانت رأس حربتها عملاء للنظام کان قد دربهم لأعوام طويلة من أجل خدمة أهدافه وطموحاته وتنفيذ مخطتاته المشبوهة، والذي يجب الانتباه له وأخذه بنظر الاعتبار هنا، إن المقاومة الايرانية ( NCRI ) کانت قد نشرت قوائم رواتب لحرس النظام وکشفت فيها عن أسماء العديد من الوجوه الميليشياوية والسياسية البارزة في العراق نظير هادي العامري وأبو مهدي المهندس وغيرهم، من الذين کانوا يتقاضون أجر عمالتهم من هذا النظام، وحتى يومها وفي وقت کان النظام الايراني وعن طريق هٶلاء العملاء يقوم بتنفيذ مخططات إجرامية ضد سکان أشرف حيث تم إرتکاب مجازر دموية بحقهم، فإن المقاومة الايرانية وفي شخص السيدة رجوي قد عادت لتحذر مرة أخرى من نفوذ هذا النظام ودور عملائه بهذا الصدد وطالبه بإنهاء هذا النفوذ وقطع أذرعه في العراق.

اليوم، وبعد أن ذاق الشعب العراقي ظلم وجور نفوذ النظام الايراني وعملائه الذين قامت بتنصيبهم حکاما للعراق،  فقد إنتفض بوجه حکامه الفاسدين الذي هم عملاء لهذا النظام وکذلك ضد التدخلات السافرة لهذا النظام والتي هدفت وتهدف الى تحقيق أهداف وغايات مشبوهة على حساب الشعب العراقي وتتقاطع جملة وتفصيلا مع مصالحه العليا ومع قضية الامن والاستقرار في هذا البلد.

هذه الانتفاضة التي تتزامن مع رفض شعبي إيراني متصاعد لنظام ولاية الفقيه، فإنها أدخلت الرعب في قلب خامنئي ونظامه خصوصا وإنه من الواضح بأن الاوضاع الاقتصادية والسياسية المزرية والبائسة في العراق، هي من نتاج الحکومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 والتي کانت جميعها تستلم الاوامر من خامنئي ولذلك فإن عمل هذه الحکومات کان مکرسا من أجل مصالح النظام الايراني ولم يکن يعط أو يمنح أية أهمية لمصالح الشعب العراقي کما لم يکن يهدف الى تحسين أوضاعه بل إن هم هذه الحکومات کان ولايزال إرضاء النظام الايراني المسلط عليها ککابوس، ولذلك فإنه لم يکن مستغربا ولامفاجئا أن يهتف المنتفضون في العراق بشعار إيران برە برە، فقد طفح کيل الشعب العراقي من الدور المشبوه لهذا النظام والذي ثبت له بأنه معاد وضار ليس له فقط وإنما لبلدان المنطقة  والعالم أيضا.

 

الحملات القمعية الدموية التي تقوم بها ميليشيات الحشد الشعبي والمجموعات العميلة للنظام الايراني والتي تعيد للأذهان مافعله ويفعله النظام الايراني بحق الشعب الايراني الرافض له وإن العملاء على دين وطريق أسيادها ولذلك فإن مايجري اليوم من عمليات قتل وإختطاف وتصفية بحق المنتفضين إنما يجري وفق أوامر مباشرة من خامنئي نفسه الذي بادر وبمنتهى الوقاحة لوصف هذه الإنتفاضة بأنها مٶامرة أمريکية اسرائيلية ودعا بکل صراحة من أجل القضاء عليها، وإن على المجتمع الدولي أن يعلم جيدا بأن الجرائم التي قد تم أو يتم إرتکابها ضد الشعب العراقي المنتفض بوجه حکامه الفاسدين وبوجه نفوذ النظام الايراني إنما تتم بناءا على أوامر صادرة من جانب خامنئي شخصيا لأن ميليشيات الحشد الشعبي والمجموعات العميلة الاخرى تعمل في ضوح الاوامر الصادرة لها من جانب خامنئي وهو المسٶول عن کل قطرة دم تراق في العراق ويجب إعتباره مسٶولا عن معظم الجرائم الدامية التي حدثت ويجب على الشعب العراقي خصوصا والمجتمع الدولي الدولي عموما أن يعلنه کمسٶول عن کل الجرائم وإن يدفع ثمن ذلك رغما عنه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة