السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانرسالة السجينة السياسية، مريم أكبري منفرد، المحتجزة في سجن إيفين بمناسبة عيد...

رسالة السجينة السياسية، مريم أكبري منفرد، المحتجزة في سجن إيفين بمناسبة عيد ميلاد ابنتها

0Shares

رسالة السجينة السياسية، مريم أكبري منفرد، المحتجزة في إيفين بمناسبة ذكرى ميلاد ابنتها

في رسالة مفتوحة شرحت السجينة السياسية مريم أكبري منفرد، المحتجزة في جناح النساء في سجن إيفين بتهمة التعاطف مع منظمة مجاهدي خلق، والتي تقضي الآن عامها التاسع من سجنها دون يوم إجازة، بمناسبة عيد ميلاد ابنتها في عامها الثالث عشر، معاناتها ومعاناة عائلتها في هذه السنوات التسع.

حُرمت السجينة السياسية مريم أكبري منفرد من زيارة أسرتها لعائلتها منذ يوم الثلاثاء 2 أكتوبر، إلى جانب غولرخ إبراهيمي وآتنا دائمي وذلك بأمر من رئيسة عنبر النساء في سجن ايفين لمدة ثلاثة أسابيع.
والسبب في ذلك هو العراك اللفظي ورفع شعارات من قبل هؤلاء السجينات في قاعة الزيارات.
وهنأت السجينة السياسية مريم أكبري منفرد ابنتها بكتابة رسالة إلى ابنتها بعيد ميلادها. وفيما يلي نص الرسالة:

«في منتصف ليلة باردة وممطرة من شهر ديسمبر، فصلوك عن أحضاني، بينما كنت في الثالثة والنصف من العمر. كانت يديك الصغيرتين ملتفتين حول عنقي، كنت في نوم عميق في أيام الطفولة.
لقد مرت 9 سنوات منذ ذلك الحين، كل هذه السنوات احتفلت بعيد ميلادك في قاعة اللقاء. كل زميلاتي في السجن شاركنني فرحتي.
كل سنة  وقبل عيد ميلادك بأيام، كنتُ مشغولة بالتحضير لكل ما كان بوسعي.
شاهدت من خلف مقصورة اللقاء فترة ترعرعك، ورسمت بالإشارة على المنصة الصخرية للقاء سنوات عمرك، فكبرت وترعرعت.
ذهبتِ إلى المدرسة ووصلتِ إلى سن البلوغ، وسمعتُ أخبار ذلك في السجن.
هذه هي السنة الثالثة عشرة من عيد ميلادك.
تحدثنا عن أحلامنا قبل أسبوع من خلف الهاتف.
أخبرتكِ عن الأشياء التي كنت أنوي القيام بها في عيد ميلادك.
قلتِ، «ماما، هل أستطيع أن آتي لزيارتك بوحدي في الأسبوع القادم في عيد ميلادي؟ لأكون أنا بوحدي وأنت فقط؟
أنا قلت: «لم لا؟! كوني متأكدة!».
لكننا كنا غافلين عن العين الشريرة التي ترقب لقتل هذه المسرات.
في صباح يوم الأربعاء، اكتشفت شفهيًا من خلال السيدة عبد الحميدي (رئيسة قسم المرأة)، أنني حُرمت لمدة ثلاثة أسابيع من اللقاء.

في غرفة اللقاء، بمجرد أن شاهدتني، قفزتِ في ذراعي ، وقلت: «يا إلهي، يا ماما الأسبوع المقبل سيكون يوم عيد ميلادي، وسآتي أنا بوحدي.  وسوف نكون أنا وأنت! ».
لكنني لم أكن أعرف كيف أفسد هذه الفرحة الطفولية بقول عبارة (نحن لا نجتمع الأسبوع المقبل).
كان لدي شعور في أعماق قلبي وداخلي.
الغضب والكراهية ضد أولئك الذين لا يستطيعون حتى رؤية ابتسامة صغيرة على شفتيك.
كانت ألسنة نار الغضب تشتعل في داخلي.
ليلة الغد هي ليلة عيد ميلادك.
من الصباح، أشرح باستمرار لحظات عيد ميلادك لصديقاتي.
أغمض عيني وأفكر في يوم 8 أكتوبر 2005 مستشفى إيران.
في الساعة 6:30 صباحا ، أجلس في ردهة المستشفى.
10 أيام مضت على موعد ميلادك، وهذا ما توقعه الطبيب، كما لو كنت لا تريدين الميلاد.
أعتقد أنك كنت تدركين أيضًا أن العاصفة ستسهدف جسمك الصغير.
عند الساعة 12 ظهرا مع أول صوت بكاء، رسمت ابتسامة على ملامحي.
ما زلت أشعر بأول صيحاتك بالبكاء.
واستلذذت حلاوة احتضانك لأول مرة وفتحتُ عيني، كم كانت جميلة دمية ممتلئة في وسادة باللون الليمي، وسط نقاط بيضاء كالثلج وكم كان نومك جميلا…

البهجة التي غمرتني عندما تناولتِ حليبي في المرة الأولى، وحلاوة أول نظرتك، وملذات خطواتك الأولى ، التي خطوت نحو الحياة ومستقبل الجميل…

وحلاوة أول كلمة نطقت بها.
يا عزيزتي سارا! لم أكن بجانبك في عيد ميلادك الـ13 سنة للاحتفال بهذه المناسبة المباركة.
أعلم أنك تعرفين سبب ابتعاد عن بعضنا البعض.
أعلم أنك عانيت الكثير في هذه السنوات التسع ، لكننا وعدنا بعضنا البعض.
وعدنا بالضحك حتى ترتسم الابتسامة على شفا جميع أطفال إيران.
وعدنا بعضنا البعض بأن نتمتع بفرصة لقاء قصير بقدر كل لحظات ابتعادنا.
وعدنا أن نقضي على هذا الوحش.
يا عزيزتي سارا! لنا أيام الغد المشرقة المقبلة.

في ذات فجر يلمع تحت أشعة شمس الحرية، وأنا أداعب شعرك وأحتضنك دون قلق وتوتر بنهاية موعد اللقاء.
نحن نضحك حتى يحين ذلك الفجر! عزيزتي عيد ميلادك سعيد!
مريم أكبري منفرد ، 6 أكتوبر / تشرين الأول 2018 ، جناح المرأة في سجن إيفين».

جدير بالذكر أن مريم أكبري منفرد اعتقلت بتاريخ 31 ديسمبر2009 وبعد أحداث عاشوراء ثم تم محاكمتها في حزيران 2010 في الشعبة 15 لمحكمة الثورة في طهران برئاسة القاضي صلواتي وصدر حكم عليها بالحبس التنفيذي 15عامًا بتهمة المحاربة عبر عضويتها في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

وأعدم شقيقان لها في عامي 1981 و 1984 بتهمة «الارتباط والعضوية في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية» من قبل محكمة الثورة في إيران.

كما أعدم النظام أيضا شقيقها الأصغر وشقيقتها الأخرى في العام 1988 في حملة إعدام السجناء السياسيين في صيف ذلك العام.

 

إقرأ أيضا

رسالة شجاعة للسجينة السياسية «مريم أکبري منفرد» إلی رئيس محکمة نظام الملالي

السجينة السياسية مريم أکبري منفرد تتابع مقاضاتها من جديد بشأن اعدام شقيقها وشقيقتها في مجزرة 1988

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة