السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومرسالة الآهات والتفجعات الأليمة للجلاد قاسم سليماني

رسالة الآهات والتفجعات الأليمة للجلاد قاسم سليماني

0Shares

في هذه الأيام، تمتلئ أجهزة الدعاية لنظام الملالي بالكامل، من الإذاعة والتلفزيون إلى الصحف والمواقع الحكومية، بمواد عن جلاد الشعب الإيراني وشعوب المنطقة الهالك قاسم سليماني. وقد أقيمت عشرات ومئات من حفلات التأبين والمؤتمرات والخطب في جميع أنحاء البلاد، وقد ملأت جميع وسائل الإعلام للنظام بأصدائها والإشادة بمآثرهذا الجلاد ومناقبه. ولو أن الجانب السائد في هذه المراسيم والعروض هو تكرار السمفونيات السابقة وإطلاق الآهات والتألمات، إلا أنه يمكن من خلالها التوصل إلى حقائق مهمة.

موقع قاسم سليماني غير قابلة للتعويض

الحقيقة الأولى هي أن قاسم سليماني، إضافة إلى منصبه الرسمي كقائد لفيلق القدس الإرهابي وأبعد من دوره العسكري وتوجيه جهاز النظام الإرهابي في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، كان له أيضًا دور بارز في توجيه الخط السياسي، وخصوصاً في موقع النظام في المنطقة، كان له دور استراتيجي فريد وكان ثاني رجل في النظام، ولا يمكن لأحد أن يحل محله.

طبعا في اليوم التالي لهلاك سليماني، عيّن خامنئي قاآني على عجل ليكون خلفًا له للتظاهر بأن مكانه لن يكون شاغرًا، لكن تجربة العام الماضي تثبت أن نظام ولاية الفقيه تعرض لضربة استراتيجية لا يمكن تعويضها. لقد كسرت شوكته بعد مقتل هذا العنصر النوعي في نظامه. والتوصيفات التي يذكرها ويكتبها قادة النظام والإعلام الرسمي هذه الأيام في مدح قاسم سليماني تؤكد هذا أكثر وضوحًا:

o رحماني فضلي وزير الداخلية في حكومة روحاني: "قاسم سليماني .. بينما كان عسكريًا استراتيجيًا بارزًا، كان أيضًا دبلوماسيًا بارزًا وأحيانًا استخدم المجلس الأعلى للأمن الوطني وجهة نظره" (وكالة أنباء إرنا – 26 ديسمبر2020).

o روحاني: " خلال الأربعين سنة التي كنا فيها معًا في أوقات مختلفة، تحدثنا مع بعضنا البعض. إذا قلت إننا تحدثنا لمئات الساعات، فهذا قليل جدًا، ربما يكون هذا الرقم آلاف الساعات. ». . (31 ديسمبر)

o إسحاق جهانغيري، النائب الأول لروحاني: "علاقة قاسم سليماني بروحاني كانت حميمة للغاية وكان يحب محمد خاتمي (الرئيس السابق للنظام)" (موقع خبر فوري الحكومي 1 يناير2021)

نقطة تقاطع الزمرتين الرئيسيتين للنظام

في هذه التصريحات، تبرز حقيقة أخرى. أن قاسم سليماني كان نقطة تقاطع التيارين والزمرتين "الأصولية والإصلاحية" داخل النظام. وبغض النظر عن دوره الحاسم في قوات الحرس وتعزيز الإرهاب والقتل في المنطقة، فقد لعب دورًا حاسمًا في جميع شؤون البلاد، من تقديم التوجيهات إلى أعلى أجهزة الأمن في النظام إلى توجيهات لرئيس النظام ووزارة الخارجية، إلخ. بعد هلاكه، أشار ظريف، في كلمة عبّر فيها عن اهتمامه وعلاقاته الوثيقة مع قاسم سليماني، إلى اللقاءات والمحادثات المنتظمة التي كانا يعقدان مرة في الأسبوع، وأوضح أن هذا "السمسار والوسيط الدولي الظاهر في واجهة الخارجية في الحكومة المعتدلة"، هو توأم قاسم سليماني ويروج لخطه في السياسة الخارجية بمظهر الخارجية للنظام.

في الواقع، يجب البحث عن الوجه الحقيقي لظريف في جرائم قاسم سليماني، من السيارات المفخخة إلى مذبحة الشعبين السوري والعراقي. بالإضافة إلى ذلك، نعلم أن قضايا السياسة الخارجية الحساسة مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن كانت بالكامل في يد قاسم سليماني باعتباره قائد فيلق القدس، ولم يكن لوزارة الخارجية دور في هذه الدول، مثل تعيين القائم بالأعمال وما إلى ذلك.

من ناحية أخرى، كان لقاسم سليماني، الذي كان مسؤولاً فقط أمام خامنئي، يدًا مفتوحة تمامًا في شؤون المنطقة والأعمال الإرهابية، كما تجلى في مقابلة حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، في مقابلة مع قناة الميادين (28 ديسمبر/ كانون الأول 2020). واضاف ان "الاخوة في الجمهورية الاسلامية استخدموا ايضا العلاقات الدبلوماسية لمساعدة المقاومة (اقرأ الجماعات الارهابية) .. بما في ذلك بناء مستودعات للاسلحة والذخيرة في السودان حيث تم ارسالها الى غزة". وكشف حسن نصر الله في نفس المقابلة: "بعد تدمير 100 ألف منزل في حرب 33 يومًا، دفع سليماني المصاريف والإيجارات لمدة عام".

مثال آخر: استجاب قاسم سليماني على الفور لطلب جماعة حماس ودفع 22 مليون دولار نقدًا في 9 حقائب لأعضاء وفد حماس في طهران.

وبهذه الطريقة، يمكن فهم معنى كلمات جهانغيري (في التصريحات المذكورة أعلاه) بشكل أفضل لماذا رفض قاسم سليماني طلبه ورفض آخرين لتولي منصب الرئاسة، لأنه كان في الواقع أعلى من منصب الرئيس وكان يعمل الذراع الرئيسي للولي الفقيه في تنفيذ خط القمع والنهب في الداخل (عبر قوات الحرس) والتحريض على الحرب والإرهاب في المنطقة. 

إعلانات فاضحة وفاشلة

الآن، في ذكرى هلاك قاسم سليماني السفاح، الملطخ يده في دماء مئات الآلاف من الأفراد في جميع أنحاء المنطقة، تعمل أجهزة الدعاية التابعة للنظام بجد لتقديمه كشخصية شعبية في إيران والمنطقة. إلا أن تدمير لافتاته وصوره في مدن عبر البلاد من قبل شباب ومعاقل الانتفاضة، وكذلك وجود نفس الحراك في دول المنطقة من العراق وسوريا وحتى غزة ولبنان … يدل على حقيقة أن هذه الدعاية الفاضحة لم يزد ولن يزيد سوى الكراهية العامة حيال هذا المجرم. وكما يعترف وكلاء دعاية النظام لا محالة في التلفزيون الرسمي: "فجأة ظهرت أنباء عن أنهم، على سبيل المثال، ينشرون الحلويات في جميع أنحاء العالم لاستشهاد الحاج قاسم … نفس البلدان التي ذهب فيها قاسم سليماني وضحى بدمائه على يد أهل ذلك البلد تُستخدم هاشتاغات ضده".

في الواقع، كانت هذه الكراهية الاجتماعية العميقة والواسعة النطاق لقاسم سليماني، التي اندلعت بشكل خاص في انتفاضات يناير 2018 ونوفمبر 2019، وكانت ثورات وانتفاضات مماثله لها في العراق وسوريا، هي التي أرسلت رسالة إلى الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات للقضاء على هذا العنصر القذر والأساسي.

الكلمة الأخيرة أن مقتل قاسم سليماني يرسم الحدود بين الصديق والعدو في المنطقة. أولئك الذين هم مع النظام وقاسم سليماني يكشفون عن طبيعتهم المتطرفة والمتخلفة الظلامية التي لا محالة تندثر وتزول

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة