الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومرسالة استمرار تشديد الفقر والغلاء في إيران

رسالة استمرار تشديد الفقر والغلاء في إيران

0Shares

في الأسابيع التي مرت منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة، تسارع الاتجاه التصاعدي في الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المسكوكات والعملات، زادت أيضًا المستلزمات الأساسية للحياة اليومية للناس بنسبة 10 إلى 50 في المائة. هذا يأتي في وقت يسمع فيه همسات في مجلس شورى الملالي عن ارتفاع اسعار البنزين.

هذه العبارات هي صورة مصغرة للوضع الاقتصادي في الأسابيع الأولى لحكومة ”رئيسي“ الجلاد في صحيفة ”همدلي“ الحكومية، 19 سبتمبر 2021. طبعا، منذ البداية، لم يكن متوقعا أنه بعد وصول رئيسى إلى السلطة، سيحدث تغيير في اتجاه إيجابي ومفيد للشعب والمحرومين، مهمة هذا الجلاد وأجندته واضحة، وللمفارقة، لأنه لا يوجد تغيير إيجابي في الأفق.

ومن المفترض أن يتزايد نهب الشعب يومًا بعد يوم، حتى يتمكن النظام من استمرار بقائة لفترة زمينة أطول تحت ظروف العقوبات. وطبعا جاء ”رئيسي“ سفاّح  مجزرة عام 1988 لفرض اقصى ما يمكن من الضغط على المواطنين المحرومين بهدف استمرار بقاء حكومة ولاية الفقية المنكوبة بالأزمات ويقوم بقمع كل صوت احتجاج بنفس القسوة في مجزرة عام 1988.

 وكان يعتقد البعض أن ”رئيسي“ الجلاد من أجل تكريس نفسه  وتبييض وجهه القبيح، على غرار الدعايات الحالية عن اللقاحات والتطعيم، يقوم ببعض إجراءات صورية في المجال الاقتصادي حتى يتظاهر بالخداع حكومته تختلف بالمقارنة بالحكومات السابقة.

لكن في الممارسة العملية، لم يلاحظ أي شيء سوى السفرات  الصورية و الوعود الجوفاء؛ لأنه في مجال الاقتصاد، لا يمكن القيام  بالعمل الدعائي قد يكون من الممكن الاحتفاظ مؤقتًا بسعر بعض السلع أو حتى خفضه عن طريق ممارسة القمع و الاعتقال، لكن هذا النابض المضغوط سيخرج عن نطاق السيطرة بمجرد انخفاض الضغط وسيقفز أكثر فأكثر.

بالإضافة إلى وجود قوانين محددة في مجال الاقتصاد، لا يريد ولا يستطيع رئيسي السفّاح  حل أدنى  مشكلة اقتصادية، ولو كان مؤقتًا ومتقطعًا ؛ لأن التناقض والمشكلة الرئيسية للاقتصاد الإيراني هي النهب الجامح للمافيات الحكومية والفساد المؤسسي، ورئيسي نفسه جزء من هذا الهيكل وحاميها.

يذكر أن في الاقتصاد الكلي، الوضع كارثي ويشير إلى الانهيار الكامل، لأنه «في الوقت الحالي، فإن التجارة الكلية للبلاد معطلة عمليًا بسبب العقوبات، ومبيعات النفط غير ممكنة، وتحويلات الأموال مغلقة، وأبواب السويفت مغلقة أمام البلاد (صحيفة ”همدلي“ الحكومية – 19 سبتمبر).

والنتيجة أن «ترتيب إيران من حيث الناتج المحلي الإجمالي (GDP) بين دول العالم قد تراجع من المرتبة 26 في الاقتصاد العالمي عام 2017 إلى المرتبة 50 في العالم عام 2020» (اعتراف رئيس غرفة التجارة الإيرانية في جمهورية إيران الإسلامية في صحيفة ”ستاره صبح“ 20 أيلول).

وتجاوز وضع الجمهور العام وحياة وسبل عيش المحرومين والكادحين، لا سيما في مواجهة الفقر وكورونا على حد سواء، خط الكارثة، وأغلب الناس في السكن والعلاج والمأكل والملبس والضروريات الأساسية أصبحوا أكثر احتياجًا كل يوم.

وتغطي أجور العمال 34٪ فقط من تكاليفهم. أي أن أجورهم تنخفض في الأيام العشرة الأولى من الشهر، إنها فقط حالة العمال «السعداء» الذين يتقاضون رواتبهم، حيث لا يحصل العمال في بعض الأحيان على أجر لمدة تصل إلى ستة أشهر، أو أسوأ من ذلك، العمال والكادحين العاطلين عن العمل الذين وبحسب أكثر التقديرات حذرا.

فإن عددهم يصل إلى 7 ملايين، وطريقة عيشهم لغز مرير، يجب أن نجد الإجابة عليه في بيع الأطفال والرضع أو في الاتجار بالاعضاء وما شابه ذلك.

لكن ما هو خطير بالنسبة للنظام هو الاتساع المستمر للانقسام الطبقي. «متوسط ​​دخل الشريحة الأكثر ثراءً في المجتمع يبلغ 34 ضعف متوسط ​​دخل الشريحة الأكثر فقراً» (صحيفة ”ستاره صبح“ الحكومية – 19 سبتمبر).

كل التجارب التاريخية، والأكثر وضوحًا، تجارب السنوات الأربع الأخيرة من وطننا، تظهر أن هذا الوضع غير مستدام ؛ لقد لعب الولي الفقيه جميع أوراقه، من «مشروع الأصولية» الذي فشل في عهد أحمدي نجاد إلى ما يسمى بـ «إصلاح الهيكل الاقتصادي» و « الإقتصاد المقاوم» الذي يسخر منه النظام نفسه. و …

ولاشك سينفجر عاجلاً أم آجلاً، مستودع الديناميت في المجتمع الإيراني، وفي هذه الحالة لن يتم فعل شيء رئيسي جلاد مجزرة عام 1988  والعديد من المرتزقة والقتلة الذين جاءوا معه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة