الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاترحلة ظريف ومحاولة التستر على الفشل الذي أصبح قدرًا محتومًا لنظام

رحلة ظريف ومحاولة التستر على الفشل الذي أصبح قدرًا محتومًا لنظام

0Shares

مع بداية تسول ظريف في التنفس الاصطناعي عن طريق آلية دعم التبادل التجاري INSTEX) ) في بلدان الشمال الأوروبي، يدعي نظام الملالي في إعلامه المحلي أن دعوة الدول لظريف دليل على انتصاره. ويأتي هراء نظام الملالي هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزيرة خارجية السويد في ردها على أسئلة الصحفيين الفياضة، أن أحداً لم يدعُ ظريف وأنه سافر إلى السويد من تلقاء نفسه. ولم تكن هذه الضربة التي تلقاها نظام الملالي هي الإنجاز الوحيد لرحلة ظريف.

 

ولكي يتستر ظريف على فشله في  بلدان الشمال الأوروبي كان قد سلط الضوء على موعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي يوم الجمعة قبل حلول الموعد، من باب جس النبض.

أعلن تلفزيون نظام الملالي، في 21 أغسطس ، عن انتهاء اجتماع مجلس الأمن ومواقف الدول الأوروبية ، بما فيها فرنسا ، ضد النظام، وقال:

ادعت الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا وبريطانيا ، مرة أخرى ،  تمسكها بالاتفاق النووي بدون الإشارة إلى الوفاء بإلتزاماتها بهذا الاتفاق،  ودعت إيران إلى الكف عن تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي ، والتخلي عن قوتها الدفاعية.

قال تلفزيون نظام الملالي في برنامج آخر:

على الرغم من أن اجتماع مجلس الأمن عُقد من أجل مناقشة قضية السلام والأمن الدوليين في الشرق الأوسط، إلا أن إيران والاتفاق النووي كانتا المحور الرئيسي للاجتماع.

انتقد وزير الخارجية الأمريكي، الذي انتهكت بلاده قرار مجلس الأمن رقم 2231 بالانسحاب من الاتفاق النووي؛ تقليص إيران إلتزاماتها بهذا الاتفاق. 

قال مايك بومبيو متهمًا إيران بدعم الإرهاب، إن الجماعات الإرهابية الموالية لإيران لا تزال تواصل أنشطتها الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

كما أكد ممثل فرنسا لدى مجلس الأمن على مواقف الحلفاء الأوروبيين من الاتفاق النووي، لكنه قال إن باريس تشعر بالقلق إزاء الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إيران فيما يتعلق بتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي.

وفي مواجهته لهذه الموجة العالمية، لجأ وزير خارجية نظام الملالي إلى خدعة التمسك بالتفاوض والمماطلة لكسب الوقت، بينما كان يستعرض أنياب النظام الإرهابية. وقال حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء:

      إن غياب البصيرة بالأحداث المستقبلية بصورة متبادلة يُفضي بدوره إلى الفوضى. فالرئيس ترامب لا يجوز أن يتوقع أن تغيب عنه البصيرة بالأحداث المستقبلية . لكن الآخرين تغيب عنهم البصيرة. فغياب البصيرة يؤدي بالتبعية إلى غياب البصيرة ، وهذا من شأنه أن يُفضي إلى الفوضى.  

ومن ناحية أخرى أشار الموقع الحكومي "خبر فوري"، في 21 أغسطس ، إلى حلقة جديدة من عزلة نظام الملالي، وكتب: "لقد اتفقت أمريكا وروسيا على ضمان الأمن الإسرائيلي". ومضى هذا الموقع الحكومي مشيرًا إلى قصف مواقع القوات العميلة لنظام الملالي في العراق وسوريا، وأضاف:"أعطت واشنطن الضوء الأخضر لضرب هذه المواقع تماشيًا مع سياسة الضغط على إيران دون الإضرار بالوجود الأمريكي الحالي في العراق".  وفي ضوء هذا الإجراء ، وصلت الهجمات في سوريا إلى مستوى جديد وانتقلت إلى العراق أيضًا ".

وبهذه الطريقة، تتضح آفاق نتائج رحلة ظريف إلى باريس قبل يوم الجمعة الموافق 23 أغسطس.

وفي 21 أغسطس ، قال موسوي ، المتحدث باسم وزارة الخارجية في نظام الملالي: "لم تُثمر المحادثات والمشاورات بشأن التزامات أوروبا بالاتفاق النووي عن أي نتيجة حتى الآن". وأضاف: "كانت هناك اتصالات من السيد ماكرون بالسيد  روحاني ولكن لم تُثمر عن أي نتيجة حتى الآن. ويجرى وضع الخطوة الثالثة أيضًا بما يتناسب مع ما يتخذه الخصم من إجراءات".   

وقد تجلى هذا الوضع غير المستقر في الازمة الداخلية لنظام الملالي. ذكرت صحيفة "كيهان خامنئي" مشيرة إلى تصريحات عراقتشي بشأن تمسك الحكومة بالاتفاق النووي وعدم نيتها في الانسحاب منه: " في حين أنه تم اتخاذ قرار تقليص التزامات إيران بالاتفاق النووي بغية الضغط على أوروبا لدفعها للوفاء بإلتزاماتها،  يؤكد عباس عراقتشي على مواصلة الاتجاه الحالي للتواجد في الاتفاق النووي".  وأبرزت صحيفة " كيهان خامنئي" حالة الجمود الحالية التي يواجهها نظام المعممين الإيراني، أثناء الاستفسار من عراقتشي، وكتبت: "يجب أن يُسأل عراقتشي عن المعنى الدقيق لقوله " سنتمسك بالاتفاق النووي حتى يتم تحقيق مصالح إيران من هذا الاتفاق". فهل هذا الكلام ينقل رسالة إلى الأوروبيين سوى تشجيعهم على مواصلة انتهاك الاتفاق النووي بلا هوادة  أكثر من أي وقت مضى؟ وهل سيكون التراجع مليمترًا واحدًا عن الالتزام بالاتفاق النووي رادعًا في هذه الحالة؟".

الحقيقة هي أن نظام الملالي، كما أكدت المقاومة الإيرانية عدة مرات وقع في مواجهة دامية ويحاول التسويف لكسب المزيد من الوقت من خلال مناورات التفاوض؛ على الرغم من العملية المهينة التي يمضي فيها قدمًا بأكملها انتظارًا لنتيجة الانتخابات الأمريكية القادمة لعله يجد حلًا. هذا هو المأزق الذي يواجهه هذا النظام؛ فإما الاستسلام لشروط المجتمع الدولي أو الوقوف ضده. وسيكون نظام الملالي هو الخاسر في كلتا الحالتين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة