الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومرحلة ظريف إلى فرنسا وتفاقم الأزمة الداخلية في نظام الملالي

رحلة ظريف إلى فرنسا وتفاقم الأزمة الداخلية في نظام الملالي

0Shares

في يوم الأحد 25 أغسطس، أعلنت وكالات الأنباء فجأة عن زيارة جواد ظريف إلى فرنسا. في حين كان ظريف قد عاد من فرنسا قبله بيومين. أثارت الرحلات المتتالية لوزير الخارجية موجة جديدة من الأزمة الداخلية في النظام. من ناحية، يخشى المهمومون ويشتكون من الرحلات التي لا تعدو كونها تقديم تنازلات كبيرة من قبل النظام؛ ومن ناحية أخرى، يعترف روحاني بأنه في حالة الجمود التي أصابت النظام، فإن إطلاق شعارات فارغة مثل «المقاومة» لا تعطي نتائج باستثناء آلام مزمنة في القدم والظهر للنظام!

ما سبب هذا الاضطراب السياسي؟ ماذا يمكن أن نستنتج من هذا الوضع؟ ماذا كانت تداعيات زيارة جواد ظريف المفاجئة لفرنسا داخل النظام؟
وصفت صحيفة كيهان رحلة ظريف إلى فرنسا بأنها «تصعيد الضغط ، على أمل الانفتاح المزعوم». وأضافت هذه الإجراءات في غير وقتها «لا تعطي نتيجة بالتأكيد سوى تصعيد الوقاحة والضغط».
صحيفة «عصر إيران» أيضًا تقول لزمرة روحاني لماذا أصبحتم متحمسين؟ ثم تصف نتائج الرحلة، وتشير إلى حقيقة ضعف النظام الخطير في التوازن السياسي الحالي وتكتب: «ألا يضع هذا القدر من الحماس والسفر إلى فرنسا، إيران في موقف ضعيف؟».
من ناحية أخرى، ظهر روحاني إلى الساحة ودافع عن أفعاله. ولكن الأمر البارز في تصريحه كان اعترافًا خطيرًا بالاختناق في ظل العقوبات.
إنه  قال: «بعض الناس يبدون وكأنهم قطن في آذانهم ولا يسمعون ما نقوله … نحن نعيش الآن في وضع تعرفون أننا خاضعين لأقسى العقوبات منذ عام».

الأمر الواضح، هو أنه بعد رحلة ظريف، ظهرت موجة جديدة من الأزمة الداخلية في النظام، وهناك مأزق يعاني منه النظام، والأهم من ذلك، أنه لا يملك النظام القدرة على الخروج من حالة الجمود هذه.
النظام في أسوأ وضع ممكن، حسب روحاني. بمعنى أن النظام وصل إلى وضع يستجدي بأن يسمحوا له ببيع 700 ألف برميل من النفط فيما كان يبيع يوميًا قبل العقوبات مليونين و 700 ألف برميل.  

لقد انهار اقتصاد النظام. ليس لديه مال ليقدمه لمرتزقته العاملين بالنيابة. لذلك من المنطقي في مثل هذا الوضع أن ترحب جميع الزمر الحاكمة في النظام بهذه الرحلة ربما ينتفح منفذ ومهرب لنظامهم! لكن أزمتهم الداخلية حادة و شملهم  مشتت إلى درجة أنهم لا ينتظرون حتى تتضح النتائج الأولية للرحلة، ولهذا السبب تبدأ تبادل موجات الهجمات على الفور.
ولهذا، يمكن القول إن أيًا من هذه التدابير لا يمكن أن تعالج مشكلة من النظام، وسوف تؤدي إلى تفاقم الأزمات اللاحقة.
النظام مجبر على القيام بهذه التحركات لأنه تحت الخنق الاقتصادي ويجب النظر إلى انعكاساته في هذا الإطار. 

البحث عن الانفتاح أم زعم وحلم للانفتاح؟

أشارت صحيفة كيهان إلى هذه الرحلة ووصفتها بأنها جاء لزعم وحلم الانفتاح.  بالمناسبة، كلام كيهان على حق. لأنه في الوضع الحالي، أمام النظام طريقان وليس إلا؛
إن إحدى الطريقتين هي المقاومة أمام المجتمع الدولي، ونتيجتها سحق النظام تحت الضغوط حسب خامنئي.
والطريقة الأخرى التنازل وتجرع كأس السم، ويدرك النظام في الوضع الحالي معنى ذلك أي الاستسلام. أي التراجع الذي لا نهاية له حسب قول خامنئي والذي يؤدي إلى سقوط وزوال النظام بكامله، أي معنى أن الطريقين كليهما يؤديان إلى الهاوية بالنسبة للنظام.
ولا غريب أن تكتب صحيفة كيهان أن: «(هذه الرحلة) ليست سوى إرسال رسالة ضعف ويأس … الحزمة الفرنسية المقترحة – إطالة عمر الاتفاق النووي عن طريق تعميم مواده لتشمل الملفات الصاروخية والإقليمية – هي في الواقع تكرار لشروط التفاوض الأمريكية الوقحة مع إيران بـ12 شرطا».
وهذه هي الأزمة التي تورط فيها النظام، وهي أزمة مهما كان اتجاهها ستؤدي إلى تدمير النظام والخير للشعب الإيراني!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة