السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاترحلة روحاني إلى نيويورك؛ فشل حقيقي أم انتصار وهمي؟!

رحلة روحاني إلى نيويورك؛ فشل حقيقي أم انتصار وهمي؟!

0Shares

في ظل ظروف خاصة هذا العام اتجه رئيس جمهورية الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، حسن روحاني، إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. والقضية الرئيسية التي كانت تشغل الجميع هي ما إذا كان سيتم عقد اجتماع بين روحاني والرئيس الأمريكي من عدمه؟ وما جعل هذه الرحلة خاصة هو أن علي خامنئي بصفته زعيم نظام الملالي الفاشي الذي يحكم إيران، كان قد رسم فيما مضى خريطة طريق روحاني، قائلاً: لن يجري أي مسؤول إيراني أي مفاوضات، لا في نيويورك ولا في أي مكان آخر. وعلى الرغم من ذلك، كنا نسمع ونقرأ عن وجود بعض الاحتمالات لإجراء مفاوضات. والسبب في ذلك هو أن خامنئي كان متناقضًا وكثير الجدل طوال السنوات التي كان موضوع المفاوضات يدور فيها حول البرنامج النووي لنظام الملالي. وأخيراً أضاء الضوء الأخضر للمفاوضات وتوقيع الاتفاق النووي بجملة "المرونة البطولية". وفي نهاية المطاف، تم التوقيع على الاتفاق النووي وتطبيقه. 

 

ولكن بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وبداية فرض العقوبات القصوى وإعلان أمريكا أن رفع العقوبات منوط بتنفيذ شروط عديدة أبرزهم 12 شرطًا أعلنهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، فقد هذا الاتفاق جدواه في واقع الأمر بالنسبة لنظام الملالي.  

وفي هذا الصدد، حاول الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لعله يستطيع من خلال الوساطة بين إيران وأمريكا أن يبث روحًا جديدة في الاتفاق النووي المحتضر، وقد ينجح في ترتيب لقاء بين روحاني وترامب. 

وكانت محاولات ماكرون يشوبها عيب خطير في معلوماته عن نظام الملالي، ألا وهو أنه لم يكن على علم بالطبيعة الخبيثة للملالي الذين يحكمون إيران. وهي طبيعة ناشئة من عمق ظاهرة ما يسمى بـ "ولاية الفقيه" التي لا تتكيف مع عصرنا على الإطلاق. وهي نفس الظاهرة التي قيدت الشعب الإيراني لمدة 40 عامًا وهوت بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها من سوريا و العراق و لبنان حتى اليمن وأفغانستان في الحروب والأزمات. فالخميني الذي أسس نظام القرون الوسطى تبنى عملية فتح القدس عن طريق كربلاء بفرض الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات. ويرى خليفته الفاشي، على خامنئي، أن حياته وبقائه في السلطة مرهون بالقيام بالاصطفاف العسكري على ساحل البحر المتوسط. لكي يمارس هوايته في القمع وسفك الدماء في طهران وفي جميع أنحاء إيران. وهذه هي الطبيعة الحقيقية لنظام الملالي المجرم الداعي للحرب. 

قال السيد مسعود رجوي، قائد المقاومة الإيرانية NCRI  خلال 40 عامًا من حكم الملالي القمعي الداعي للحرب: "الحدأة لا ترمي كتاكيت". وقد ثبت صدق هذه الفرضية مئات المرات. وكما لو أن الجميع شاهدوا وجربوا؛ ولم تحدث أي مفاوضات أو لقاءات بين روحاني والرئيس الأمريكي خلال رحلته إلى نيويورك، وعاد روحاني مهزومًا إلى إيران. 

وفيما يتعلق بفشل رحلة روحاني، كتب أحد الملالي في الحكومة، ويدعى محمد علي أبطحي، من زمرة ما يسمى بالإصلاحيين، وخلال فترة رئاسة الملا محمد خاتمي شغل منصب رئيس مكتبه كما كان من كبار مستشاريه لفترة من الزمن، ما يلي: «ياليت رئيس الجمهورية ما قام بهذه الرحلة هذا العام»؛ لأن:

 اتفق الجميع داخل إيران على أنه لن يكون هناك تفاوض بين رئيسي إيران وأمريكا في ظل ظروف العقوبات وازدواجية ترامب. فليس هناك مقدمات لرفع العقوبات. كما أن موقف قائد الثورة (خامنئي)، الذي يحدد السياسة في إيران، بشأن عدم إجراء مفاوضات معروف وواضح. وعندما نعلم أنه قد تقرر عدم التفاوض، فإن أفضل طريقة لاحتواء هذا الضغط الدولي هي تقليص مستوى مشاركة إيران. وكان من الممكن لوزير الخارجية، جواد ظريف، أن يفعل كل ما فعله روحاني، لكن لا يجب أن تتعرض إيران للضغوط. وبمجرد طرح موضوع سفر رئيس الجمهورية إلى نيويورك، ارتفع سقف التوقعات في إجراء مفاوضات وتسوية قضية العقوبات وهو أمر لم يكن من المقرر حدوثه، كما لم تكن المفاوضات الشكلية من مصلحة إيران.

بيد أن عدم إجراء مفاوضات بين روحاني وترامب لم يتلخص فقط في المعادلة السياسية بين الطرفين. ففي المعادلات التي تتعلق بإيران يوجد طرف ثالث يسمى المقاومة الإيرانية المنظمة NCRI التي لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال. نظرًا لأنها مقاومة لها حضور مؤثر في جميع أنحاء العالم وتدافع بقوة عن حقوق ومطالب الشعب الإيراني. مطالب تنادي بها حناجر الشعب الإيراني منذ أكثر من ثلاثة عقود. ومطلبهم هو الإطاحة الكاملة بالفاشية الدينية التي تحكم إيران. كما أن الإيرانيين خارج البلاد يجسدون صدى صوت الإيرانيين المضطهدين داخل إيران وسمّعوا صوتهم للعالم أمام مقر الأمم المتحدة. وقالوا بأعلى صوت أن روحاني وجميع رفاقه، ومن بينهم جواد ظريف، متورطون في إرتكاب جرائم ضد الإنسانية، ويجب على زعماء الدول الأخرى أن يعلموا أن مصافحة هؤالاء المجرمين ستلطخ أيديهم بدماء الشعب الإيراني. كما قالوا بملء فمهم إن الشعب الإيراني مستعد لمساعدة معاقل الانتفاضة التي يزداد نشاطها في جميع أنحاء إيران كل يوم حتى يسقطوا نظام الملالي. 

والجدير بالذكر أن نظام الملالي في أضعف حالاته اليوم؛ والظروف الموضوعية التي تحيط به من كل حدب وصوب من الوضع الإقتصادي حتى الوضع الاجتماعي تمهد الطريق للإطاحة بهذا النظام. ومنظمة قيادة الانتفاضة أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية MEK وجميع مسانديهم وداعميهم، أكثر استعدادًا من أي وقت مضى، بعد بناء أشرف3 (الثالث) في ألبانيا، لإعداد أنفسهم للمرحلة النهائية والإطاحة بهذا النظام وإرساء الحرية في إيران. هذا وتتمتع المتحدثة باسم هذه المقاومة ورمزها، السيدة مريم رجوي ، بالإعتراف بها دوليًا وتحظى بدعم الشعب الإيراني وخاصة بين الشباب والنساء بوصفها قوة للريادة والتغيير.

لقد حان الوقت الآن للمجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص الأمم المتحدة، أن تُسند مقعد هذا النظام في الأمم المتحدة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية NCRI وأن تعترف رسميًا بالمقاومة الإيرانية للإطاحة بهذا النظام الإيراني الفاشي. فمستقبل إيران يتوقف على نجاح هذه المقاومة والشعب الإيراني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة