الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةالمناسباتذکری المولد السعيد لمولی المتقين-الإمام علي (ع) «قدر» الإنسان

ذکری المولد السعيد لمولی المتقين-الإمام علي (ع) «قدر» الإنسان

0Shares

الإمام علي (ع) «قدر» الإنسان

الإمام علي (ع) هو المقياس للصراط المستقيم والدليل إليه. وإذا أردت التحليل بلغة مادية بحتة فلابد لي القول إن الإمام علي (ع) لم يکن يناسب ملامح ذلک العهد. ماذا سر هذه القيادة؟ إنها تکمن لا محالة في ما کان الإمام علي (ع) يتميز به من إيمان عميق للغاية ورؤية عالية جدًا.

أجل، هکذا کان الإمام علي (ع)، ولکن مع کل ذلک إنه کان يمثل رمزًا و دليلاً إلی النبي الکريم محمد (ص) وکل ما کان يتميز ويتحلی به لم يکن سوی ما کان قد أخذه واستقاه من منهل السيرة والسنة النبويتين الشريفتين کرصيد لا ينضب کان يعتمد عليه ويستظهر به.

وهذا هو الدليل علی کون دربه صائبًا وعريقًا وأصيلاً. فالإمام علي (ع) هو الرمز والشاهد علی تلک الفکرة والعقيدة النبوية السمحاء لأنه کان يعمل ويسير علی محور هذه الفکرة والعقيدة ويجاهد تحت خيمتها.

فعلی قمة التاريخ وعلی مر العصور کان الإمام علی (ع) ولا يزال يمثل ذروة الرسالة الإنسانية وقمة تطور أبناء البشر، کما کان ولا يزال علی الجانب النقيض والسلبي منه أمثال ابن ملجم وخميني وخامنئي ورفسنجاني يمثلون ذروة الانحراف والضلال والوحشية.

أما الجانب الإيجابي للقطبين المذکورين فما هي رسالته؟ هذه الرسالة تقول: «من المستطاع ويجب»! أي إن کل فرد من أبناء البشر قادر علی الارتقاء والوصول إلی هکذا مکانة رفيعة من الإنسانية حتی إذا کان يعيش في مجتمع وعهد الجاهلية.

خاصة أن الإمام علي (ع) لم يکن نبيًا ليقولوا إن کل هذه الصفات والسجايا والميزات حصلت بفضل الوحي، لذلک يأتي الإمام علي (ع) دليلاً علی أن الإنسان وبالاعتماد علی ما يتميز به من الاختيار والمسؤولية والوعي قادر علی أن يرتقي إلی هذه الذروة والقمة من الکمال الإنساني، أي إن الإنسان قادر حتی في غمرة مجتمع جاهلي کهذا علی إبراز وتفجير طاقاته الکامنة ليصل إلی مثل هذا المرتقی، فعلی ذلک يستطيع الإنسان أن يتألق علی قمة التطور والارتقاء في أي منعطف تاريخي ليست فيه الظروف المادية للانتصار متوفرة لديه أساسًا. وأخيرًا سيأتي أشخاص يدرکونه بقدر ما، أما الأجيال القادمة ستدرک وتفهم وتأخذ منه المزيد.

فظاهريًا إن علي (ع) هو الذي استشهد علی يد العدو. ولکن عقائديًا لقد تغيرت هناک موازنة. فحاليًا حصل شي‏ء اخر حيث جاء دوره ليقضي علی العدو المتمثل في القوی الشيطانية أي الرجعية والمضللة والمشرکة التي کانت تتحداه انذاک. لأن تلک القوی هي التي قد اندحرت وقُضي عليها تاريخيًا، وها هو الإمام علي (ع) الذي أصبح باقيًا خالدًا علی مر التاريخ يتألق ويهاجم ويتقدم أکثر يومًا بعد يوم.

إن الصراط المستقيم الذي کان الإمام علي (ع) يسلکه ويسير فيه کان يضر مصالحه في عهده وفي الظروف التي کان يمر بها انذاک، ولهذا السبب نطلق عليه «رمز الصدق والإخلاص» لأنه لم يکن إطلاقًا يفکر في أنه ما إذا کانت ظروف العصر لصالحه وکيف تسير الأوضاع؟ هل ستحسم بمصلحته أم لا؟.

لم تکن القضية بالنسبة للإمام علي (ع)  المصلحة والنفع إطلاقًا. لو کان من المقرر أن يأتي الإمام علي (ع) أو الإمام الحسين (ع) ليقاتلا من أجل تحقيق النصر فقط لما کانت النتيجة هذه التي نلمسه اليوم. إن هذه العقيدة التي أنتم اليوم تؤمنون بها لم تکن علی السلطة بعد وفاة النبي إلا عدة سنوات فقط! ولکننا ما زلنا نتغذی ونستقي منها ونفتخر ونعتز بها عقائديًا.

لا نمتلک شيئًا غيرها، لأن بقية الأئمة لم يکونوا علی السلطة، فيا ليت کانوا. ولکن يبدو کأن القدر کان قد حکم بأن تتحقق هناک عدة سنوات هذه حتمًا، فلو لم تکن تلک السنوات المعدودة لکان يبدو کأنّ هناک شيئًا مفقودًا في عصرنا هذا…

من دعاء الأخت المجاهدة مريم رجوي

في الروضة الحيدرية الشريفة

يا أمير المؤمنين، يا علي بن أبي طالب!
بعد دولتک وطيلة القرون الأربعة عشر الماضية لم يصل الإسلام الحقيقي والثوري إلی السلطة علی أرض الواقع، فلذلک إن يوم تعرضک لضربة سيف العدو ويوم استشهادک هو أکثر الأيام ألمًا وحزنًا بالنسبة لجميع سالکي دربک وفي تاريخ شيعتک. لأنه وبعد ذلک اليوم تمکن جميع الرجعيين وجميع المدعين والمتشدقين زيفًا بالإسلام من دسّ کل رذيلة وکل سلطة دجالة وغاصبة ديکتاتورية وعرضها علی الناس باعتبارها «الإسلام»!

يا علي!
أنت هو الرمز المجسد للإسلام الذي عرضه سيدنا محمد (ص) علی العالم. فکان شأن النبي محمد (ص) ومکانته وموقعه کأحد من الرسل أولي العزم وخاتم النبيين يتطلب استقطاب الجميع تحت خيمته ومظلته، ولکنک هو الذي کان بعد وفاة النبي محمد (ص) رمزًا ومقياسًا للإسلام الحقيقي والمحمدي وهو الذي عرضه علی العالم… بدءًا من حقوق المالکية حتی الحرية في الإسلام وحق الشعب في السلطة وتقرير المصير وعدم التفريط بحقوق الشعب العادلة والشرعية.

فخلال القرون الأربعة عشر الماضية کان هناک کثيرون يتشدقون بالإسلام والحکومة الإسلامية ولکن بعد أن مسکوا بمقاليد السلطة لم يمارسوا إلا الديکتاتورية وتحريف حقيقة الإسلام. فليس من الصدفة أن خميني الدجال قلّما کان يتحدث عنک أو يذکر دولة الإمام علي (ع) وأيام حکمه، لأن الواقع أنه کان يعتبر نفسه رمزًا حقيقيا للإسلام.

ولکن أين هو من الإسلام؟! لم يکن خميني يمت للإسلام بأية صلة غير الدجل والشعوذة والتضليل باسم الإسلام وتحت غطائه.

يا علي!
اليوم، هؤلاء هم المجاهدون الذين وبعد قرابة 14 قرنًا وبفضل قيادة مسعود أصبحوا علی أعتاب ظروف تجعلهم قادرين علی أن يعرضوا في ميدان السياسة والحکم شعاعًا من الشمس الساطعة التحررية للإسلام الذي کنت أنت تمثله وتجاهد من أجله، وأن يوصلوا إليک من جديد جميع أتباعک الحقيقيين في کل أنحاء العالم بعد أن قطعهم عنک خميني والخمينيون وأن ينقلوا إلی الجميع رسالة الإسلام الحقيقية التي ليست سوی الرحمة والإخلاص والوحدة، وذلک بفضل عنائهم ودمائهم وتضحياتهم السخية.

يا علي!
إذًا، فأنت کن عونًا ومساعدًا له ليوصل هذه السفينة إلی شاطئ الأمان والنجاة بعد عبورها واجتيازها عواصف الامتحانات والأخطار ليعرض نورًا جديدًا من الإسلام التحرري والتوحيد الثوري حتی تعود رايتک الحقيقية التي ليست سوی الترجمة الحقيقية للإسلام المحمدي ترفرف مرة أخری وتفرح قلوب جميع أتباعک.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة