الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتخوف تجاه الانتفاضة المنظمة والإخلال بتوازن النظام الإيراني

خوف تجاه الانتفاضة المنظمة والإخلال بتوازن النظام الإيراني

0Shares

نلاحظ هذه الأيام في خضم مختلف القضايا للنظام الإيراني مأزقا طاله وعدم الأهلية للحكومة بالإضافة إلى الخوف تجاه الانتفاضة المنظمة والإخلال بتوازن النظام.

وهذه الانتفاضة وبحسب عباس عبدي من عناصر زمرة الإصلاحيين «تتمتع بتنظيم أقوى وتمهيدات أكثر بالمقارنة باحتجاجات كانون الثاني/ يناير». والمأزق الذي هكذا يصفه سعيد حجاريان منظّر الزمرة المسماة بالإصلاحية «تشبه الحكومة بشخص وقف على جسر معلق دون أن يحسم أمره».

وهتف الشباب وأهالي طهران يوم الجمعة في ملعب آزادي شعار «الموت للدكتاتور» محولين مرة أخرى تجمعا رياضيا إلى مشهد للاحتجاج ضد الدكتاتورية. واندلعت هذه الحركة الاحتجاجية رغم الإعلان عن حالة التأهب من قبل النظام وانتشار الآلاف من العملاء المعروفين والمرتدين بالزي المدني خوفا من انتفاضة المواطنين ولكنه مني بالفشل عندما تعرض لأول موجة شعبية.

ويوصي علي خرم الدبلوماسي السابق للنظام من زمرة روحاني بالجلوس خلف طاولة المفاوضة للخروج من الأزمات. وتعليلا لذلك يذكر «السخط الشعبي» في مقدمة الأولويات ويقول: «الحكومة باتجاه الاستياء والسخط الشعبيين، تواجه الهجوم الخارجي والانهيار الاقتصادي» وأضاف يقول: «نعتقد أنه ينبغي أن تتم المفاوضات من أجل تهدئة الظروف» (موقع رويداد 24، 10آب/ أغسطس 2018).

كما كتب موقع بهار الحكومي 10آب/ أغسطس 2018 قائلا: هناك «مخاوف عميقة وجادة في المجتمع» واستخلص قائلا: «لا حل سوى الحوار والاتفاق مع الطرف الرئيسي أمام إيران».

وخوف النظام تجاه الانتفاضة بلغ حدا حيث حاول عنده الملا إمامي كاشاني خطيب الجمعة المعيّن  من قبل خامنئي في صلاة الجمعة في طهران الإيحاء بتصغير الانتفاضة وسرعان ما تضارب في الكلام مبديا الأنات والآهات تجاه انعكاسات الانتفاضة وانعكاساتها في العالم وقال: «بدأ بضعة أشخاص مغامرين يثيرون الشغب والاضطرابات ومن ثم ينخدع أشخاص مضطرون ويختلطون معهم، وهذا هو الوضع الذي يناور عليه العالم» (صلاة الجمعة ـ 10آب/ أغسطس 2018).

والملا محمدعلي آل‌هاشم ممثل خامنئي في صلاة الجمعة بمدينة تبريز هو الآخر الذي أشار إلى قلب الاحتجاجات في الشوارع وقال: «في مثل هذه الأحداث والاحتجاجات في الشوارع، يركب العدو الأمواج ويتابع مآربه».

وأذعن أحمدي‌نجاد رئيس الجمهورية السابق في النظام بمأزق طال النظام حيث لا يوجد لدى أحد في النظام حل له على النحو التالي: «السؤال هو من يتحمل المسؤولية لهذا الوضع؟ وأعتقد أن جميع سلطات البلاد الثلاث. واليسار واليمين مع البعض وهما طرفان للمقص».

وبدوره أذعن صالح نيكبخت الحقوقي من زمرة الملا روحاني يوم 10آب/ أغسطس بالمأزق وعدم الأهلية للنظام وقال: «إنه من الواضح أن المواطنين يبدون سخطهم واستياءهم سرا وعلانية في التجمعات والفضاء المجازي شئنا أم أبينا»، وخوفا من انتهاء أمر النظام قال: «يجب الوقاية من الحادث قبل الوقوع» (موقع اعتماد آنلاين ـ 10آب/ أغسطس 2018).

وأظهرت صلوات الجمعة يوم 10آب/ أغسطس ذعر النظام تجاه الانتفاضة ومأزقا طاله وكابوس خيم على النظام جراء الانتفاضة في الوقت نفسه.

وقال خطيب الجمعة في مدينة قزوين: قاموا بإحراق 300مدينة العام الماضي.

وفي صلوات الجمعة في الكثير من المدن كانت صرخة الخوف من مجاهدي خلق تسمع، أي «العدو» الذي يشكل هاجس الخوف بالنسبة للنظام إزاء الانتفاضة.

وخطيب الجمعة في مدينة شاهرود هو الآخر الذي قال: «تبحث مجاهدي خلق عن التفرقة والمؤامرة الثقافيتين». وخطيب الجمعة في بيرجند قال: «ليست المشكلات سببا لخروج المواطنين إلى الشوارع. والخروج إلى الشوارع وزعزعة الأمن هو من جانب العدو. لدى مجاهدي خلق مؤامرات وبدأت تطبق خططها ومن الواجب مواجهة هذه التحركات لأن الأمن في النظام من أهم الواجبات».

وهكذا يمكن أن نلاحظ بكل وضوح أن الخوف من الانتفاضة و«العدو» العازم الذي «ينظمها» يخلان بتوازن النظام برمته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة