الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي يعترف بتربص "العدو" ويحذر من العواقب

خامنئي يعترف بتربص “العدو” ويحذر من العواقب

0Shares

نشر موقع خامنئي بعد أسبوعين من التأخير، أمس الثلاثاء، 30 مارس/ آذار، تقريرا عن لقاء الولي الفقيه مع مجموعة تحت عنوان "مع الأعضاء في الهيئة المشرفة على إقامة المؤتمر الوطني لتكريم أربعة آلاف شهيد من محافظة يزد".

وتُظهر كلمة خامنئي في هذا الاجتماع شدة خوفه من الحالة الثورية الحالية والأزمة الداخلية للنظام ومدى الانهيار في هيكل النظام وتساقط عناصره في الحرس والباسيج.

وفي تعبيره عن رعبه من الوضع الراهن، يشير خامنئي إلى أن "العدو في كمين" ويؤكد عليه قائلاً: "لاحظوا العدو! كلّما أردّد كلمة العدو ينزعج بعضهم: لماذا يُكرّر فلان [تعبير] العدو، نعم، يجب التأكيد [حتى] لا ينسى الناس أن عدوهم يكمن لهم، إنه يعمل باستمرار على إحباط الشباب وحرفهم، وأن يثنيهم عن الطريق".

ثم يؤكد خامنئي أن تأثير هذا العدو ليس فقط على جماهير الشباب المنتفضين على قمع ونهب نظام الملالي ، بل أكثر من ذلك، حيث يشير إليهم بقوله: "أولئك الملتزمين بحرفهم عن خط ثورتهم."

وأعرب خامنئي عن قلقه العميق وخوفه من انتشار الشباب المنتفضين و"خطط العدو لهم"، فأصدر توجيهاته إلى عناصره المنهارة، قائلاً: "في المقابل، يجب أن تحاولوا الحفاظ على شبابكم، ويمكنكم ذلك. لا تدعوا وساوس العدو تؤثر في الشباب وتكون قادرة على تثبيطهم وتجنيدهم في نهاية المطاف".

ويعرّف الولي الفقيه المتخلف "وسوسة العدو" و"إسكاتهم" بقوله: "إن العدو يريد أن يدمر (دوافعهم) وإسكاتها، ولكن هناك وسوسة في هذا المجال، فهم يصنعون المغالطات ويتكلّمون من أجل إنكار ذلك".

ويختتم الولي الفقيه البائس حديثه بالقول: "العدو جاء ليقضي على نهج الثورة ويسقط نظام الجمهورية الإسلامية القائم على هذه الثورة!".

وكان خامنئي قد تحدث قبل مدة عن "محاولات لإزالة أيديولوجية" النظام من قبل العدو واعترف بوجود: الكسل، والخوف، واليأس، والوقوع في فخ العدو دون قصد؛ وحذر في الوقت نفسه من أن "العدو يروج لإخفاقاتنا ويشن حربًا نفسية ويظهر الإخفاقات أكثر من مرة"، مضيفاً "إنه يسعى لخلق خيبة أمل لدى الشباب وجعل الناس متشائمين بشأن المستقبل!".

الآن، عندما يكرر خامنئي نفس التحذيرات بجدية أكبر، يتضح مدى تساقط عناصر النظام، لدرجة أن كبار قادة الحرس يطلبون من الشباب وحتى الباسيج عدم إخلاء القواعد وعدم ترك خامنئي وحده، وفي هذا الصدد، يشير أحدهم بالقول "اليوم نحن بحاجة إلى وجود الباسيج أكثر من أي وقت مضى. أنتم  (يقصد الباسيج) أحيوا القواعد، ادخلوا القواعد، لا تترددوا في خدمة النظام!" (الحرسي سلامي، قائد قوات الحرس).

ويكشف أحدهم حالة الرعب التي تتلبس عناصر النظام، بالقول: "مشكلة النظام مرض هوية العناصر وأضرار التيارات داخل الحكومة، خلل العمل (في النظام) هو "التخاذل والإرهاق" خلف الجبهة، هذه المشكلة موجودة في (النظام) برمته"، (أزغدي – 26 كانون الأول / ديسمبر 2020).

تزايد المنتفضين وتساقط الباسيج والحرس

خطابات خامنئي تعد مقياساً لحرارة الوضع الاجتماعي والسياسي في إيران، كما تعكس خصائص نظام الملالي.

من جهة، تعترف هذه الخطابات بالنزعة السائدة لدى الشباب للإطاحة بالنظام، ومن جهة أخرى، تظهر شدة السقوط والتخاذل وإرهاق الباسيج والحرس، في وضع أصبح فيه المجتمع الإيراني أكثر من أي وقت مضى على وشك الغليان وعلى وشك الانفجار، وفي كل يوم يدق قادة النظام والجلادون أجراس الإنذار بأنه "لا ينبغي بأي حال من الأحوال المساس بأمن النظام"، والأشخاص الذين يضمرون الشر ويخلقون عدم الأمان، مما يجعل النظام غير آمن.

يعرف خامنئي جيدًا أن فضح هذا الوضع الحرج يضر به سياسيًا، ربما لهذا السبب، لم يعلن عن هذه الكلمات في نفس اليوم الذي جرى فيه الاجتماع في 15 مارس الجاري، والآن، بعد أسبوعين من التردد، أمر بنشرها.

إن الاضطرار للإدلاء بهذه الاعترافات والتحذيرات على الملأ يظهر شدة الأزمة، لدرجة أن خامنئي يضطر إلى تحذير قواته من العواقب السياسية، إضافة لتحذيره من أنه يجب أن يكون حريصًا على عدم تفكك رأس النظام.

لكن هذه التحذيرات والاعترافات فات أوانها، لأن كل شيء في إيران يثبت أنه بعد 42 عامًا من النهب والجريمة والقمع والديكتاتورية، لم يستطع النظام تفادي الغرق في الأزمة، و"فرصة" الاستفادة من "بركات" كورونا على وشك الانتهاء.

والآن، تثبت الوقائع بأن الشعب والمقاومة في إيران هم الذين صمدوا في استراتيجيتهم الهادفة للإطاحة بالنظام، مع معاقل الانتفاضة والشباب المنتفضين، وقد بلغوا في هذه المرحلة ذروتهم في الاستعداد لتوجيه ضربة قاضية لنظام الملالي  الفاسد، حيث باتت علامات ذلك تتضح في نزول المحتجين إلى الشوارع والاحتجاج على خامنئي. نعم، فالعدو في كمين ويأتي ذلك ضمن مصير النظام المحتوم!.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة