الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي وروحاني يعترفان بضعف النظام في مواجهة الحالة الثورية للشعب

خامنئي وروحاني يعترفان بضعف النظام في مواجهة الحالة الثورية للشعب

0Shares

بعد 9 أيام من الاحتجاجات والانتفاضات في خوزستان، فيما انتشرت موجات الغضب والحراك للمواطنين الضائقين ذرعا إلى العديد من مدن ومحافظات الوطن، بما في ذلك طهران؛ وبينما كانت صرخات "الموت لخامنئي" تُسمع في جميع أنحاء العالم، فإن الولي الفقيه خامنئي البائس، الذي تعمد لحد الآن عدم سماع مطالب الشعب، ظهر إلى الساحة مذعورا وتحدث عن ذلك.

خامنئي الذي ظهر أمام عدسات الكاميرات بذريعة العرض السخيف بحقنه جرعة ثانية من لقاح كورونا ليبرر ظهوره المتأخر؛ حاول حصر الانتفاضة في خوزستان ومسألة المياه، لكنه أجبر على الاعتراف بغضب المواطنين المتفجر وأعطى الناس الحق في موقف احتيالي قائلا: "أعرب الناس عن انزعاجهم وأظهروه لا يمكن لَومهم أبداً؛ إنهم مستاؤون.مشكلة المياه ليست صغيرة". لكنه في الوقت نفسه، تخلى عن مسؤوليته بالطريقة المعتادة منه وألقى باللوم على روحاني وحكومته، قائلاً: "لم يكن هذا الوضع ليحدث للناس لو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في وقتها المناسب يجب على الحكومة القادمة أن تأخذ الأمور على محمل الجد".

روحاني، الذي ينافس خامنئي في الوقاحة والمواربة، هو الآخر مثل خامنئي، يذرف دموع التماسيح على الناس، وقال في اتصال مع حاكم خوزستان: "من الصعب جدًا ولا يطاق تحمل نقص المياه والحرارة فوق 50 درجات. للناس الحق في الاحتجاج". بدوره، وصف روحاني الأزمة الحالية بأنها "نتيجة جفاف غير مسبوق في البلاد وتراكم المشاكل المتبقية من السنوات السابقة"، وهكذا أعاد الكرة إلى ملعب الولي الفقيه.

ربما طرح سؤال على قادة النظام المعادين للدين يكون زائدا، إذا ما سألنا  إذا كان احتجاج الشعب صحيحًا و "لا يمكن إلقاء اللوم عليهم" وإذا كانت القضية "ليست قضية صغيرة"، فلماذا إذن إجابة احتجاج الناس حتى الآن عن طريق الحرس والباسيج هي بالرصاص وبالنار والحديد وقتل الشباب وفلذات أكباد أهالي المحافظة؟ لماذا قطعتم الإنترنت حتى لا تُسمع أصوات من يهتفون بتحقيق مطالبهم الحقة؟

لكن هذه الممارسات الاحتيالية المشوبة بالدجل وذرف دموع التماسيح على الضحايا ليست جديدة ولا مهمة. بل المهم هو الظروف والحالة الجديدة التي تجبر هؤلاء القتلة والقمعيين على الخروج بهذه الاعترافات، وتجبر الولي الفقيه المتعطش للدماء وخادمه روحاني لإعطاء الناس الحق والاعتذار بطريقة ما، بدلاً من ترهيبهم وتوعدهم بالويل والثبور وتقديم الاعتذار لهم بنوع ما.

هذه الشروط الجديدة لها جانبان، وهما بالطبع وجهان لعملة واحدة؛ أحدهما ضعف وتفكك النظام، والآخر هو الطاقة الثورية العظيمة لدى الشعب، الناس الذين لم يعد لديهم ما يخسرونه، الذين لم يعودوا يريدون الماء والكهرباء، أو حتى الخبز والسلع باهظة الثمن وسبل العيش. بل مطلبهم إسقاط وتدمير هذا النظام الذي هو عدوهم الرئيسي، ويعبّر شعار "عدونا هنا" الذي صدحت به حناجر جماهير الشعب المحرومة عن هذا الوعي الاجتماعي العميق. لذلك، فإن دموع التماسيح التي يذرفها خامنئي وروحاني وغيرهما من قادة هذا النظام القاتل لا تخدع أحداً، لكنها تجعل الجميع يدرك الضعف العميق والهشاشة لهذا العدو الذي لم يتمكن من قمع الانتفاضة خلال الـ 9 أيام الماضية.

وبالتالي، فإن التصريحات الخادعة لخامنئي وروحاني ما هي إلا انعكاس لتوازن جديد يتغير باستمرار وبشكل متزايد لصالح الشعب والمقاومة الداعية للحرية وعلى حساب النظام وقواته المنهارة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة