الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي الولي الفقيه للنظام الإيراني يواجه المأزق بالقمع

خامنئي الولي الفقيه للنظام الإيراني يواجه المأزق بالقمع

0Shares

الوضع الاجتماعي ملتهب للغاية

تحذر عناصر النظام ووسائل الإعلام من أن السكين بلغ عظم المواطنين بفقدان ربع القوة الشرائية للعملة الوطنية ويحذرون من أن العاصفة في الطريق بعد هذه الأيام, ويحذرون ايضا من أن المجتمع صار يشبه مرجلًا بخاريا في حالة غليان ويحذرون من أن التدهور سيصل في اي لحظة إلى نهايته ويصبح الامر في خبر كان.
وبسبب هذا الوضع ولتجنب انفجار المرجل، استدعى خامنئي يوم الأحد 23 نوفمبر الماضي قادة قوى الأمن القمعية ووجه لهم توصيات من أجل  «مراعاة الحذر والسلوك الحكيم مع المواطنين»، وفي الوقت نفسه وباوامر متناقضة طلب منهم العمل بـ«اقتدار».
والآن ومنذ فترة طويلة أصبحت التصريحات المتناقضة أحد السمات البارزة في خطابات خامنئي وفي نفس الخطاب قال أيضًا:
«يجب أن تكون قوى الأمن قوة مقتدرة لفرض القانون وان تكون قوية وعادلة ويقظة». مفهوم كلمة «قوية» في ثقافة خامنئي هو مرادف للبطش.
وصفة «عادلة» تبين خوفه وقلقه من ردود المواطنين على واقع عمل القوات القمعية وفي ثقافة خامنئي الذي يتحدث بلغة معكوسة وهذا يعني وصفة ظالمة.

ثم  يستخدم كلمة يقظة فإذا أردنا أن نترجم كلمة يقظة حسب ثقافة خامنئي فمعناها يقظة تجاه الظروف المتفجرة والمخاطر التي تحدق بالنظام.
 ويظهر التناقض خلف هذه الكلمات من حيث التعبير، ولكن الأهم من الكلمات، ما يحدث في الشارع الإيراني وفي المجتمع ويُرى بالأعين المجردة، وهناك تناقض يتمثل في المأزق الذي يواجهه النظام و هو ظاهرة تسمى «مأزق القمع».

  • من ناحية، فهو لا طريق أمامه لتلبية مطالب الشعب العادلة وليس له القدرة في معالجة جذرية للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويبقى الحل الوحيد أمامه للسيطرة على المجتمع هو القمع.
  • من ناحية أخرى، من الواضح تماماً أن القمع مقابل لهيب الغضب المتصاعد الموشك على الانفجار لدى 96٪ من أفراد المجتمع، لا يعود بالفائدة على النظام ولا يستطيع الحفاظ على التوازن المطلوب.

لذلك، فإن التناقض الرئيسي المتخفي وراء كلمتي «قوية» و«عادلة» هو تناقض عميق في المواجهة الاجتماعية التي يعاني منها النظام.

حالة المجتمع
الوضع الحالي هو حالة خاصة جدا، والتي لم يكن لها مثيل على مدى العقود الأربعة الماضية من حكم النظام حسب اعتراف قادة النظام انفسهم.

فلم يكن الناس يتعرضون لهكذا ضغوط كبيرة من الناحية الاقتصادية وكمثال فان العملة المحلية، الريال، فقدت قوتها الشرائية بنسبة أربعة أخماس هذا العام. وتعترف مصادر النظام بأن أكثر من 80 بالمائة من السكان قد سقطوا تحت خط الفقر؛ ولم تكن الاحتجاجات الاجتماعية على هذا القدر من الكثافة والتراكم من قبل.
يجد كل مراقب أن هناك العديد من المراكز في حالة تأهب وغليان داخل المجتمع وفي نفس الوقت، وبعضها على مستوى البلاد:
 
الوضع الإقليمي للنظام

بدأ الوضع الداخلي في وقت أخذت آثار العقوبات الاقتصادية تظهر جلية للعيان وأن تعليقات خبراء النظام تنصب على القرار الامريكي الاخير بسحب قواتها من سوريا بشكل متزايد على أن الولايات المتحدة تريد التركيز بشكل أكثر على النظام ويستندون في تعليقاتهم إلى التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة كدليل على صحة تعليقاتهم.
كما أدى طرد سفير النظام وأحد عناصر مخابرات الملالي من ألبانيا إلى فتح فصل جديد في العزلة الدولية للنظام. وجاءت هذه الخطوة الألبانية في أعقاب سلسلة من الاعتقالات وطرد الدبلوماسيين الإرهابيين للنظام من الدول الأوروبية ممن كانوا ضالعين في تخطيط وتنفيذ العمليات الارهابية ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية في أوروبا. هذه التطورات أكثر من مجرد ضربات متفرقة لآلة النظام الإرهابية، وهي ضربة أساسية، تستهدف الركن الأساسي الذي عمل جنبا إلى جنب مع القمع في الداخل والذي كان بمثابة العامل الرئيسي للحفاظ على استمرار النظام على مدى السنوات الـ 16 الماضية على الأقل. كلمة رئيس الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي في 10 فبراير 2018 واضحة في هذا الصدد:

«ان خامنئي ربح دوما أكبر الأرباح لاسيما خلال 16 عاما مضى من سياسة الإدارات الأمريكية. ولو لم تفتح الإدارات الأمريكية السابقة الطريق على خامنئي ونظام الملالي أو لم تتخذ الصمت، لما كان باستطاعته القيام بهكذا تدخلات مدمرة في العراق وسوريا، ولم يكن ليحصل على امتياز لتجريد مجاهدي خلق وجيش التحرير من السلاح وفرض الحصار عليهم وقصفهم. ولكن اليوم فقد خامنئي مساندة المساومة الأمريكية».

 

فماهو مخرج النظام؟

في ظل هذه الظروف، لا يملك النظام أي طريقة أخرى سوى القمع، لكن القمع، وخاصة القمع السافر، يمكن أن يكون الشرارة حسب قول جهانغيري نائب رئيس جمهورية النظام روحاني. لذلك، فإن نتيجة مثل هذا الموقف المتناقض يجب أن تكون هي نفس الكلمات المتناقضة التي يطلقها خامنئي!
 كل هذا التناقض هو انعكاس للواقع الداخلي للدكتاتورية، مظهر من المأزق الذي لا يستطيع قادة النظام الخروج منه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة